تمارين للعين.. تقوي حاسة البصر

تهدف لتحسين أداء الرياضيين وعلاج المرضى

تمارين للعين.. تقوي حاسة البصر
TT

تمارين للعين.. تقوي حاسة البصر

تمارين للعين.. تقوي حاسة البصر

الكثير من الرياضيين بحاجة إلى حاسة بصر ممتازة لكي يرتقوا بأدائهم، والآن يقوم الكثير منهم بإضافة المزيد إلى نظام تمارينهم.. ألا وهو تدريب النظر! وهذا المبدأ موجود منذ سنوات، لكن الدراسات لمحت أخيرا إلى أن الأسلوب هذا قد يؤدي مهمته فعلا، أي قد يكون من الممكن تدريب نفسك على الرؤية بشكل أفضل، من دون اللجوء إلى النظارات، أو العمليات الجراحية.

* تدريب النظر

* «التدريب على النظر موجود منذ أمد بعيد»، وفقا إلى مارك بلومينكرانز، أستاذ جراحة العيون في كلية الطب بجامعة ستانفورد، الذي أضاف، «لقد لقي هذا الأمر عناية أكثر في الآونة الأخيرة بفضل اهتمام المعالجين النفسيين، وعلماء النظر والأعصاب، وإخصائيي العيون».
وتدريب النظر (vision training) له علاقة ضئيلة فعلا مع تحسين نظر العين، فالأسلوب هنا هو عبارة عن شكل من التعليم والتدريب في الإدراك الحسي الرامي إلى تحسين القدرة على معالجة ما تراه. والفكرة هنا هي أنه عن طريق تنشيط الخلايا العصبية الحسية الخاصة بالنظر بشكل مستمر، فإن قدرتها تزداد في إرسال إشارات كهربائية من خلية إلى أخرى عبر خلايا الاشتباك العصبي المتصلة بعضها ببعض.
وعندما لا تستخدم الخلايا العصبية عبر الزمن، تضعف عمليات الإرسال هذه «فالخلايا العصبية الحسية تشبه العضلات، فإذا لم تستخدم، تفقدها»، وفقا إلى بيرنارد سابيل عالم الأعصاب في جامعة «أوتو فون غويريك» في ماغدبيرغ في ألمانيا، الذي درس اللدونة والليونة في الدماغ «وهذا الأمر ينطبق على كل من الرياضيين وفاقدي النظر جزئيا».

* خطوات التدريب

* وقد ينطوي التدريب على النظر على استراتيجيات بسيطة، ومثال على ذلك التركيز بالتعاقب على حبات الخرز المعقدة على مراحل على طول الخيط، عندما يجري الإمساك بأحد طرفيه عند رأس الأنف، وهذا ما يساعد على تجميع النظر، والتركيز على القريب والبعيد معا.
وتصنع شركات مثل «داينافيجن» و«فيجن كوش» لوحات ضوئية من شأنها تقوية وتعزيز الرؤية المحيطية، عن طريق جعل مستخدميها يمارسون ما يشبه أحد الألعاب التي تتطلب الضرب على المصابيح الضوئية التي تضيء وتنطفئ، بينما يجري تركيز النظر مستقيما إلى الأمام، مما يعني أن تدريب النظر يتطلب ما يكون قريبا من لعبة الرماية على الأهداف التي تصبح صعبة التمييز تدريجيا.
وأظهرت دراسة من قبل فريق من علماء النفس جرى نشرها في فبراير (شباط) الماضي في مجلة «كارنت بيولوجي»، أن لاعبي البيسبول في جامعة كاليفورنيا في ريفرسايد تمكنوا من تحسين قراءة الخرائط التي تفحص النظر بنسبة 30 في المائة، فضلا عن تحسين مستوى لعبهم بعدما أتموا أكثر من عشرين جلسة تدريبية دامت كل منها أكثر من 25 دقيقة في استخدام برنامج كومبيوتري. أما اللاعبون الذين لم يتلقوا أي تدريب، فلم يظهروا أي تحسن مشابه.
وأظهرت دراسة استهدفت فريق البيسبول لجامعة سنسناتي تحسنا ملحوظا في ممارسة هذه اللعبة في أعقاب ستة أسابيع من التدريب المتنوع للنظر. فقد ارتفع مستوى اللعب 34 نقطة من الفصل السابق متفوقا على الفرق الأخرى. وتناقصت الأخطاء بنسبة 15 في المائة، بينما ازداد تحسن أداء التعاون بين اللاعبين في الملعب بنسبة ثمانية في المائة.
وفي دراسات سابقة وجد أن تدريب النظر قد عزز الأداء لدى لاعبي كرة الطاولة والغولف والهوكي. لكن حجم العينات بصورة عامة كان صغيرا، والمتغيرات كان من الصعب التحكم بها أيضا.

