رئيس الحكومة المغربية: الشعب أصدق أنباء من الصحف

العثماني دعا إلى تجاهل الإشاعات التي تروجها بعض المنابر الإعلامية للتشويش على فريقه الحكومي

TT

رئيس الحكومة المغربية: الشعب أصدق أنباء من الصحف

دعا سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة المغربية، إلى تجاهل الإشاعات، التي قال إن صحفاً تروجها بهدف التشويش على عمل الحكومة، التي يقودها حزبه.
وأوضح العثماني، الذي كان يتحدث في مهرجان خطابي عقده مساء أول من أمس، بمناسبة إطلاق الدورة العاشرة لـ«قافلة المصباح» في مدينة ميسور بإقليم بولمان (وسط)، إن هذا التشويش «ليس وليد اليوم، بل صاحب مسيرة كل من أراد الإصلاح في هذا البلد»، مذكراً بأن عبد الرحمن اليوسفي، الوزير الأول الاشتراكي الأسبق، كان يسميهم «جيوب المقاومة»، بيد «أن الشعب أصدق أنباء من الصحف»، على حد تعبيره.
وقافلة «المصباح» (رمز الحزب) هي جولة ينظمها نواب الحزب في البرلمان بهدف التواصل مع سكان مختلف المناطق المغربية، واختار الحزب لهذه الدورة شعار «الديمقراطية أساس العدالة الاجتماعية».
في هذا السياق، اعتبر العثماني حضور سكان ميسور المكثف لمهرجان إطلاق قافلة «المصباح»، بمثابة رد مباشر على «مختلف التشويشات والإساءات، وعلى ما يُكتب هنا وهناك»، مشيرا إلى أن المهرجان دليل على أن حزب العدالة والتنمية من الشعب، وأن المواطنين يعرفون هذا الحزب حق المعرفة، ويدركون جيدا أن أي شخص يريد الإصلاح من الضروري أن يجد في الطريق من يقاومه».
من جهة أخرى، نوه العثماني بالإنجازات التي قامت بها حكومة عبد الإله ابن كيران السابقة، لا سيما في المجال الاجتماعي، ووعد بمواصلة حكومته لمسار الإصلاحات التي انطلقت في عهد سلفه، معلنا أن الحكومة ستطلق برامج اجتماعية جديدة لصالح الفئات المحتاجة، بعد أن تحدد المستحقين في إطار سياستها لتقليص الفوارق المجالية.
وشدد رئيس الحكومة المغربية في المقابل على أنه لن يتراجع عن ملف مكافحة الفساد، رغم الصعوبات المحيطة به، لأنه يعتبر ذلك من مسؤولياته، ومن أولى الأولويات بالنسبة إليه، مشيرا إلى أن هناك عددا من المسؤولين يتم التحقيق معهم، ومتابعتهم بتهم الفساد.
من جانبه، قال إدريس الأزمي الإدريسي، رئيس الفريق النيابي للحزب، إن الشعار الذي اختاره الحزب لقافلته «يُجّسده أيضا في البرلمان، وتموقعه في الأغلبية البرلمانية لن يمنعه من القيام بدوره الدستوري».
وأضاف الأزمي الإدريسي موضحا: «صحيح نحن حزب يقود الحكومة، ونتوفر على أكبر عدد من البرلمانيين، لكن هذا لا يمنعنا من القيام بواجبنا في مراقبة العمل الحكومي. فنحن لسنا أغلبية ميكانيكية»، في إشارة إلى تشبث نواب الحزب بدور «المعارضة» الذي يقومون به.
وردا على ما يقال بشأن تراجع الحزب بعد إعفاء أمينه العام السابق من رئاسة الحكومة وفقدان شعبيته، قال الأزمي إن «حزب العدالة والتنمية لم يغب، ولن يغيب عن الساحة، ولن يتنكر لما وعد به الشعب، وها هو اليوم حاضر في مدينة ميسور بقلب الأقاليم القروية والجبلية، التي تعاني من الصعوبات».
كما نبه القيادي الحزبي إلى «الحاجة لأحزاب حقيقية، تملك إرادتها واستقلاليتها. تقول نعم للمصلحة الوطنية العليا. وتقول لا أيضا من أجل المصلحة الوطنية العليا».
وفي رد ضمني على تصريحات الوزير عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي يهيئ حزبه لتصدر انتخابات 2021، وبالتالي رئاسة الحكومة المقبلة، قال الأزمي «إن الأحزاب القريبة من المواطنين والمواطنات تشتغل دائما، ولا تتهيأ لـ2019 أو 2021».
وتابع موضحا: «كم من أحلام وأوهام بنيت على 2015 و2016، وتبنى اليوم على 2021، ولكن لن يكون إلا ما أراد الله، وبإرادة هذا الشعب». في إشارة إلى حزب الأصالة والمعاصرة المعارض، الذي كان يراد له تصدر الانتخابات التشريعية الماضية بدعم من السلطة لقطع الطريق على «العدالة والتنمية»، ومنعه من قيادة الحكومة لولاية ثانية.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.