عشر محافظات عراقية تعلن تطوع مليون لقتال «داعش»

مرجعية السيستاني توضح أن دعوتها للتطوع كانت لكل العراقيين وتدعو إلى حكومة تحظى بقبول وطني واسع وتتدارك الأخطاء السابقة

متطوعون عراقيون للقتال إلى جانب الجيش العراقي ضد تنظيم داعش شمال بغداد أمس (رويترز)
متطوعون عراقيون للقتال إلى جانب الجيش العراقي ضد تنظيم داعش شمال بغداد أمس (رويترز)
TT

عشر محافظات عراقية تعلن تطوع مليون لقتال «داعش»

متطوعون عراقيون للقتال إلى جانب الجيش العراقي ضد تنظيم داعش شمال بغداد أمس (رويترز)
متطوعون عراقيون للقتال إلى جانب الجيش العراقي ضد تنظيم داعش شمال بغداد أمس (رويترز)

أعلنت عشر محافظات عراقية في الوسط والجنوب عن وصول عدد متطوعيها إلى «مليوني متطوع» لمقاتلة تنظيم «داعش» في وقت أكدت فيه المرجعية الشيعية العليا، أن دعوتها للتطوع إنما كانت لقتال «داعش» وليس للتجييش الطائفي، مؤكدة أنها كانت تطالب جميع العراقيين بقتال «داعش» وليس إلى إنشاء ميليشيا طائفية.
وقال محافظو المحافظات العشر في بيان صحافي تلاه نيابة عنهم، محافظ كربلاء عقيل الطريحي، عقب اجتماع عقد في فندق «ريحان روتانا» وسط كربلاء مساء أول من أمس، إن «الهيئة المشرفة للحشد الوطني عقدت اجتماعا في كربلاء مع محافظي المحافظات العراقية بغية تنسيق وتنظيم العملية التعبوية لحشود المتطوعين في جميع المحافظات»، موضحا أن «الاجتماع تدارس السبل الكفيلة بتنظيم عملية التطوع واستيعاب أعداد المتطوعين الكبيرة وتوفير الأجواء المناسبة لإنجاح الحشد الشعبي الداعم للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية». وأضاف الطريحي في البيان، أن «المجتمعين أقروا آليات عمل ومتطلبات تحقيق أهداف الحشد الشعبي ودحر زمر الإرهاب والتكفير وإعادة الأمن في البلاد». من جانبه، قال محافظ ذي قار يحيى الناصري، إن «الحشد الشعبي هو جيش رديف للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية وهو جاهز للقتال في أي محافظة من محافظات العراق وحسب أوامر القيادة العامة للقوات المسلحة»، موضحا أن «محافظي المحافظات العشرة ناقشوا توفير الدعم المالي واللوجيستي لتهيئة متطلبات تدريب وتجهيز المتطوعين الذين وصل عددهم إلى نحو مليونين في جميع مدن البلاد». وأضاف الناصري، أن «عدد متطوعي ذي قار وصل إلى نحو 80 ألف متطوع سُجلوا من خلال 20 مركزا افتتحت في جميع الأقضية والنواحي التابعة للمحافظة». وقال: «إننا بدأنا نواجه ضغوطات كثيرة من قبل المتطوعين لإرسالهم إلى المدن التي دخلها تنظيم (داعش) الإرهابي لطرده منها». وفي السياق نفسه، أكد محافظ بابل، صادق السلطاني، أن «عدد متطوعي محافظة بابل وصل إلى نحو 120 ألف متطوع سجلوا من خلال الـ16 مركزا التي توافدوا عليها في جميع الوحدات الإدارية التابعة للمحافظة»، لافتا إلى أنه «جرى إرسال نحو ألف متطوع لمساندة القوات المسلحة والأجهزة الأمنية لمداهمة أوكار الإرهاب في مناطق شمال بابل». يأتي ذلك في وقت دعت فيه المرجعية الدينية في النجف إلى منع المظاهر المسلحة غير القانونية وتنظيم عملية التطوع في صفوف القوات الأمنية، مشددة على موقفها من حصر السلاح بيد الدولة. وفي السياق نفسه، أوضحت المرجعية الشيعية