* تمارين بالكومبيوتر

* ومع ذلك قامت دراسات أخرى على عقود من العمل على ضحايا السكتات الدماغية، وإصابات الرأس، والغلوكوما الذين تحسن نظرهم مع التدريب.
وأظهر آخر بحوث سابيل المنشورة في عدد فبراير (شباط) من نشرة «جاما» لطب العيون، أن تدريب النظر المعتمد على الكومبيوتر قد حسن من حالة مرضى الغلوكوما الذين يعانون قصورا في الرؤية المحيطية بنسبة 19 في المائة.
و«النظر شأنه شأن النظم الحسية ألأخرى يمكن تحسينه عن طريق التمارين»، وفقا إلى سابيل الذي قال، إن «التحسن يحصل ليس في بصريات العين، بل في مراكز المعالجة المركزية للدماغ».
ويشك بلومينكرانز من جامعة «ستانفورد» وغيره من خبراء النظر في أنه لكي ينبغي أن يكون التدريب على النظر ناجحا، ينبغي «تفصيله» حسب احتياجات كل فرد، مثل التدريب الرياضي.
«ويتوقع حصول قليل من عدم الراحة»، تماما مثل بذل الجهد لدى رفع الأثقال، كما يقول إل وايل، مدير قسم رياضة النظر في أكاديمية سلاح الجو الأميركي في كولورادو سبرينغس، الذي كان من أكثر المتحمسين لتدريب النظر، والذي نجح إضافة إلى تحسين أداء الرياضيين، في مساعدة طلاب الأكاديمية على تجاوز اختبارات النظر الخاصة بالطيارين بعد فشلهم فيها.
وثمة فرق رياضية أخرى في الولايات المتحدة تجري حاليا تمارين على النظر. فقد ذكر شون وندل، رئيس مدربي فريق «بايسرس» التابع لـ«إن بي إيه»، أنه يستخدم جهاز «داينافيجن» لتحسين قدرات النظر للاعبيه، فضلا عن تقييم قدرات النظر لدى من يختارونهم من اللاعبين المحتملين الجدد. ويخبره اللاعبون الحاليون في الفريق بأنه جعل أنظارهم أكثر حدة».

* خدمة «نيويورك تايمز»



طريقة علمية مصرية لتحسين مكافحة الآفات الزراعية بـ«المبيدات النانوية»

القطن من المحاصيل الاستراتيجية المهمة في مصر (رويترز)
القطن من المحاصيل الاستراتيجية المهمة في مصر (رويترز)
TT

طريقة علمية مصرية لتحسين مكافحة الآفات الزراعية بـ«المبيدات النانوية»

القطن من المحاصيل الاستراتيجية المهمة في مصر (رويترز)
القطن من المحاصيل الاستراتيجية المهمة في مصر (رويترز)

يُعدّ القطاع الزراعي من الركائز الأساسية للاقتصاد المصري؛ إذ يُسهم بنحو 14 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. ويُعد القطن من المحاصيل الاستراتيجية المهمة، ليس بوصفه مصدراً رئيساً للألياف فحسب، بل أيضاً في إنتاج الزيت وتغذية الحيوانات؛ مما يعزّز أهميته الاقتصادية من خلال توفير فرص العمل وزيادة الإيرادات من النقد الأجنبي. ومع ذلك تواجه زراعة القطن تحديات كبيرة نتيجة للآفات الحشرية، وعلى رأسها دودة ورق القطن المصرية التي تُلحق أضراراً جسيمة بهذا المحصول الحيوي. وتعتمد برامج المكافحة الحالية بشكل كبير على المبيدات التقليدية، التي تترك آثاراً بيئية ضارة، وتؤثر سلباً في الكائنات غير المستهدفة وفي مقدمتها البشر، وتُسهم في تطوير مقاومة الآفات.

