مصادر ليبية لـ {الشرق الأوسط}: صائدو جوائز وعملاء محليون ساعدوا في اعتقال «أبو ختالة»

تقارير أميركية تتحدث عن تعاونه مع محققيه على سفينة حربية في عرض البحر

أبو ختالة
أبو ختالة
TT

مصادر ليبية لـ {الشرق الأوسط}: صائدو جوائز وعملاء محليون ساعدوا في اعتقال «أبو ختالة»

أبو ختالة
أبو ختالة

رجحت مصادر ليبية لـ«الشرق الأوسط» أن يكون اعتقال قوات أميركية خاصة لليبي أحمد أبو ختالة في مدينة بنغازي بشرق ليبيا يوم الأحد الماضي نتاج عمل مشترك قام به من وصفتهم بـ«صائدي الجوائز» الأميركية وعملاء محليين ساعدوا على الإرشاد عن مكان أبو ختالة، الذي تقول تقارير صحافية أميركية إنه يتعاون بأريحية مع محققيه بعد نقله على متن سفينة حربية أميركية.
وقالت المصادر التي طلبت حجب هويتها إن عملاء مكتب المباحث الفيدرالية وعناصر القوات الأميركية التي شاركت في عملية اعتقال أبو ختالة تلقت معلومات على الأرض من عملاء ليبيين سهلوا لها الوصول إلى مكان وجوده، مشيرة إلى أن الشبهات تحوم حول بعض من كانوا على صلة شخصية بأبو ختالة. وكشفت المصادر النقاب عن أن جيران مقيمين في المنطقة نفسها التي يسكن فيها أبو ختالة شاهدوا، قبل يومين من اختطافه، أشخاصا غرباء عن المنطقة يُعتقد أنهم من أرشدوا عنه. في حين قالت مصادر محلية في بنغازي إن أبو ختالة تعرض لوشاية من بعض من يعرفونه للحصول على المكافأة المالية الضخمة التي رصدتها الحكومة الأميركية لمن يساعدها في الوصول إليه.
ونفى مسؤول في جهاز المخابرات الليبية (مشترطا حجب هويته) أي دور لهذا الجهاز في عملية اعتقال أبو ختالة، رغم شبهات تحوم حول بعض قيادات المخابرات الليبية بسبب حصولهم في السابق على الجنسية الأميركية.
وقال المسؤول في تصريح مقتضب أدلى به عبر اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»: «لم يكن لدينا أي علم بالمخطط الأميركي لاعتقال أبو ختالة في هذا التوقيت، العملية برمتها جرت دون إبلاغنا مسبقا».
وظل مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي، منذ تعرض القنصلية الأميركية للهجوم الدامي في بنغازي في الـ11 من سبتمبر (أيلول) عام 2012، مما أسفر عن مصرع أربعة أميركيين، بينهم السفير الأميركي كريستوفر جونز، يعلن بشكل مباشر عبر موقعه الرسمي على الإنترنت رغبته في الحصول على معلومات عن أشخاص كانوا موجودين في القنصلية الأميركية، ومن بينهم أبو ختالة، عندما جرى الهجوم عليها.
ورغم أن اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي يشن منذ بضعة أسابيع حربا على «الإرهابيين» في بنغازي، قد نفى أي دور لقوات الجيش الوطني التي يقودها في اعتقال أبو ختالة، فقد جدد تنظيم جديد جرى الإعلان عن تشكيله أمس، تحت اسم «مجلس شورى ثوار بنغازي»، الاتهامات لحفتر بالضلوع في هذه العملية.
ونفى التنظيم الرواية الأميركية حول ملابسات اعتقال أبو ختالة وقال إن «حفتر سلمه عربونا للأميركان بعد معرفة هويته، لدى استيقافه بإحدى البوابات الأمنية في بنغازي»، معلنا تحديه لأن تقدم أميركا على إظهار ما وصفه بـ«حقيقة هذه العملية».
ورغم أن الحكومة الانتقالية التي يترأسها عبد الله الثني قد انتقدت في بيان رسمي العملية الأميركية، وطالبت واشنطن بإعادة أبو ختالة للمحاكمة على أراضيها، فقد تجاهل الثني أمس مناقشة الموضوع مع مبعوثين من أميركا وبريطانيا، بحضور سفيري بلديهما في العاصمة الليبية طرابلس، حيث عرض في المقابل الأوضاع الراهنة في ليبيا ورؤية حكومته لعملية الحوار الوطني.
وقال بيان رسمي للحكومة إن المبعوثين أوضحا في المقابل أن المهمة التي كلفا بها والدور المناط بهما يأتي انعكاسا لما يوليه الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من اهتمام بالشأن الليبي، وحرصهما الشديد على مساعدة ليبيا في تحولها الديمقراطي.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.