علويو لبنان مرتبكون انتخابياً ومرشحوهم رهينة اللوائح الكبرى

مرشحة تتوقع إقبالاً كثيفاً على الاقتراع مع احتمال توافد المئات من سوريا

TT

علويو لبنان مرتبكون انتخابياً ومرشحوهم رهينة اللوائح الكبرى

تعيش الطائفة العلوية في لبنان حالة من الضياع والإرباك عند كل استحقاق انتخابي، بفعل غياب شبة كامل لتأثيرها الشعبي، وفرض مرشحيها للانتخابات النيابية، لسببين: الأول محدودية أعداد ناخبيها، مقارنة مع المكونات الأخرى، لا سيما الطائفة السنية، في شمال لبنان؛ والثاني تراجع نفوذها السياسي منذ عام 2005، إثر انسحاب القوات السورية من لبنان، التي كانت تشكل حاضنة وحماية سياسية لها، وتفرض عليها زعامتها، وتسمي ممثليها الاثنين للندوة البرلمانية.
وما زاد من منسوب الإحباط العلوي غياب رفعت عيد، الزعيم السياسي للطائفة، الذي فر إلى سوريا، إثر تطبيق الخطة الأمنية في طرابلس بداية عام 2014، التي وضعت حداً لجولات الاقتتال بين أبناء باب التبانة (ذات الغالبية السنية) وجبل محسن (ذات الغالبية العلوية). ومن ثم، تحول عيد لمطلوب للعدالة، بناء على معلومات كشفت عن تهريب عدد من منفذي تفجير مسجدي السلام والتقوى في عام 2013 إلى سوريا، للحيلولة دون توقيفهم ومحاكمتهم.
لكن المرشحة على المقعد العلوي في طرابلس، ليلي شحّود، سعت إلى تبديد أجواء الإحباط المشار إليها، وأكدت في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الشارع العلوي تسوده حالة من الشعور بالديمقراطية والارتياح، خصوصاً في منطقة جبل محسن، بدليل وجود 7 مرشحين يتنافسون على مقعد نيابي واحد في دائرة طرابلس، وهذه حالة إيجابية جداً».
وأوضحت شحّود أن المجتمع الطرابلسي، بما فيه المكوّن العلوي، يعيش حرّية الترشّح، ويعبّر عن تطلعاته بالطريقة نفسها، وقالت إن هؤلاء المرشحين انضمّ 4 منهم إلى لوائح رئيسية، هي: «المستقبل»، ولائحة الوزير السابق فيصل كرامي، والرئيس نجيب ميقاتي، والوزير السابق أشرف ريفي. ولفتت إلى أن «البلوك العلوي» لم يعد موجوداً أمام تعدد المرشحين، وبالتالي تعدد الخيارات، مشددة على أن «هذه الحالة صحية»، وتوقعت «إقبالاً كثيفاً على صناديق الاقتراع للمقيمين في (جبل محسن)، مع احتمال توافد المئات من خارج الحدود (من سوريا) يوم الانتخاب».
وتحلّ ليلى شحّود على لائحة «المستقبل»، وجلال علي أسعد، المقرّب من رفعت عيد، على لائحة فيصل كرامي، ويرجّح أن يأخذ أكثرية الأصوات العلوية، فيما انضم المرشّح بدر عيد إلى لائحة الوزير السابق أشرف ريفي، والمرشّح علي درويش إلى لائحة رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي.
وبحسب استطلاعات الرأي الجديدة، فإن الشارع العلوي لا يزال يؤيد في السياسة زعيمه المنفي رفعت عيد، في ظلّ الواقع الطائفي الذي يعيشه لبنان، على حدّ تعبير الباحث في «الشركة الدولية للمعلومات» الخبير الانتخابي محمد شمس الدين، الذي أعطى في تصريح لـ«الشرق الأوسط» مثالاً على ذلك بأن الناخبين العلويين منحوا في دورة الـ2009 زعيمهم رفعت عيد 5723 صوتاً، لكنه خسر الانتخابات، مقابل 406 أصوات للنائب الراحل بدر ونوّس، الذي فاز بالنيابة لأن الصوت السنّي هو المرجّح في طرابلس.
ولفت شمس الدين إلى أن «العدد الإجمالي للناخبين العلويين في لبنان، المسجلين على لوائح الشطب، هو 35702، منهم 20283 في طرابلس، والباقون في عكّار»، مشيراً إلى أن «نسبة الذين صوتوا في عام 2005 بلغ 45 في المائة، ويرجّح أن ترتفع النسبة في الانتخابات المقبلة، بفعل القانون النسبي والصوت التفضيلي».
وعمّا إذا كان الولاء العلوي لا يزال يميل إلى رئيس الحزب الديمقراطي رفعت عيد، الموجود في سوريا، رفضت المرشّحة ليلى شحّود وضع البيئة العلوية ضمن هذه التصنيفات، وقالت: «ننتظر نتائج الانتخابات التي تبلور توجه الشارع العلوي وخياراته السياسية»، مؤكدة أن «آثار جولات المعارك التي شهدتها طرابلس في السنوات الماضية زالت تماماً، والعلويون يعيشون حياتهم الطبيعية، مثل باقي مكونات الشعب الطرابلسي، بحكم طبيعة الحياة اليومية والمصالح الاجتماعية الاقتصادية والتجارية المشتركة».
ولم يكن للعلويين تمثيل في الندوة البرلمانية في لبنان، لكنّ الوصاية السورية فرضت في عام 1991 تعيين نائبين علويين، بعد رفع عدد أعضاء البرلمان من 99 إلى 128 نائباً؛ الأول في عكار، وهو عبد الرحمن عبد الرحمن، والثاني في طرابلس، وهو علي عيد، اللذين أعيد انتخابهما في دورة الـ1992 بتزكية، لكن في انتخابات 1996، حلّ النائب السابق أحمد حبوس مكان علي عيد، بينما ظلّ عبد الرحمن حتى دورة الـ2005، حيث انتخب مكانه مصطفى حسين. وفي عام 2009، انتخب النائب الحالي خضر حبيب على لائحة «المستقبل»، وهو مرشّح على اللائحة نفسها في هذه الدورة. أما في طرابلس، فقد انتخب بدر ونّوس في دورتي 2005 و2009 على لائحة «المستقبل»، غير أنه توفي صيف العام الماضي، ولا يزال مقعده شاغراً.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.