مبيدات نانوية

لذا تبرز الحاجة إلى تطوير مبيدات آمنة بيئياً وقابلة للتحلل الحيوي. وتتركز الأبحاث الحديثة على تطوير المبيدات النانوية بصفتها بديلاً واعداً؛ إذ توفّر تقنية النانو إمكانات واسعة لتعزيز استقرار المبيدات وفاعليتها، وتوفير نظام تحرير بطيء للمركبات النشطة، ما يُسهم في مكافحة الآفات بشكل فعال ويحد من التلوث البيئي.

ويُعد «الكيتوزان النانوي»، المستخلص من قشور الكائنات البحرية؛ مثل: الجمبري وسرطان البحر، خياراً واعداً في هذا المجال؛ إذ يتميّز بكونه غير سام وقابلاً للتحلل البيولوجي. كما يُسهم في تعزيز آليات الدفاع النباتي ضد الآفات، ما يمهّد الطريق نحو زراعة أكثر استدامة تتضمّن وعياً بيئياً.

وفي السياق، نجح باحثون مصريون بالمركز القومي للبحوث في تطوير مبيد حشري نانوي يعتمد على «الكيتوزان النانوي»، وهو بوليمر حيوي قابل للتحلل يُستخلص من القشريات، وذلك بهدف تعزيز مكافحة دودة ورق القطن، وتحسين مستوى الأمان، وتقليل السمية للخلايا البشرية.

وفي ظل التهديدات المستمرة التي تواجه محصول القطن الذي يُعد من المحاصيل الرئيسة للاقتصاد المصري، أثبتت الدراسة أن إضافة «الكيتوزان النانوي» إلى المبيدات التقليدية ترفع من فاعليتها وتُطيل مدة تأثيرها، ونُشرت نتائج البحث في عدد 9 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 من دورية «International Journal of Biological Macromolecules»، التي تُعد من المجلات العالمية ذات التأثير القوي.

ووجد الباحثون أن هذه التركيبة النانوية ساعدت في تمديد فترة تأثير المبيد في نبات القطن؛ إذ زاد الوقت الذي يستغرقه المبيد لفقدان نصف فاعليته من نحو 17 يوماً في المبيدات التقليدية إلى أكثر من 40 يوماً. كما أظهرت التجارب انخفاضاً كبيراً في معدلات السُمية، ما يجعل هذا المبيد بديلاً بيئياً أكثر أماناً، بالإضافة إلى تعزيزه دفاعات النباتات ضد الآفات، وتقليل الحاجة إلى الرش المتكرر للمبيدات.

فاعلية كبيرة

يقول الباحث الرئيس للدراسة في قسم الميكروبيولوجيا الزراعية بالمركز القومي للبحوث في مصر، الدكتور أسامة درويش، إن تركيبة «الكيتوزان النانوي» أظهرت فاعلية كبيرة ضد دودة القطن مقارنة بالمبيدات التقليدية، وهذا التحسين في الفاعلية قد يؤدي إلى مكافحة الآفات بشكل أكثر كفاءة؛ ما يسمح باستخدام جرعات أقل ويقلّل من التأثير البيئي للمبيدات.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن تمديد فترة تأثير المبيدات بفضل هذه التركيبة يوفّر حماية مستدامة ضد غزو الآفات، ويقلل من الحاجة إلى تكرار رش المبيدات. كما أظهرت الدراسة قدرة «الكيتوزان النانوي» على تقليل سمية المبيدات على الكائنات غير المستهدفة، بما في ذلك البشر؛ مما يقلّل المخاطر المحتملة على صحة الإنسان والبيئة.

وأشار إلى أن «الكيتوزان النانوي» يتميّز بكونه مادة قابلة للتحلل وغير سامة؛ مما يجعله بديلاً صديقاً للبيئة مقارنة بالمواد الاصطناعية التقليدية، وهذا يُسهم أيضاً في تقليل التأثير البيئي طويل الأمد لاستخدام المبيدات.

ونبّه درويش إلى أن نتائج هذه الدراسة قد تُسهم في تسليط الضوء على إمكانية استخدام المبيدات المعتمدة على «الكيتوزان النانوي»، لتقليل التأثيرات البيئية وتعزيز حماية المحاصيل بطريقة أكثر استدامة.وأكد أن تحسين فاعلية المبيدات وتقليل سميتها على الخلايا البشرية يمكن أن يُسهم في تطوير مبيدات حشرية أكثر أماناً وفاعلية؛ مما يدعم ممارسات الزراعة المستدامة، ويقلل من الاعتماد على المبيدات الكيميائية.