دليل مذهل عمره أربعمائة ألف سنة على أصل الإنسان

دليل مذهل عمره أربعمائة ألف سنة على أصل الإنسان
TT
20

دليل مذهل عمره أربعمائة ألف سنة على أصل الإنسان

دليل مذهل عمره أربعمائة ألف سنة على أصل الإنسان

عثر العلماء على أقدم دليل حيوي للحامض النووي البشري حتى الآن. لكن بدلاً عن توضيح تطور الإنسان يضيف الكشف المزيد من الألغاز. وقال العلماء في مجلة "جورنال نيتشر" إنهم استعادوا الحامض النووي للإنسان من متحجرة يرجع تاريخها لحوالي 400000 سنة، محطمة السجل السباق وهو 100000 سنة.
والمتحجرة عبارة عن عظم فخذ وجد في اسبانيا كان يظن العلماء أنه يرجع لإنسان نيادرتال، لكن فحص الحامض النووي أثبت حقيقة مختلفة، فهو يشابه الى حد كبير الحامض النووي لما يعرف بانسان دينوسوفان. وحتى الآن يعرف انسان دينوسوفان عن طريق بقايا حامض نووي يرجع تاريخه الى 80000 سنة في سيبيريا على بعد 4000 ميل من مكان العثور على الحامض النووي الجديد. وقد أذهل الاختلاف بين الدليل الجيني والتشريحي العلماء، الذين يعيدون التفكير الآن حول تطور الإنسان عبر مئات الآلاف من السنين. فمن الممكن على سبيل المثال أن تكون اجناساً بأكملها قد انقرضت لا يعلم العلماء عنها شيئاً.
منذ عام 1970 عثر العلماء الإسبان على ثروة من المتحجرات في كهف يعود تاريخه الى مئات الآلاف من السنين من ضمنها 28 هيكلاً عظمياً كاملاً تقريباً. ومن الصعب مطابقة الدليل الجديد لصورة تطور الإنسان التي رسمت على أساس المتحجرات والحامض النووي القديم. ويتفق العلماء بصفة عامة على أن اسلاف الجنس البشري المباشرين يشتركون في اصل مشترك، مع انسان نيادرتال وانسان دينوسوفان الذين عاشا قبل حوالي نصف مليون سنة في أفريقيا.
ما كانت لتكون هذه القصة المعقدة لولا التقدم الذي مكن من استعادة الحامض النووي القديم خلال العشرين سنة الماضية. فعندما يموت كائن حي يتكسر حامضه النووي الى شظايا أصغر فأصغر، بينما يتلوث بالحامض النووي لكائنات أخرى مثل التربة والبكتيريا. ولذلك فإن اعادة تركيب الحامض النووي للمتحجرة يشبه اعادة تركيب لعبة البانوراما.



مصر: إغلاق فروع لشركة حلويات «شهيرة» يثير تساؤلات

إغلاق فروع لمحلات حلويات بالجيزة (محافظة الجيزة)
إغلاق فروع لمحلات حلويات بالجيزة (محافظة الجيزة)
TT
20

مصر: إغلاق فروع لشركة حلويات «شهيرة» يثير تساؤلات

إغلاق فروع لمحلات حلويات بالجيزة (محافظة الجيزة)
إغلاق فروع لمحلات حلويات بالجيزة (محافظة الجيزة)

أثار إغلاق عدد من الفروع التابعة لشركة حلويات شهيرة في مصر حالة من الجدل عبر منصات التواصل الاجتماعي، الأربعاء، وسط تساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء هذا القرار، وإذا ما كان الإغلاق له علاقة بوجود حالات تسمم نتيجة تناول منتجات تلك الشركة.

وأصدر المهندس عادل النجار، محافظ الجيزة، قراراً بغلق 8 فروع لشركة «بلبن»، ضمن حملة شملت إغلاق 4 فروع لشركة أخرى «بلبن»، فيما تراوح المستوى الاجتماعي للأحياء التي تقع فيها الفروع المستهدفة بين «الريفي» كما في حالتي «الوراق» و«الحوامدية»، و«الشعبي» كما في حالتي «إمبابة» و«العمرانية»، و«الراقي» كما في «الشيخ زايد» و«العجوزة».

وأوضح بيان صادر عن محافظة الجيزة أن قرار إغلاق تلك المنشآت جاء «لإدارتها دون ترخيص، وعدم حصولها على التصاريح اللازمة للمزاولة»، وأشار البيان إلى أن هذا الإجراء «يأتي في إطار حملات التمشيط والرصد للتأكد من التزام المحال العامة والمطاعم بالحصول على التراخيص اللازمة للعمل، والوقوف على سلامة الأغذية والمنتجات المقدمة للمواطنين؛ حفاظاً على السلامة العامة».

