إرهاب «العبوات الناسفة» يعود من جديد إلى شوارع مصر

TT

إرهاب «العبوات الناسفة» يعود من جديد إلى شوارع مصر

عاد مسلسل إرهاب «العبوات الناسفة» إلى الشارع المصري من جديد أمس، عبر زرع عبوة بدائية الصنع أسفل إحدى السيارات المتوقفة بأحد الشوارع لاستهداف موكب مسؤول أمني كبير في مدينة الإسكندرية... وكان هذا الأسلوب اختفى منذ فترة طويلة بسبب نجاح قوات الأمن في توجيه كثير من الضربات الأمنية الناجحة للإرهابيين ولأماكن تصنيع هذه العبوات.
وأشار اللواء الدكتور محمد قشقوش، أستاذ الأمن القومي بأكاديمية ناصر العسكرية في مصر، إلى «سهولة زرع هذه العبوات البدائية الناسفة أسفل السيارات التي تقف على جوانب الطريق»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أنه «يتم توصيل هذه العبوات بهاتف جوال عبر (شريحة أو خط اتصال) مجهول الهوية، ثم يقوم الإرهابي بطلب أي رقم من الهاتف فتنفجر العبوة، خصوصاً مع انتشار أرقام هواتف غير مسجلة بأسماء معروفة».
ويشار إلى أن آخر ظهور للعبوات الناسفة في شوارع مصر، كان في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عندما تم إبطال عبوتين ناسفتين تم زرعهما داخل صندوقين من الخشب بمطلع كوبري بشارع السودان بمنطقة أرض اللواء بمحافظة الجيزة، وكانا عبارة عن أسطوانتين بداخلهما أسلاك كهربائية وكانتا معدتين للانفجار لوجود منبه بداخلهما... وغالباً ما تحتوي العبوات الناسفة على مواد «تي إن تي»، ونترات الأمونيوم شديدة الانفجار، ولا تتطلب خبرات أو مواد خام يصعب توفيرها.
وأكد اللواء قشقوش: «لو نظرنا للمعدلات السابقة لزرع هذه العبوات الناسفة في الشوارع، كان تقريباً، كل يوم أو يومين يحدث تفجير، لكن الآن ومنذ فترة طويلة، لم نشهد ذلك في شوارع مصر، وهذا يؤكد تراجع كبير وكسر شوكة الإرهابيين، وعدم اعتمادهم على العبوات البدائية الناسفة خلال الفترة الماضية نتيجة الضربات الأمنية الناجحة التي وجهتها أجهزة الأمن للإرهابيين».
ولفت قشقوش إلى أن توقيت انفجار العبوة أمس، كان مُختاراً بعناية وهو قبل الانتخابات الرئاسية، مطالباً بضرورة أن تظل الطرق التي يسلكها المسؤولون متغيرة دائماً وليست ثابتة.
وأعلنت حركة «حسم» الجناح المسلح لجماعة «الإخوان» التي تعتبرها مصر تنظيماً إرهابياً، أكثر من مرة مسؤوليتها عن قتل عناصر من الشرطة في أنحاء البلاد، العام الماضي... كما تبنت كثيراً من حوادث استهداف الارتكازات الأمنية.
ونجحت وزارة الداخلية المصرية العام الماضي، في وقف نشاط «حسم» الإرهابي بقتل كوادر داخل الحركة مسؤولين عن صناعة العبوات الناسفة... فضلاً عن تمكن قطاع الأمن الوطني بوزارة الداخلية من ضبط كميات كبيرة من المواد الخام التي تستخدم في تصنيع المتفجرات.
لكن قشقوق لم يحدد من المسؤول عن زرع عبوة أمس، سواء حركة «حسم» أو خلايا تابعة لـ«الإخوان» أو تنظيم «ولاية سيناء» الذي ينشط في سيناء، لكنه قال إن «جميع هذه التنظيمات في عباءة واحدة».
وقدرت نسبة إسهام حوادث زرع العبوات الناسفة، مقارنة ببقية الوسائل الأخرى سواء «هجمات انتحارية، أو اشتباكات مباشرة، هجمات بمقذوفات من مسافات بعيدة» بما نسبته 40 في المائة من جملة العمليات الإرهابية في مصر، وذلك وفق دراسة مصرية صدرت في عام 2015.
من جانبه، حمل حمد النبراوي، نقيب تجار الجوال والاتصالات في مصر، مسؤولية الانفجارات التي تحدث في الشوارع من قبل «الإرهابيين»، للشركات والمنافذ التي تبيع خطوط الجوال المجهولة التي يتم تداولها في الأسواق ببيانات غير معروفة، مطالباً الأجهزة المعنية باتخاذ إجراءات حاسمة وعاجلة لمواجهة هذه الظاهرة، وإحكام الرقابة على سوق خطوط الجوال عبر تفعيل آليات متابعة عمليات بيع وتداول خطوط الهاتف الجوال، واستكمال المجهودات المبذولة في سبيل ضمان دقة بيانات مستخدمي خطوط الجوال، خصوصاً في ظل استخدام هذه الخطوط في الأعمال الإرهابية، وجرائم الأمن العام.


مقالات ذات صلة

بدء محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية

آسيا اللفتنانت جنرال فيض حميد (منصة إكس)

بدء محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية

بدأ الجيش الباكستاني محاكمة الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الباكستانية، في خطوة من المحتمل أن تؤدي إلى تفاقم التحديات القانونية ضد رئيس الوزراء السابق المسجون.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
أوروبا أمرت النيابة العامة الفيدرالية بألمانيا باعتقال رجل يشتبه في كونه عضواً بجماعة «حزب الله» اللبنانية بهانوفر حيث يُعتقد أنه يعمل لصالحها داخل ألمانيا (د.ب.أ)

ألمانيا: إيداع سوري مشتبه في تعاطفه مع «داعش» بالحبس الاحتياطي

بعد عملية واسعة النطاق نفذتها الشرطة البافارية الأحد تم إيداع شخص يشتبه في أنه من المتعاطفين مع «تنظيم داعش» قيد الحبس الاحتياطي.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ - شتوتغارت )
آسيا شرطي يراقب أفراداً من الأقلية المسيحية الباكستانية وهم يستعرضون مهاراتهم في الاحتفال بأعياد الميلاد على أحد الطرق في كراتشي بباكستان 8 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

باكستان: مقتل شخصين يحملان متفجرات بانفجار قرب مركز للشرطة

انفجرت عبوة ناسفة كان يحملها مسلحان مشتبه بهما على دراجة نارية في جنوب غربي باكستان، بالقرب من مركز للشرطة، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (كويتا (باكستان))
أفريقيا وزير الدفاع الجديد تعهّد بالقضاء على الإرهاب في وقت قريب (وكالة أنباء بوركينا فاسو)

بوركينا فاسو: حكومة جديدة شعارها «الحرب على الإرهاب»

أعلن العسكريون الذين يحكمون بوركينا فاسو عن حكومة جديدة، مهمتها الأولى «القضاء على الإرهاب»، وأسندوا قيادتها إلى وزير أول شاب كان إلى وقت قريب مجرد صحافي.

الشيخ محمد (نواكشوط)
أوروبا أفراد من جهاز مكافحة الإرهاب في ألمانيا (أرشيفية - متداولة)

توقيف 3 متطرفين في ألمانيا للاشتباه بتخطيطهم لهجوم

أُوقِف 3 شبان يعتقد أنهم متطرفون بعد الاشتباه بتحضيرهم لهجوم في جنوب غربي ألمانيا، وفق ما أفادت به النيابة العامة والشرطة.

«الشرق الأوسط» (برلين)

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.