يطور المهندسون الأميركيون أنواعا مختلفة من الروبوتات منها روبوتات صغيرة جدا تسير بشكل حشود بسرعات كبيرة نسبة إلى حجمها، وأخرى فضائية لتجميع الأقمار الصناعية وصيانتها.
وبينما كان يجري تخيل الروبوتات في روايات الخيال العلمي على أنها تكون شبيهة بالبشر، فإن جيوشها اليوم شرعت تأخذ كل الأشكال والأحجام. وعلى سبيل المثال الجيش الصغير من الروبوتات التي تصنعها شركة {إس آر آي إنترناشنال}، والتي تسمى {الروبوتات الميكروية الصغيرة التي تشغل مغناطيسيا}Magnetically Actuated Micro - Robots، فقد صممت لتشييد الإنشاءات الصغيرة على نطاق صغير. فهي تبدو أشبه بحشود من النمل يمكن السيطرة عليها والتحكم بها عن طريق كومبيوتر مركزي.
* روبوتات سريعة
* وهذه الروبوتات الصغيرة سريعة بالنسبة إلى حجمها، وبصورة لا تصدق، ويمكنها التحرك بسرعة 35 سنتيمترا في الثانية، استنادا إلى الفيديو الذي نشرته الشركة الصانعة. وقد لاحظ معهد المهندسين الكهربائيين والإلكترونيين في أميركا أن هذه السرعة تعادل سرعة البشر، وهي تركض أقل بقليل من سرعة الصوت، وهذا ليس سيئا بالنسبة إلى جسم يقل حجمه عن حجم حبة الحمص.
وهذه الروبوتات نشيطة للغاية، يمكنها شق طريقها بسرعة إلى داخل الأجسام الأخرى ومنها، وتسلق الجدران، وحتى التنقل ضمن دوائر مرنة في أي اتجاه.
وتقول شركة {إس آر آي} إن التقنية الكامنة وراء هذه الروبوتات الصغيرة يمكن استخدامها للتحكم بالآلاف منها، لبناء المنتجات الكبيرة ضمن نظم مدمجة متكاملة، أي بعبارة أخرى يمكن تصور أسراب من هذه الروبوتات تعمل سوية لتشييد إنشاءات صغيرة.
وهذه الروبوتات صغيرة جدا لكون الشركة الصانعة قامت بإنتاج سطح خاص بها لكي تتنقل وتتحرك عليه، مما يسمح لكل روبوت من هذه الروبوتات التحكم به من المصدر ذاته، على الرغم من أن كل منها يقوم بإنجاز مهمات مختلفة. ولا يوجد هنا مصدر للطاقة أيضا، لكون جميع هذه الروبوتات تستخدم المغناطيس للتحرك والتنقل.
والروبوتات هذه هي جزء من برنامج الإنتاج المفتوح التابع لوكالة المشاريع الدفاعية للأبحاث المتقدمة (داربا) التي تنظر في تخفيض تكلفة وسرعة تسليم السلع الإنتاجية العالية النوعية.
* تجميع الأقمار الصناعية
* وقد تصبح صناعة الأقمار الصناعية مستقبلا من الأمور السهلة، كسهولة إرسال روبوتات محملة بالأجهزة والعتاد إلى مدار حول الأرض، هذا إذا نجح مشروع جديد من {داربا}. فبموجب برنامج {فينيكس} الجديد الذي أنهى أخيرا المرحلة الأولى من اختباراته، تقوم {داربا} بإعادة التفكير في كيفية قيام الولايات المتحدة بتشييد وصيانة شبكتها من الأقمار الصناعية. وتدور الفكرة حول قيام الروبوتات بتجميع الوحدات الهندسية المعيارية لهذه الأقمار التي تدعى {ساتليت}، والتي تزن نحو 15 رطلا، والتي تتضمن مهام وعمل القمر الصناعي، مثل إمدادات الطاقة الكهربائية، ووسائل التحكم، والمجسات والمستشعرات. ويجري تسليم كل ذلك عن طريق نظام الحمولات المدارية (بود)، الذي يعني سهولة النشر بسهولة وسرعة.
{المرحلة الأولى هذه لم تظهر إمكانية الجدوى وقابلية التنفيذ للعدد والأدوات الروبوتية وأساليب التجميع فحسب، بل تحققت أيضا من صحة إمكانية تشييد أقمار صناعية جديدة في مدارات حول الأرض} وفقا إلى ديفيد بارنهارت مدير البرامج في {داربا}، الذي أضاف {إن هذه النجاحات قد تؤدي في النهاية إلى إمكانية كبيرة لإنتاج نظم فضائية حقيقية قابلة للتطوير في مدارات حول الأرض، بتكلفة لا تتعدى أجزاء صغيرة من الكلفة الحالية}.
والأقمار الصناعية في حالتها اليوم هي مكلفة جدا، وتحتاج إلى عملية تطوير طويلة، مما يوجب تصميمها لتحمل فترات خدمتها الفضائية من دون أي تعديل وتحديث، أو حتى إصلاح وترميم، وكل ذلك يقرر في نهاية المطاف حجمها، ومدى تعقيدها، وكلفتها، وفي نهاية المطاف، فإن الأقمار الصناعية التي ترسل إلى مدار ثابت حول الأرض على ارتفاع 22 ألف ميل، تصبح بعيدة المنال يصعب الوصول إليها، عن طريق التقنيات المتوفرة حاليا.
وكانت {داربا} قد أعلنت عن اختراق في تقنيات الأقمار الصناعية عبارة عن تطوير قمر صناعي عملاق، مصنوع من بلاستيك متين، يمكنه الانفتاح إلى عرض 68 قدما، وقادر على تغطية 40 في المائة من مساحة الأرض.