السعودية تنضم إلى «فوتسي»... وتوقعات باستثمارات تصل إلى 5 مليارات دولار

ستمثل 2.7% من حجم المؤشر للأسواق الناشئة

TT

السعودية تنضم إلى «فوتسي»... وتوقعات باستثمارات تصل إلى 5 مليارات دولار

أعلنت مؤسسة «فوتسي راسل»، أمس، ضم سوق الأسهم السعودية إلى مؤشرها للأسواق الناشئة، وسط اهتمام محلي ودولي، وتوقعات بأن يسفر القرار عن تدفقات مالية إلى المملكة تتراوح بين 3 إلى 5 مليارات دولار بشكل مباشر.
وأشارت إلى أن السوق السعودية ستكون الأكبر وزنا في المؤشر بالشرق الأوسط، حيث يبلغ وزنها 2.7 في المائة من مؤشر الأسواق الناشئة، وقد ترتفع هذه النسبة لنحو 4.6 في المائة في حال تم إدراج شركة أرامكو. وستحتل سوق الأسهم السعودية المرتبة 10 ضمن قائمة الأسواق الناشئة في مؤشر فوتسي.
وقال محمد بن عبد الله القويز، رئيس مجلس هيئة السوق المالية، إن هذا الإنجاز يعد ترجمة للجهود والإجراءات التي اتخذتها هيئة السوق المالية وشركة السوق المالية السعودية (تداول) خلال الفترة الماضية، التي ترمي إلى تطوير السوق المالية المحلية ونقلها لمصاف الأسواق المالية العالمية.
وأكد القويز أن هيئة السوق المالية ستستمر في العمل على تطوير البيئة الاستثمارية وتسهيل سبل الاستثمار، بما يسهم في رفع جاذبية وكفاءة السوق المالية ويعزز من تنافسيتها إقليمياً ودولياً، ويزيد من اتساقها مع حجم الاقتصاد الوطني السعودي الذي يشهد ارتفاعا في تنافسيته في ظل «رؤية المملكة العربية السعودية 2030». وتابع أن الانضمام لمؤشر «فوتسي راسل» يتماشى مع أهداف برنامج تطوير القطاع المالي وهو أحد البرامج الرئيسية لـ«رؤية المملكة 2030».
من جانبها، قالت سارة بنت جماز السحيمي، رئيس مجلس إدارة تداول: «حرصت (تداول) خلال العام الماضي على العمل بشكل وثيق مع الجهات ذات الصلة المستثمرين في الأسواق الناشئة لرفع كفاءة السوق وزيادة جاذبيتها للمستثمر المحلي والأجنبي، ونحن نفخر بأن جهودنا أثمرت اليوم واستطعنا أن نصل بالسوق المالية السعودية لتُصنف ضمن أحد أبرز المؤشرات العالمية».
ورأت «فوتسي» أن سوق الأسهم السعودية استوفت متطلبات وشروط الإدراج على مؤشر فوتسي للأسواق الناشئة. فيما رجح خبراء أن يتم الإدراج الفعلي على مرحلتين؛ الأولى في مارس (آذار) 2019 والثانية في سبتمبر (أيلول) 2019.
وقبل إعلان القرار، أظهرت السحيمي في تصريحاتها لوكالة «بلومبيرغ» تفاؤلاً بشأن تصعيد السوق السعودية لتكون ضمن الأسواق الناشئة بناء على ردود الفعل الإيجابية من المستثمرين. وقالت: «بعد سلسلة من التغييرات بالسوق، والتي شملت التحول العام الماضي من نظام التسوية بعد يومين (T+2) إلى التسوية في ذات الجلسة (T+0)، فإن الخطوة الكبيرة المقبلة للسعودية هي إنشاء غرفة مقاصة تتيح لنا في المملكة ابتكار مشتقات مالية». وأضافت: «نعمل الآن على إنشاء شركة المقاصة، وينبغي أن تنطلق بنهاية عام 2019».
وكانت «فوتسي» قد أرجأت في سبتمبر الماضي قرارها بشأن سوق الأسهم السعودية، قائلة في تقريرها إن المملكة ستفي قريبا بالمعايير اللازمة لضمها للمؤشر. وتوقعت السحيمي في تصريحاتها لـ«بلومبيرغ» أن يجذب القرار الإيجابي المتوقع من «فوتسي» نحو 3 مليارات دولار من الاستثمارات إلى المملكة. فيما توقع عدد كبير من المحللين أن يجذب القرار ما قد يصل إلى 5 مليارات دولار... وذلك إضافة إلى تصنيف مرتقب من مؤشر «إم إس سي آي» في شهر يونيو (حزيران) هذا العام، ما قد يرفع حجم التدفقات الاستثمارية الناتجة إلى نحو 15 مليار دولار، وفقا لتقديرات المجموعة المالية «هيرميس».
وتوقعت شركة «فوتسي راسل» في بيان لها أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي أن تجري ترقية السوق السعودية إلى مؤشر الأسواق الناشئة في الربع الأول من العام الحالي، منوهة بوتيرة الإصلاحات الأخيرة التي وصفت على نطاق واسع بأنها إيجابية في سوق الأسهم السعودية، مؤكدة أن السعودية خطت عدداً من الخطوات الإيجابية التي تهدف لزيادة الانفتاح في أسواقها عالمياً وتعزيز وتحسين كفاءتها، وأنجزت إجراءات مهمة، وأحرزت تقدماً ملموساً، يجعل سوق المملكة العربية السعودية تتماشى مع المعايير الدولية، ما دعا الشركة إلى إطلاق مؤشر «فوتسي السعودية»، الذي يضم 79 شركة مدرجة، من بينها «سابك»، و«الاتصالات السعودية»، و«السعودية للكهرباء»، و«مصرف الراجحي»، مشيرة إلى توقعاتها أن السعودية ستفي بمتطلبات الإدراج الكامل في مؤشر «فوتسي» مع بداية عام 2018، وذلك بعد أن شهد نموذج الحفظ المستقل تحسينات.
وفي إطار تطوير السوق المالية السعودية أعلنت «تداول» في يناير (كانون الثاني) الماضي، عدة تطورات جوهرية منها اعتماد النسخة المطورة من خدمة الحفظ المستقل.
وكان المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية قفز إلى أعلى مستوى له في 31 شهراً مع إغلاق جلسة يوم الثلاثاء، مع حالة التفاؤل بقرار فوتسي المرتقب، حيث أغلق المؤشر مرتفعاً بنسبة 1.08 في المائة، وبمقدار 85 نقطة إلى مستوى 7942 نقطة، وبارتفاع إجمالي يقدر بنحو 10 في المائة منذ بداية العام.



