السلاح الكيماوي... أداة قتل تجدّد مخاوف العالم

محاولة قتل الجاسوس الروسي تذكّر بحلبجة و«مترو طوكيو» وسوريا

السلاح الكيماوي... أداة قتل تجدّد مخاوف العالم
TT

السلاح الكيماوي... أداة قتل تجدّد مخاوف العالم

السلاح الكيماوي... أداة قتل تجدّد مخاوف العالم

جدّدت محاولة اغتيال العميل الروسي – البريطاني في بريطانيا سيرغي سكريبال بمواد سامة، المحاذير من إعادة انتشار هذه الظاهرة التي ألزمت مستخدميها عقوبات دولية، وهددت السلم والأمن العالميين؛ وذلك في ظل توازنات دولية سمحت في وقت سابق من تفلّت مستخدمي السلاح الكيماوي من العقاب، وتحديداً، في سوريا.
الحادثة شكّلت مفصلاً في العلاقة الدبلوماسية بين روسيا وبريطانيا، وأثارت توتراً في العلاقات بين روسيا ودول أوروبية أخرى إلى جانب الولايات المتحدة. غير أن استخدام مواد سامة في محاولة اغتيال العميل سكريبال، ينبه للمخاطر من العجز عن احتواء هذه الظاهرة المتجدّدة، التي تنامت، بعدما شهد العالم أفولاً ملحوظاً لاستخدام هذا النوع من السلاح المحرّم دولياً. ويذكر أنه بين أحدث استخدامات الغازات السامة استخدامه من قبل نظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين في بلدة حلبجة الكردية، ولجوء تنظيمات إرهابية لاستخدامه، أشهرها حادثة «مترو طوكيو» في عام 1995، وكلها حصلت في شهر مارس (آذار) مع فارق سنوات بينها.
ومع أن معاهدة «حظر تطوير الأسلحة الكيماوية وإنتاجها وتخزينها واستخدامها وتدميرها» التي دخلت حيز التنفيذ في عام 1997، قوّضت فرص الدول لاستخدام هذا النوع من الأسلحة، وجرى تدمير نحو 93 في المائة من مخزون الأسلحة الكيماوية المعلَن في العالم في عام 2016، فإن المخاوف من استخدامها لم تنتهِ في ظل مخاوف دولية من وصولها إلى أيدي تنظيمات إرهابية، فضلاً عن غياب القوة الدولية الرادعة لمعاقبة مستخدميها، وهو ما يتمثل في «الفيتو» الذي استخدم مراراً (تحديداً من قبل روسيا والصين) ضد معاقبة النظام السوري إثر اتهامه تكراراً باستخدام الأسلحة الكيماوية.

تتزامن محاولة اغتيال الجاسوس الروسي – البريطاني سيرغي سكريبال، في توقيتها مع ثلاث ذكريات مؤلمة في العالم حدثت في الشهر نفسه (مارس)، استخدمت فيها الأسلحة الكيماوية، وأدت إلى مجازر بحق المدنيين؛ إذ سجل في مارس 1988 مقتل الآلاف فيما عرف باسم «مجزرة حلبجة». ووقع الهجوم في الأيام الأخيرة للحرب العراقية - الإيرانية، حين قصف الجيش العراقي البلدة بالغاز السام (بينها غازا الخردل والسيانيد) قبل دخولها بعد انسحاب القوات الإيرانية منها؛ ما أدى إلى مقتل أكثر من 5500 من الأكراد العراقيين من أهالي المدينة. وكان الهجوم الكيماوي، الذي يعرف أحياناً بـ«الإبادة جماعية»، أكبر هجوم كيماوي وُجّه ضد سكان مدنيين من عرق واحد (الأكراد) حتى اليوم. ولقد حكمت محكمة عراقية على علي حسن المجيد بالإعدام شنقاً في يناير (كانون الثاني) 2010 بعد إدانته بتدبير مجزرة حلبجة.
وفي عام 1995 في شهر مارس أيضاً، وقعت عملية هجوم الغاز السام (غاز السارين) في «مترو طوكيو»، التي كانت خلفها جماعة «أوم شينريكيو» المتطرفة المحظورة في اليابان. ولقد نفذت تلك العملية عبر رمي زجاجة غاز أعصاب السارين، وأودت بحياة 62 شخصاً، وأصيب نحو 5000 آخرين.
وفي شهر مارس أيضاً من عام 2017، وقع هجوم بالغازات السامة في مدينة خان شيخون التي تسيطر عليها قوات المعارضة السورية في ريف محافظة إدلب؛ مما أدى إلى وقوع 100 قتيل جُلهم من الأطفال، ونحو 400 مصاب. وتختلف الآراء حول مصدر الغازات السامة بعد وقوع القصف؛ إذ أكدت قوى المعارضة السورية أن النظام استخدم غاز السارين في القصف، بينما نفى النظام السوري استخدام أي سلاح كيماوي، زاعماً أنه ما عاد يمتلك أي نوع من الأسلحة الكيماوية منذ تسليم ترسانته الكيماوية من قبل، وهذا فضلاً عن زعمه أيضاً أنه لم يقم باستخدامها سابقاً. ومن جانبها، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن طائرات سلاح الجو السوري قصفت مستودعاً للذخائر يحتوي على أسلحة كيماوية، ومعملا لإنتاج قنابل تحتوي على مواد سامة، في حين رفضت فرنسا، على لسان مندوبها لدى الأمم المتحدة فرنسوا ديلاتر، الرواية الروسية. وفي يوم 7 أبريل (نيسان) 2017، قصفت الولايات المتحدة الأميركية مطار الشعيرات العسكري (وسط غرب سوريا) بصواريخ كروز رداً على الهجوم الكيماوي.

