أوضاع المدن العراقية في ظل هجمات المسلحين

الموصل
الموصل
TT

أوضاع المدن العراقية في ظل هجمات المسلحين

الموصل
الموصل

تسيطر جماعات جهادية متطرفة يقودها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام على مناطق واسعة في العراق، وتواصل هجماتها بهدف بسط نفوذها على مساحات أكبر في هذا البلد.
وتعيش مدن رئيسة في العراق ظروفا صعبة، في ظل الهجوم الكاسح الذي شنته هذه التنظيمات قبل نحو عشرة أيام. وفي الآتي تفاصيل عن أوضاع هذه المدن والمناطق، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية:
الموصل (380 كلم شمال بغداد): ثاني أكبر مدن العراق، وأول مدينة تسقط في أيدي المتطرفين منذ بدء هجومهم. مئات الآلاف من أهالي المدينة التي يسكنها نحو مليوني نسمة فروا إلى مناطق أخرى، وهناك تقارير متضاربة حول الذين ما زالوا داخل الموصل، بينها من يتحدث عن ترحيبهم بالمتشددين، وأخرى تتحدث عن وقوعهم تحت ضغوط الجماعات الجهادية.
تكريت (160 كلم شمال بغداد): كبرى مدن محافظة صلاح الدين، وكانت معقل الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، وهي ثاني مدينة تسقط في أيدي المتشددين بعد الموصل، وقد اتخذوا منها مقرا، وأطلقوا سراح مئات السجناء سعيا لمواصلة التقدم جنوبا. وشنت القوات العراقية ضربات جوية استهدفت قصور صدام التي اختبأ فيه المسلحون، والتي كانت تستقبل ضيوفه الأجانب في الماضي.
بعقوبة (60 كلم شمال شرقي بغداد): سيطر المسلحون لساعات قليلة على ثلاثة أحياء في بعقوبة التي يسكنها سنة وشيعة وتعد أكبر مدن محافظة ديالى التي تشهد أعمال عنف متكررة، لكن قوات الأمن استطاعت طردهم، بينما قتل 44 سجينا داخل مركز للشرطة وسط المدينة خلال الاشتباكات.
بيجي (200 كلم شمال بغداد): بعد اشتباكات مسلحة مع المتمردين، استطاعت القوات العراقية السيطرة بالكامل على مصفاة بيجي، لكن هجمات هؤلاء المسلحين على المصفاة أدت إلى تخويف تجار النفط العالميين الذين كانوا يتابعون ما يحدث ومدى تأثيره على الصادرات الضخمة من النفط العراقي.
كركوك (240 كلم شمال بغداد): كبرى مدن محافظة كركوك الغنية بالنفط، وتجمع مختلف القوميات في البلاد، وقد أصبحت خارج سيطرة الحكومة المركزية، وباتت في أيدي البيشمركة، قوات إقليم كردستان، بعد انسحاب القوات الحكومية منها. وتعد كركوك أهم المناطق المتنازع عليها بين الإقليم وحكومة بغداد.
سامراء (110 كلم شمال بغداد): المدينة التي تحتضن مرقدا لإمامين شيعيين تعرض لتفجير عام 2006 أشعل حربا طائفية بين السنة والشيعة، فشل المسلحون في الهجوم عليها، إثر وصول تعزيزات من بغداد، وأصبحت مقرا لانطلاق عمليات القوات الحكومية لتطهير مناطق شمال البلاد.
بغداد: رغم عدم تمكن المسلحين من الوصول إليها، فإن الأوضاع العامة متوترة في العاصمة التي تشهد انتشارا واسعا لقوات الأمن، إضافة إلى انتشار قوات مكافحة الإرهاب في مناطق متفرقة في الجانب الغربي من المدينة تحسبا لأي نشاط من «خلايا إرهابية نائمة»، كما جرى تمديد حظر التجوال الليلي في بعض المناطق المحيطة بالمدينة.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.