«المركزي الصيني» يعلق شراء السندات مع معاناة اليوان

مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)
مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)
TT

«المركزي الصيني» يعلق شراء السندات مع معاناة اليوان

مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)
مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)

علَّق البنك المركزي الصيني شراء سندات الخزانة يوم الجمعة، مما رفع العائدات لفترة وجيزة وأثار تكهنات بأنه يكثف دفاعه عن عملة اليوان التي تتراجع منذ انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة.

وتقطع هذه الخطوة خمسة أشهر من الشراء، وتتزامن مع موجة بيع شرسة في أسواق السندات العالمية، مما يشير إلى أن بنك الشعب الصيني يحاول أيضاً ضمان ارتفاع العائدات في الداخل بالتوازي، أو على الأقل وقف الانخفاض، كما يقول المحللون.

وعقب الإعلان عن الخطوة، ارتفعت العائدات التي تتحرك عكسياً مع أسعار السندات، رغم أن أسعار الفائدة القياسية لأجل عشر سنوات كانت أقل قليلاً بحلول المساء.

ويشير التحول في السياسة واستجابة السوق الحذرة، إلى محاولة بنك الشعب الصيني إحياء النمو الاقتصادي من خلال الحفاظ على ظروف نقدية ميسرة في حين يحاول أيضاً إخماد ارتفاع السندات الجامح، وفي الوقت نفسه استقرار العملة وسط حالة من عدم اليقين السياسي والاقتصادي.

وقال محللون في «كومرتس بنك» في مذكرة: «لقد أشار البنك إلى استعداده لتخفيف السياسة بشكل أكبر... ومع ذلك، فإن ضعف اليوان بسبب الدولار القوي واتساع الفارق مع أسعار الفائدة الأميركية من شأنه أن يعقد موقف بنك الشعب الصيني».

واستشهد بنك الشعب الصيني بنقص السندات في السوق كسبب لوقف عمليات الشراء، والتي كانت جزءاً من عملياته لتخفيف الأوضاع النقدية وتعزيز النشاط الاقتصادي.