موقفها من عملية التطوع طبقا لفتوى «الجهاد الكفائي» التي أصدرها الأسبوع الماضي المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني. وقال ممثل السيستاني في كربلاء أحمد الصافي خلال خطبة صلاة الجمعة، إن «دعوة المرجعية الدينية للتطوع للانخراط في صفوف القوات الأمنية كانت موجهة إلى جميع المواطنين من غير اختصاص بطائفة دون أخرى»، مبينا أنه «كان الهدف هو الاستعداد والتهيؤ لمواجهة الجماعة التفكيرية التي تسمى (داعش) التي أصبح لها اليد العليا والحضور الأقوى فيما يجري بعدة محافظات». وأضاف الصافي، أن «تلك الجماعة أعلنت وبكل صراحة ووضوح، أنها تستهدف بقية المحافظة حتى النجف وكربلاء، كما أعلنت أنها تستهدف كل ما تصل إليها يدها من مراقد الأنبياء والأئمة والصحابة والصالحين، فضلا عن معابد غير المسلمين كالكنائس»، مشيرا إلى أنها «تستهدف مقدسات جميع العراقيين كما تستهدف بالقتل والتنكيل كل من لا يوافقها في الرأي ولا يخضع لسلطتها حتى من يشترك معها في الدين والمذاهب». وأكد الصافي أن «هذه الجماعة التكفيرية بلاء عظيم ابتليت به منطقتنا والدعوة كانت بهدف حث جميع الشعب على مقابلة هذه الجماعة التي إذا لم تجر اليوم مواجهتها وطردها من العراق فسيندم الجميع على ترك ذلك غدا»، مشددا على أن «الدعوة لم يكن لها أي منطلق طائفي ولا يمكن أن تكون كذلك فإن المرجعية قد برهنت خلال السنوات الماضية وفي أشد الظروف قساوة بأنها بعيدة كل البعد عن ذلك». ولفت الصافي إلى أن «المرجعية أكدت مرارا وتكرارا على جميع السياسيين ومن بيدهم الأمر ضرورة أن تراعى حقوق كل العراقيين على قدم المساواة»، مبينا أن «المرجعية تؤكد على شد أواصر الألفة وتوحيد كلمة العراقيين في مواجهة التكفيريين الغرباء». من جهته، أكد الأستاذ في الحوزة العلمية حيدر الغرابي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «المرجعية ومثلما أثبتت أحداث السنوات العشر الماضية أنها صمام أمان جميع العراقيين، وذلك بوقوفها على مسافة واحدة من الجميع». وأضاف الغرابي، أن «التجسيد الأكبر لموقف المرجعية ممثلة بالمرجع الأعلى آية الله العظمى علي السيستاني يتمثل في موقفها من الانتخابات، حيث إنها أعلنت وبكل وضوح ضرورة التغيير واختيار الأصلح، ورفضت آية محاولات لعدم إجراء الانتخابات في مناطق معينة من البلاد، لا سيما المحافظات الغربية حتى لا يختل التوازن، بالإضافة إلى أنها غير راضية عن السياسيين لم تستقبل أحدا منهم طوال الأربع سنوات الماضية». وأوضح أن «الدعوة للجهاد الكفائي جاءت بهدف درء الفتنة التي أراد تنظيم (داعش) إحداثها في البلاد من خلال ما أعلنه بشكل صريح عن مساعيه لهدم المراقد والقبور، ويكفي أن نشير إلى ما حصل من مآسٍ في عام 2006 بعد ضرب الإمامين العسكريين في سامراء».
ودعا السيستاني أيضا بحسب ما قال الصافي في خطبته إلى تشكيل حكومة جديدة في العراق تحظى بقبول وطني واسع و«تتدارك الأخطاء السابقة»، بعد أقل من شهرين من الانتخابات التشريعية، فيما بدا موجها إلى رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يسعى لولاية ثالثة ويواجه اتهامات متزايدة بتهميش السنة.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.