وبرزت تساؤلات على منصات التواصل حول سبب إغلاق المحلات، خصوصاً مع ظهور تقارير بصحف محلية تشير إلى وجود حالات تسمم في مدينة الشيخ زايد بعد تناول منتجات الشركة التي تم إغلاقها، وهو ما نفته الشركة في بيان على صفحتها على «فيسبوك»، جاء فيه: «الغلق لفروع (بلبن) خلال الأيام الماضية في مصر ليست له علاقة بحالات تسمم، ولا يوجد بلاغ طبي أو تقرير رسمي يعلن ذلك»، وأوضح البيان أن ما حدث هو «غلق إداري لأسباب تنظيمية نتعامل معه بكل احترام وشفافية»، وأضاف: «هناك تساؤلات كثيرة حولنا، نحن أيضاً لا نجد لها إجابة واضحة».

إجراءات إغلاق محلات الحلويات بمصر (محافظة الجيزة)
إجراءات إغلاق محلات الحلويات بمصر (محافظة الجيزة)

وأوضح الخبير القانوني، مصطفى السعداوي، أستاذ القانون الجنائي بجامعة المنيا، أن «قرار إغلاق المحال هو قرار إداري وليس قضائياً تصدره الجهة الإدارية المختصة نتيجة عدم وجود تصريح قانوني لمزاولة النشاط أو وجود تصريح، لكن تمت مخالفة شروطه مثل التوسع في المكان المخصص له، أو حدوث إزعاج جسيم للسكان المجاورين، فضلاً عن وجود ما يهدد سلامة المستهلكين، مثل حالات التسمم نتيجة تناول إحدى الوجبات».

وأضاف السعداوي لـ«الشرق الأوسط» أن «العقوبة الإدارية في إحدى هذه الحالات لا تقتصر على إغلاق المحل وإنما تتضمن غرامة مالية لا تتجاوز 50 ألف جنيه، ولا تقل عن 20 ألف جنيه، علماً بأن الغرامة قد تتحول إلى عقوبة بالسجن من 6 إلى 12 شهراً حال تكرار المخالفة».

ولا يعد إغلاق هذا العدد من الفروع الأزمة الأولى التي تواجهها الشركة الشهيرة، حيث تفجرت أزمة قوية لفروعها بالسعودية في وقت سابق، إثر شكاوى كثيرة من مواطنين واجهوا مشكلات صحية بسبب منتجاتها، نتج عنها إغلاق جميع فروعها بالرياض «لحين الانتهاء من التحقيقات والتحاليل الصحية اللازمة لضمان سلامة المواطنين»، وفق بيان لوزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان نشرته وسائل إعلام محلية.

وسبق أن تعرضت الشركة لأزمة قوية بسبب إعلان تم بثه في شهر رمضان الماضي، واعتبر «مسيئاً» لشركة أخرى منافسة، وفيما يرى البعض أن «الحملات الإعلانية للشركة عبر منصات التواصل الاجتماعي تتضمن حالة من الثقة الزائدة التي تصل إلى حد الغرور في الإعلان عن الذات»، يرى البعض الآخر أن «الشركة نجحت في لفت الانتباه وشغلت الرأي العام في أوقات مختلفة، وهذا بحد ذاته يعد نوعاً من النجاح».

ومن اللافت أن شركة الحلويات المصرية «بلبن» استطاعت أن «تجذب الأنظار إليها بقوة رغم حداثة تاريخها، حيث نشأت في عام 2021، لكنها اعتمدت على العديد من الخلطات والمكونات غير المألوفة في منتجاتها، مع وضع أسماء غير تقليدية لها استطاعت أن تكون موضع تندر، وتثير حالة من الفكاهة بين الزبائن، وهو ما يفسر نجاحاتها المتوالية لدى البعض».

ويؤكد «الخبير السوشيالي» محمد عبد الرحمن، أن «قصة صعود الشركة في تلك الفترة الوجيزة تنطبق عليها مقولة (ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع)، حيث اهتمت بتوظيف منصات (السوشيال ميديا) كونها أداة تسويقية حاسمة تستطيع الوصول إلى شرائح واسعة من الجمهور لا سيما الشباب»، مشيراً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الشركة أهملت في المقابل الحصول على التصاريح القانونية واستيفاء الشروط الصحية اللازمة، وانصب اهتمامها الأساسي على الانتشار السريع فقط لا غير، مع إهمال حقوق الدولة والمجتمع عليها».