يواجه المديران الفنيان السابقان لفريق الشباب بنادي تشيلسي الإنجليزي غوين ويليامز وغراهام ريكس دعوى قضائية، لكن محاميا يقول إنه «قد يكون هناك المئات، إن لم يكن الآلاف من الشباب» الذين تعرضوا لإهانات عنصرية.
ما الذي سيفعله نادي تشيلسي بعد الادعاءات التي تفيد بأن لاعبين شباب بالنادي قد تعرضوا لإهانات عنصرية وفقدوا الثقة في أنفسهم في عالم شديد الصعوبة تعيش فيه بعض الشخصيات المزعجة والبغيضة؟.
في الحقيقة، لا يجب توجيه مثل هذا السؤال لتشيلسي فقط، لو ثبت صحة الادعاءات الأخيرة من جانب لاعب سابق، في الحادية والخمسين من عمره الآن، وكان قد بدأ في اتخاذ إجراء قانوني ضد النادي ويقول إنه لا يتحمل المرور بجانب ملعب «ستامفورد بريدج» أو حتى مشاهدة مباريات الفريق على شاشات التلفزيون بسبب الأضرار النفسية التي عانى منها قبل أكثر من 30 عاماً، ومؤكدا في الوقت نفسه أن المئات في هذه الرياضة عانوا من نفس العنصرية البغيضة التي يزعم أنه تعرض لها. وكان هذا الرجل موهوباً بالدرجة التي مكنته من توقيع عقد احتراف مع النادي ومشاركة غرفة الملابس مع لاعبين بارزين من أمثال كيري ديكسون وبات نيفين وديفيد سبيدي، لكنه ترك هذه الرياضة في عام 1985، بسبب الاعتداء العنصري المزعوم من جانب مديره الفني، غوين ويليامز، الذي سبب له أضرارا نفسية جعلته غير قادر حتى إلى الذهاب إلى النادي.
وقد اتصل بمحامين بعد أن اكتشف، من خلال القصة التي نشرتها الغارديان في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن ثلاثة لاعبين سابقين آخرين من فريق الشباب، وهذه المرة في فترة التسعينات من القرن الماضي، قد رفعوا دعاوى قانونية ضد تشيلسي، مشيرين إلى ويليامز مرة أخرى فيما وصفه أحد المدعين بأنه «بيئة وحشية» يُعامل فيها الفتيان السود مثل «سباق الكلاب اللعينة».
وأشار المحامون الذين يعملون في القضايا ذات الصلة بأنهم قد تلقوا اتصالات من جانب لاعبين آخرين من نفس الحقبة. ولا ينبغي أن نتخيل أن تشيلسي فقط هو من يجب أن يشعر بالقلق إزاء هذه الادعاءات، لأن هذه القصص يمكن أن تقود إلى نتائج واضحة في نهاية المطاف. ومن منا يمكن أن يكون متأكداً، في هذه الرياضة ككل، من أن هذا العدد القليل من الشكاوى لن يتحول قريباً إلى طوفان من الشكاوى؟ أو أن أندية أخرى لن تتأثر؟.
ولتوضيح الأمر بدرجة أكبر، فإن ويليامز ينكر بشكل قاطع أنه وجه إساءات عنصرية إلى أي شخص، وهو يرفض أيضا الحديث للصحف لتوضيح الأسباب التي دفعت مثل هؤلاء اللاعبين للكلام في هذا التوقيت رغم مرور كل هذه السنوات.
غراهام ريكس، الذي ظهر اسمه على نطاق واسع في دعاوى الإهانات عنصرية في فترة التسعينات. وقد اتهم ريكس، المدير الفني السابق لفريق الشباب بنادي تشيلسي، بعدة أمور من بينها قذف فنجان قهوة في وجه لاعب أسود البشرة. ويقول المحامي جونز إن موكليه «ينكران كافة وأية مزاعم عن إساءة عنصرية أو غيرها من الإساءات»، وأنهما تعاونا مع تحقيقات الشرطة الذي لم تؤد إلى توجيه اتهامات لهما وساعدا الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم في أي شيء يتعلق بهذا الأمر.