وكان عائد سندات الخزانة الصينية لأجل عشر سنوات قد ارتفع في البداية أربع نقاط أساس، لكنه انخفض في أحدث تداولات بأكثر من نصف نقطة أساس إلى 1.619 في المائة. وارتفع اليوان قليلاً رغم أنه كان يتداول عند مستوى ثابت حول 7.3326 يوان مقابل الدولار، وهو أدنى مستوى له في 16 شهراً.

وقال كين تشيونغ، كبير استراتيجيي النقد الأجنبي الآسيوي في بنك «ميزوهو»: «أحد الأسباب الرئيسية لانخفاض قيمة اليوان هو اتساع فجوة العائد بين الصين والولايات المتحدة، لذا فإن البنك المركزي يرسل إشارة إلى السوق بأن معدل العائد من غير المرجح أن ينخفض ​​أكثر».

وقال البنك المركزي الصيني في بيان إنه سيستأنف شراء السندات عبر عمليات السوق المفتوحة «في الوقت المناسب حسب العرض والطلب في سوق السندات الحكومية».

وكانت أسعار السندات في الصين في ارتفاع مستمر منذ عقد من الزمان - وهو الارتفاع الذي بدأ في الزيادة منذ ما يقرب من عامين حيث تسببت مشكلات قطاع العقارات وضعف سوق الأسهم في تدفق الأموال إلى الودائع المصرفية وسوق الديون.

وهذا الأسبوع شهدت السوق موجة بيع عالمية، والتي زادت بفضل الطلب الذي لا يقاوم على الأصول الآمنة ومراهنات المستثمرين على المزيد من خفض أسعار الفائدة في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وحذر بنك الشعب الصيني لشهور من مخاطر الفقاعة مع انخفاض العائدات طويلة الأجل إلى مستويات قياسية متتالية، على الرغم من أن السلطات في الوقت نفسه توقعت المزيد من التيسير. وهبطت العملة بنحو 5 في المائة منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، ويرجع ذلك إلى حدٍ كبير إلى المخاوف من أن تهديدات ترمب بفرض تعريفات تجارية جديدة ستزيد من الضغوط على الاقتصاد الصيني المتعثر.

وقال هوانغ شيويفينغ، مدير الأبحاث في شركة «شنغهاي أنفانغ برايفت فاند كو» في شنغهاي، إنه يتوقع استمرار الاتجاه الهبوطي في عائدات السندات مع «استمرار السوق في التعامل مع وضع التكالب على الأصول»، حيث يوجد نقص في فرص الاستثمار الجيدة... ويوم الجمعة، نقلت «فاينانشيال نيوز»، وهي مطبوعة تابعة لبنك الشعب الصيني، عن أحد خبراء الاقتصاد قوله إن السوق يجب أن تتجنب التوقعات المفرطة بشأن تخفيف السياسة النقدية.

وفي الأسواق، أنهت أسهم الصين وهونغ كونغ الأسبوع على انخفاض مع امتناع المتداولين عن زيادة استثماراتهم في السوق وانتظار تدابير تحفيزية جديدة من بكين.

وأغلق مؤشر «سي إس آي 300» الصيني ومؤشر «شنغهاي المركب» على انخفاض بنحو 1.3 في المائة يوم الجمعة. وانخفض مؤشر هانغ سنغ القياسي في هونغ كونغ 0.9 في المائة. وعلى مستوى الأسبوع، انخفض مؤشر «سي إس آي 300» بنسبة 1.1 في المائة، بينما انخفض مؤشر هانغ سنغ بنسبة 3.5 في المائة.

وقال محللون بقيادة لاري هو، من مؤسسة «ماكواري» في مذكرة: «السؤال الرئيسي في عام 2025 هو مقدار التحفيز الذي سيقدمه صناع السياسات. سيعتمد ذلك إلى حد كبير على تأثير التعريفات الجمركية، حيث سيفعل صناع السياسات ما يكفي فقط لتحقيق هدف نمو الناتج المحلي الإجمالي. ويشعر عدد قليل من المستثمرين أن السوق صاعدة، حيث تظل أرباح الشركات ضعيفة وسط ضعف الطلب المحلي. والرأي السائد هو أن السيولة ستصبح أكثر مرونة في عام 2025 ولكن النمو الاسمي سيظل بطيئاً».