الإمارات: شراكة بين «الدار» و«إعمار» العقاريتين لإطلاق مشاريع بقيمة 8 مليارات دولار

أُعلن في الإمارات، أمس، عن شراكة استراتيجية بين شركتي «الدار» و«إعمار» العقاريتين، لإطلاق وجهات عالمية جديدة تُعزز المشهد العمراني في الإمارات، حيث تعتمد الشراكة التي تستهدف إطلاق مشاريع بـ30 مليار درهم (8.1 مليار دولار)، على الخبرات والقدرات للشركتين بهدف تطوير وجهات يتم تصميمها على التوجهات المستقبلية للسكان وأنماط الحياة العصرية، كما تمثل أساساً لإطلاق مشاريع ودراسة فرص استثمارية مشتركة بين المطورين في أبوظبي ودبي.
وجاء الإعلان عن الشراكة بين أكبر شركتين للتطوير العقاري في الإمارات خلال اجتماع عُقد أمس، في دبي، بين الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أمس، بحضور الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي.
وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أهمية التعاون بين اثنتين من الشركات الإماراتية الرائدة بما تحملانه من رصيد إنجازات مميز، وقال: «نبارك هذه الشراكة التي ننظر إليها كإضافة تدعم مسيرتنا التنموية وتعزز مكانة الإمارات كوجهة مفضلة للسياحة العربية والعالمية، طموحاتنا للمستقبل كبيرة وكلنا ثقة بقدرات مؤسساتنا الوطنية على الاضطلاع بالأدوار المنتظرة منها على الوجه الأكمل لبلوغ تلك الطموحات بكل ما تحمله من خير للأجيال القادمة، نريد لمؤسساتنا دائماً أن تكون في مقدمة ركب التطوير وأن تتعاون في إيجاد الأفكار التي يمكننا بها تأكيد ريادة الإمارات كنموذج للتنمية القائمة على إسعاد الناس وتوفير أفضل سبل الحياة الكريمة لهم».
من جانبه بارك الشيخ محمد بن زايد آل نهيان هذه الشراكة الاستراتيجية المهمة في تاريخ الشركتين، متمنياً لهما التوفيق واستمرار النجاح ومواصلة السعي نحو التطوير والتحديث وتحقيق التميز. وأضاف أن «إطلاق هذه الشراكة يصب في توحيد الجهود وتكامل الطاقات، ويخلق فرصاً متعددة لاستشراف آفاق النمو والتوسع الاستثماري ورسم الخطط والبرامج الخلاقة لتعزيز ريادة شركاتنا وتنافسية مؤسساتنا على المستوى العالمي».
ووفقاً لتقرير صادر أمس، فإن إطلاق الشراكة الاستراتيجية الأولى من نوعها بين «الدار» و«إعمار»، المطورَين العقاريين الرائدين في دولة الإمارات، يأتي تأكيداً لعمق العلاقة التي تربط إمارتَي أبوظبي ودبي، حيث تعمل الشركتان على ترسيخ مكانة وسمعة الإمارات في إطلاق أكثر المشاريع التطويرية ابتكاراً في العالم.
وبحضور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وقّع كلٌّ من محمد المبارك، رئيس مجلس إدارة شركة «الدار» العقارية، ومحمد العبار رئيس مجلس إدارة شركة «إعمار» العقارية، الشراكة بين «الدار» و«إعمار».
وحول الشراكة الجديدة قال محمد المبارك: «لا شك أن اتفاقية الشراكة ستسهم في تعزيز محفظة المشاريع العقارية المتميزة في الدولة، حيث يفتح هذا التعاون بين شركتي (الدار) و (إعمار) العقاريتين الباب واسعاً أمام فرص لامتناهية لإنشاء مشاريع تطويرية جديدة».
وأضاف أن «مسيرة كل من الشركتين على حدة حافلة بإنجازات كبيرة؛ فقد نجحتا في تطوير مجموعة من المشاريع بالغة التميز التي لفتت أنظار العالم، والآن ومن خلال هذه الشراكة، سنعمل معاً على طرح مشاريع استثنائية سوف تسهم في تحقيق رؤيتنا الوطنية وتعزيز مكانة دولة الإمارات في صدارة الدول المتقدمة كوجهة مفضلة للعيش والعمل، بما توفره من مقومات السعادة لشعبها وزوارها والمقيمين على أرضها».