أما بالنسبة لتشيلسي، فإن الجزء المشجع هو أن رد النادي قد ذهب إلى ما هو أبعد من مجرد البيان الذي أصدره لي في وقت سابق من هذا الأسبوع والذي يقول: «إننا نأخذ مثل هذه الادعاءات على محمل الجد. ونحن عازمون تماماً على فعل الصواب، وتقديم الدعم الكامل للمتضررين، ومساعدة السلطات ودعم تحقيقاتها». لقد أرسل تشيلسي كل ما لديه من معلومات في هذا الصدد إلى الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، والدوري الممتاز، وفي بعض الحالات إلى الشرطة، بالإضافة إلى تقديم المشورة الداخلية إلى لاعب سابق على الأقل. ولا يمكن أن يكون من السهل على المسؤولين الحاليين للنادي التعامل مع تداعيات ما يُزعم أنه حدث تحت قيادة مجموعة أخرى من الملاك، لكن تشيلسي أظهر على الأقل أنه يريد التوصل إلى الحقيقة الكاملة - وهذا هو كل ما يمكن أن يطلب منه في الوقت الحالي في واقع الأمر. وفي الوقت نفسه، نشعر بأن مسؤولي النادي مرعوبون مثل أي شخص عاقل يواجه مثل هذه المزاعم، فعلى سبيل المثال وصف أحد لاعبي فريق الشباب بالنادي في فترة التسعينات من القرن الماضي الأجواء في غرفة عندما كان في الثالثة عشرة من عمره، وكان ريكس مديرا فنيا للفريق، قائلا: «كان يسير وهو يقول: مهلا، انظروا إلى هؤلاء السود الملاعين هناك. انظروا إلى شفاههم المطاطية وأنوفهم الكبيرة! أيها الأوغاد السود أنتم من تسرقون السيارات، أليس كذلك؟»
ويضيف هذا اللاعب: «دعوني أخبركم بشيء - هذا هو الشعور الأكثر إحباطا الذي قد ينتابكم على الإطلاق. أنا أقول لكم الآن إنه أمر محبط للغاية. كنت أجلس مع هؤلاء الأطفال الصغار الآخرين من جميع أنحاء أوروبا وأجزاء مختلفة من العالم، وأتذكر أن صبيا صغيرا يدعى خافيير قال لي: لماذا؟ لماذا؟ أنا ما زلت أتذكر هذا الفتى، خافيير، والذي لم أره منذ ذلك الحين. لم يستطع فهم ما حدث وكان يقول لماذا؟»
لقد كان هذا الكلام الصادم جزءا بسيطا من نص المقابلة التي أجراها اللاعب السابق مع اثنين من مسؤولي الحماية بالاتحاد الإنجليزي لكرة القدم في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وتقول الادعاءات الأخرى إن ريكس أو ويليامز وصفه بـ«الأسود» و«الزنجي»، و«اللقيط الأسود»، و«الظلام الدامس»، وغيرها من الإهانات الأخرى. ويزعم اللاعب أن ويليامز طلب منه أن «يعود مرة أخرى إلى أفريقيا» و«يبيع المخدرات أو يسرق الجدات الكبيرات». ويضيف أن ويليامز كان يقول له: «اذهب ونظف مكتبي وحذائي» أو «التقط شفتك فإنها تجر على الأرض». وفي المجموع، هناك 49 صفحة من هذه المزاعم تشمل الكثير والكثير من مثل هذه الإهانات. إنها مزاعم تدعو إلى القلق الشديد، ويتعين على المحامين المستقلين أن يعملوا، قدر الإمكان، على التوصل إلى خافيير وأي شخص آخر كان موجوداً في نفس هذه الفترة لكي يدلي بشهادته.
أما بالنسبة للاعب المحترف السابق الذي يزعم أنه كان يتعرض لسوء معاملة يومية من ويليامز خلال الفترة بين عامي 1979 و1985، فيمكنني أيضاً الكشف عن بعض الأمثلة من مزاعمه في المرة الأولى، حيث يزعم أنه ارتدى ذات مرة سترة جديدة وسأله ويليامز حينها: «هل شاركت من قبل مع زملائك السود في عملية سرقة في بلدك؟» وعندما وضع اللاعب «جل» على شعره المجعد، صاح ويليامز وهو على متن الحافلة قائلا: «ما هذه التسريحة الغبية أيها الزنجي؟»
وفي مناسبة أخرى، ذهب الفريق في رحلة الإعداد للموسم الجديد إلى سويسرا، ويقول اللاعب السابق عن ذلك: «دخلت في مشادة مع أحد زملائي بعدما ضربني على رأسي بزجاجة. لم تنكسر الزجاجة لكنه كان اعتداء خطيرا، لذلك ذهبت إليه (ويليامز)، وكان رده الوحيد أن قال: توقف عن الحديث عن الآخرين أيها الزنجي».
إنه أمر صادم للغاية، أليس كذلك؟ وكما يدعي رينو دالي، محام بشركة «هودجيل للاستشارات القانونية»، فإنه قد يكون هناك «المئات، إن لم يكن الآلاف، من الشباب» الذين واجهوا إساءات عنصرية خلال هذه الفترة. ويقول موكل الشركة نفس الشيء، مضيفا: «أنا متأكد بنسبة 100 في المائة من أن هذا قد حدث أيضا لكثير من الأطفال الصغار السود» - وإذا كانت هذه الأرقام صحيحة أو قريبة حتى من الأرقام صحيحة، فلا يجب أن يكون تشيلسي فقط هو من يتعامل مع هذا الأمر على محمل الجد.
مزاعم العنصرية تطارد مدربين سابقين في تشيلسي
المديران الفنيان لفريق الشباب ويليامز وريكس يواجهان دعاوى قضائية عن أفعال قبل 30 عاماً
ويليامز وريكس متهمان بالتورط في أعمال عنصرية خلال عملهما في تشيلسي
مزاعم العنصرية تطارد مدربين سابقين في تشيلسي
ويليامز وريكس متهمان بالتورط في أعمال عنصرية خلال عملهما في تشيلسي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة

