بان كي مون يحذر من نتائج عكسية لضربات جوية في غياب حل سياسي

مقتل 30 بمعركة في بعقوبة.. وواشنطن تؤكد استيلاء المسلحين على مجمع المثنى

الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون
الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون
TT

بان كي مون يحذر من نتائج عكسية لضربات جوية في غياب حل سياسي

الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون
الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون

بينما تتخذ واشنطن موقفا حذرا تجاه الاستجابة لطلب الحكومة العراقية بتوجيه ضربات جوية إلى مقاتلي داعش حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس من أن شن ضربات جوية ضد متشددين مسلحين في العراق قد يأتي بنتائج عكسية ما لم تكن هناك تحركات لتشكيل حكومة شاملة. وقال إن شن ضربات عسكرية ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام قد يكون له تأثير محدود على المدى البعيد أو قد يأتي بنتائج عكسية إذا لم يكن هناك تحرك لتشكيل حكومة شاملة في العراق.
لكن بان كي مون قال أيضا إن قيام الولايات المتحدة بعمل عسكري في العراق ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) لا يحتاج تفويضا من مجلس الأمن الدولي. وفي مقابلة مع صحيفة {نويه تسوريشر تسايتونج} السويسرية الصادرة أمس الجمعة، أوضح الأمين العام للمنظمة الدولية أن {الولايات المتحدة سيتعين عليها أن تقرر ما إذا كانت ستتدخل في الصراع في العراق بواسطة قوات برية أو بوسائل عسكرية أخرى، وأن تتشاور مع إيران القوة الإقليمية حول هذه الخطوة}.
في غضون ذلك أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد أمس لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي {الدعم التام} للحكومة العراقية في معركتها ضد الجهاديين السنة.
وقالت الرئاسة الروسية في بيان إنه خلال مكالمة هاتفية مع المالكي {أعرب فلاديمير بوتين عن دعم روسيا التام لجهود الحكومة العراقية الهادفة إلى تحرير أراضي الجمهورية سريعا من الإرهابيين».
ميدانيا قتل 30 مسلحا ينتمون إلى جماعة شيعية مسلحة تقاتل إلى جانب القوات الحكومية العراقية خلال اشتباكات مع مسلحين حاولوا أمس اقتحام قضاء في محافظة ديالى شرق العراق، بحسب ما أفادت مصادر أمنية وطبية.
وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة لوكالة الصحافة الفرنسية إن {30 مقاتلا من جماعة عصائب أهل الحق قتلوا خلال تصديهم لمسلحين حاولوا من دون أن ينجحوا دخول قضاء المقدادية} الواقع إلى الشمال من مدينة بعقوبة (60 كلم شمال شرقي بغداد) مركز محافظة ديالى.
وأكد طبيب في مستشفى المقدادية وصول جثث المقاتلين إلى المستشفى.
ولم يحدد المصدر الأمني الجماعة التي ينتمي إليها المهاجمون، إلا أن مسلحين من تنظيم {الدولة الإسلامية في العراق والشام} الجهادي وتنظيمات سنية متطرفة أخرى يحاولون منذ أيام اقتحام القضاء لكن القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها نجحوا في التصدي لهجماتهم.
ويسيطر مسلحون ينتمون إلى {الدولة الإسلامية} وتنظيمات سنية متطرفة أخرى منذ أكثر من عشرة أيام على أجزاء واسعة من شمال العراق إثر هجوم كاسح شنته هذه الجماعات التي تحاول الزحف نحو بغداد وكذلك نحو النجف وكربلاء اللتين تضمان مراقد شيعية.
وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية الخميس أن المقاتلين الإسلاميين الذين احتلوا مناطق واسعة من العراق في سياق هجوم كاسح يشنونه منذ أكثر من أسبوع سيطروا على مصنع سابق لإنتاج الأسلحة الكيماوية يعود إلى نظام صدام حسين.
وقالت جنيفر بساكي في بيان {بلغنا أن الدولة الإسلامية في العراق والشام احتلت مجمع المثنى}.
لكنها لفتت إلى أنها لا تعتقد أن بوسع هؤلاء المقاتلين إنتاج أسلحة كيماوية يمكن استخدامها بسبب تقادم المواد التي قد تكون لا تزال موجودة في المصنع.
والمجمع الواقع على مسافة حوالي 70 كلم شمال غربي بغداد بدأ بإنتاج غاز الخردل وغيره من الغازات السامة ومنها غاز السارين في مطلع الثمانينات بعد أشهر على وصول صدام حسين إلى الرئاسة، بحسب وثيقة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه).
وبلغ برنامج الأسلحة الكيماوية ذروته خلال الحرب الإيرانية العراقية في نهاية الثمانينات حيث جرى إنتاج حوالي 209 أطنان من غاز السارين عام 1987 و394 طنا عام 1988.
لكن السي آي إيه تؤكد أن المجمع أغلق بعد حرب الخليج الأولى حين حظرت الأمم المتحدة على العراق إنتاج أي أسلحة كيماوية.
وفي مطلع التسعينات جرى استخدام الموقع للإشراف على عملية تدمير المخزون العراقي من الأسلحة الكيماوية.
وقالت بساكي إن الولايات المتحدة تبقى {قلقة حيال سيطرة الدولة الإسلامية في العراق والشام على أي موقع عسكري}.
لكنها أضافت {لا نعتقد أن المجمع يحوي معدات ذات قيمة عسكرية (لإنتاج أسلحة كيماوية) وسيكون من الصعب جدا بل من المستحيل نقل هذه المعدات بشكل آمن}.
وفي تطور آخر ضاعفت الوكالات الإنسانية في الأمم المتحدة مساعداتها لدعم أكثر من مليون نازح في العراق فيما تزداد صعوبة عملها نظرا إلى تفاقم انعدام الأمن في البلاد.
وعقد أمس في جنيف اجتماع مغلق مع الدول الممولة لتنسيق المساعدات الدولية بحسب المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة يانس لايركي.
وستنشر الأمم المتحدة في الأسبوع المقبل نداء جديدا للتبرعات من أجل العراق لمواجهة ازدياد الحاجات. وجرى تمويل النداء الحالي بنسبة 14 في المائة فحسب بحسب المتحدث.
وفي هذا الوقت بدأت الأمم المتحدة نشر مزيد من الموظفين في الوكالات الإنسانية ميدانيا وهي تستخدم أموال الطوارئ التي تملكها لإرسال مزيد من المساعدات.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.