من جانبه قال محمد العبار: «يمثل المشروع المشترك تجسيداً لقيم الشراكات البنّاءة التي كانت منطلقاً أساسياً نحو ترسيخ مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي للأعمال والترفيه. ونتطلع لأن تكون الوجهات العصرية الجديدة، التي سنتعاون على تطويرها، إنجازات وطنية يُفتخر بها، ومراكز لجذب الاستثمارات. وسنعمل على توظيف إمكاناتنا وخبراتنا لتطوير وجهات متكاملة تواكب متطلبات الحياة العصرية وتضمن في الوقت ذاته قيمة كبيرة للاقتصاد الوطني».
وأضاف: «تقدم هذه الشراكة صورة مشرّفة عن الدور الريادي للإمارات في صياغة توجهات قطاع التطوير العقاري عالمياً، إضافة إلى كونها انعكاساً للعلاقات الاستثنائية التي تجمع بين دبي وأبوظبي».
وستركز الشراكة الاستراتيجية، في باكورة أعمالها، على مشروعين في أبوظبي ودبي كاستثمار مشترك بينهما، ويقع مشروع «سعديات غروف» الذي سيتم تطويره في أبوظبي في قلب المنطقة الثقافية بجزيرة السعديات، التي تعد من أبرز المواقع في العاصمة، وسيكون المشروع من أكثر المناطق جاذبية، حيث سيصبح نقطة استقطاب لجزيرة السعديات التي تتميز بالمناظر الطبيعية، والمراكز الثقافية، والمعالم المعمارية، فضلاً عن الإمكانات الواسعة التي تتيحها لقطاع الأعمال. كما يوفر المشروع التطويري حلقة وصل رئيسية بين «متحف اللوفر أبوظبي» الذي تم افتتاحه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، و«متحف الشيخ زايد الوطني»، أول متحف وطني للإمارات، و«متحف جوجنهايم أبوظبي».
ويضم المشروع التطويري متعدد الاستخدامات، الذي يُتوقع افتتاحه عام 2021، نحو 2000 وحدة سكنية، وفندقين عالميين، و400 شقة فندقية، بالإضافة إلى محال للتجزئة والترفيه على مساحة 130 ألف متر مربع، وقد تم تصميمها لتناسب أنماط الحياة المستقبلية، وتلبي متطلبات وتوجهات الحياة المعيشية لجيل الألفية. ويأتي المشروع التطويري في إطار عمليات التنمية والتطوير المستمرة في أبوظبي، ويسهم في ترسيخ مكانة المنطقة الثقافية فيها كمركز رائد للفنون، ووجهة سكنية.
وفي دبي، ستقوم «الدار» بالشراكة مع «إعمار» في تطوير الوجهة الجديدة «إعمار بيتشفرونت»، الجزيرة الخاصة على الخليج العربي التي ستضم وجهات ترفيهية وعصرية متنوعة تتضمن المطاعم والمقاهي والملاعب الشاطئية والمنافذ التجارية المنتشرة على امتداد ممشى الواجهة المائية، ويمكن لسكان «إعمار بيتشفرونت» الذي يضم 7 آلاف وحدة سكنية، الوصول إلى شاطئ رملي خاص بطول 1.5 كيلومتر.
ويقع مشروع «إعمار بيتشفرونت» على شارع الملك سلمان بن عبد العزيز في المنطقة بين «جميرا بيتش رزيدنس» و«نخلة جميرا». ويمكن الوصول إليه مباشرة من شارع الشيخ زايد ومرسى دبي، وهو ما يتيح للسكان أن يكونوا جزءاً من مشروع «دبي هاربور» الذي يتم تطويره من قبل شركة «مِراس»، ويضم مركزاً للتسوق يطل على الواجهة المائية، إضافة إلى أكبر مرسى في الشرق الأوسط بطاقة استيعابية تبلغ أكثر من 1100 قارب، إضافة إلى نادي اليخوت والفنادق الفاخرة والمتاجر والمطاعم والمرافق الترفيهية، كما ستركز الشراكة الاستراتيجية بين شركتي «الدار» و«إعمار» على تطوير وجهات متميزة في عدد من المناطق الجذابة في دولة الإمارات، حيث ستقوم بإطلاق مشاريع تطويرية متكاملة.