قضية سكريبال
جاءت محاولة اغتيال الجاسوس في 6 مارس الماضي، إضافة مؤلمة إلى سياق استخدامات الغازات السامة في محاولة الاقتصاص من بيئات معارضة بالكامل على صعيد دول، أو تصفية الأفراد المعارضين ضمن تصفيات أمنية. فلقد أعلنت وسائل إعلام بريطانية أن سكريبال، وهو كولونيل سابق في الاستخبارات العسكرية الروسية قد تعرّض لعملية تسميم في مدينة سولزبري بجنوب إنجلترا بمادة غامضة، وتم العثور عليه مع امرأة ثلاثينية فاقدين للوعي على مقعد في مركز تجاري في المدينة الصغيرة. ووفق وسائل إعلام بريطانية، فإن سكريبال تعرّض للتسميم بواسطة الـ«فنتانيل» وهي مادة أفيونية قوية للغاية. وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، فإن سكريبال كان قد قبض من وكالة الاستخبارات البريطانية (إم آي 6) مبلغ 100 ألف دولار مقابل تزويدها بأسماء الجواسيس الروس الموجودين في بريطانيا.
وللعلم، اعتقل سكريبال عام 2006 في روسيا بعدما اكتشف أمر تجسسه لحساب الاستخبارات البريطانية وحكم عليه بالسجن 13 سنة. وبعد مرور أربع سنوات أفرج عنه بموجب اتفاق لتبادل الجواسيس بين البلدين. وأدت الاتهامات إلى تدهور في العلاقات الدبلوماسية بين بريطانيا وروسيا.
هذه الحادثة، أعادت إلى الأذهان حادث مقتل الجاسوس الروسي السابق ألكسندر ليتفينينكو في لندن عام 2006 بمادة البولونيوم المشعّة، وأثارت هذه الجريمة بدورها في حينه أزمة دبلوماسية بين البلدين. فلقد كان ليتفينينكو ضابطاً في خدمة الأمن الفيدرالي الروسي (إف إس بي)، التي خلفت الـ«كي جي بي» (جهاز الاستخبارات السوفياتي السابق)، غير أنه هرب إلى بريطانيا، حيث تحوّل هناك إلى ناقد شرس للكرملين. وفي سنواته الأخيرة أصبح مواطناً بريطانياً. وبعد قتله بمادة البولونيوم 210 المشعّة، التي يعتقد أنها وضعت في كوب شاي، تم كشف النقاب عن أن ليتفينينكو - وهو أب لشاب يافع - كان يتلقى أموالاً من الـ«إم آي 6» أيضاً.

حسابات دولية
عادة ما تخضع القضايا المرتبطة باتهامات استخدام السلاح النووي، لحسابات سياسية دولية معقّدة، تستدعي تحركاً لتطويق فرص الحرب. ففي عام 2013، وإثر مجزرة الكيماوي الشهيرة في الغوطة الشرقية بأطراف العاصمة السورية دمشق، في مخالفة صريحة لاتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية، تحرّكت الولايات المتحدة - في عهد الرئيس السابق باراك أوباما - وهدّدت بضرب النظام السوري. بيد أن التسوية السياسية تحققت إثر تدخل تفاهمي أميركي - روسي على «مخرج» يقضي بإتلاف النظام الأسلحة ومعدات تصنيع الغازات السامة والسلاح الكيماوي.
لكن التدخل الدولي، أحبط مرة جديدة المساعي الدولية للتحرك ضد النظام السوري الذي ووجه باتهامات باستخدام السلاح الكيماوي مرة أخرى، وذلك بـ«فيتو» متكرر في مجلس الأمن. هذا التطور دفع الولايات المتحدة في أبريل 2017 - بعد انتخاب دونالد ترمب رئيساً - لتنفيذ ضربة عسكرية موضعية ومحدودة استهدفت مطار الشعيرات بمحافظة حمص في وسط سوريا؛ وذلك رداً على اتهامات باستخدام النظام للسلاح الكيماوي في بلدة خان شيخون بريف محافظة إدلب، وهو ما نفاه النظام آنذاك أيضاً.
الدكتور سامي نادر، رئيس «مركز المشرق للدراسات الاستراتيجيّة» في العاصمة اللبنانية بيروت، يحيل المعضلة إلى «أزمة النظام الدولي والأمم المتحدة فيما يخصّ تأمين السلام وتوفير الرسالة المولج فيها بالأساس»، فيقول: إن «الأنظمة التي يضعها مجلس الأمن لا تخدم الرسالة، ولا تمكنه من تحقيقها، ولا سيما نظام الفيتو». ويوضح نادر، أن المعضلة تتمثل فيما يرتبط «بعدم وضع القوة في خدمة القانون». ويتابع: «تصدر الأمم المتحدة قرارات تحمل شكل التمنيات... لأنها لا تربطها بالقوة لتنفيذها».
لكن هذه المعضلة، مرتبطة أساساً بالسياسة الدولية والتوازنات بين القطبين العالميين اللذين تمثلاً بعد الحرب العالمية الثانية بالولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفياتي، قبل أن تختفي هذه الثنائية في التسعينات مع سقوط الاتحاد السوفياتي.
وخلال حواره مع «الشرق الأوسط» يشرح الدكتور نادر أنه في الشق السياسي «ثمة عودة لمنطق الحرب الباردة... وهناك نوع من الفلتان الذي كان رائجاً في السابق، وتم ضبطه بعد انهيار جدار برلين، إبان ظهور حقبة الشراكة، حيث كانت الأمور تسير بطريقة أفضل». ويضيف «اليوم هناك عودة تدريجية لمنطق الحرب الباردة، حيث نرى شلل الأمم المتحدة وانقسامها العمودي، والسباق للتسلح واغتيال شخصيات أمنية وعمليات أمنية مثل محاولة اغتيال الجاسوس الروسي في بريطانيا». ويستطرد قائلاً: إن «أدوات الحرب الباردة تتسع، ففي سوريا نرى كل أداوتها لجهة ظهور معادلات الردع والجمود بالحوار والتسويات واللجوء إلى الخيار العسكري، واستعمال الأسلحة المحظورة».

التوازنات... وعقيدة الدفاع الأميركية
في ظل التعقيدات السياسية الدولية التي سمحت للإفلات من العقاب، وأعادت ظهور استخدامات الأسلحة الكيماوية، تظهر استراتيجية العقيدة العسكرية التي أصدرتها الولايات المتحدة قبل اختتام الرئيس الأميركي دونالد ترمب سنته الأولى في سدة الرئاسة، وهي «عقيدة الدفاع الأميركية» التي تتحدث عن التحديات التي تواجه الولايات المتحدة الآن، والتي تتمثل في الصين وروسيا.
حسب نادر، فإن العقيدة الجديدة «تسمي روسيا والصين الخصمين ولا تعتبرهما من الشركاء الدوليين، كما كان الأمر عليه في مرحلة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما والحديث عن عالم متعدد الأقطاب»، ويضيف «اليوم انتهت الحرب على الإرهاب، ودخلنا في تحدٍ آخر يتمثل في احتواء النفوذ الروسي، واحتواء الصين التي تضاعف قدراتها الرقمية»، مشيراً إلى أن هناك «حرباً معلوماتية، ومواجهة متصلة بالتدخل الروسي في الانتخابات الأوروبية ودعم أنظمة مارقة»، بينما «تحاول الصين الاستفادة لدعم سياسة نفوذ غير صديقة»، بحسب قوله، وذلك «عبر التأثير الثقافي والانتشار أكثر والسياسات الاقتصادية».
ويشير نادر إلى أن التحديات التي تواجه الغرب والولايات المتحدة «بدأت تجمع الأطراف لمواجهتها، حيث بدأ الموقف الأوروبي يواكب الموقف الأميركي، خصوصاً، في مسألة الملف النووي الإيراني؛ إذ ظهرت قناعة لدى دول أوروبية لإكمال الاتفاق بدل تمزيقه عبر التوصل إلى تفاهم مكمل للاتفاق لناحية الحد من الصواريخ الباليستية، والحد من نفوذ إيران العسكري».

أزمة دبلوماسية
عودة إلى قضية تسميم الجاسوس الروسي، قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون يوم الأربعاء الماضي أمام لجنة برلمانية، إن روسيا نفذت الهجوم بالغاز السام على أراضي المملكة المتحدة؛ لأن لندن «كشفت مرات عدة تجاوزاتها». وأضاف: «أعتقد أن السبب الذي دفعهم إلى استهداف المملكة المتحدة بسيط جداً، هو أنها بلد يملك حساً خاصاً بالقيم ويؤمن بالحرية والديمقراطية ودولة القانون، وكشف مرات عدة تجاوزات روسيا لهذه القيم».
وفي المقابل، قالت موسكو الأربعاء، إن بريطانيا إما فشلت في حماية مواطن روسي من «هجوم إرهابي» أو أنها هي نفسها تقف بشكل مباشر أو غير مباشر وراء تسميم العميل المزدوج السابق وابنته. وجاءت تصريحات فلاديمير يرماكوف، رئيس قسم منع انتشار الأسلحة في وزارة الخارجية الروسية، بهذا المعنى خلال اجتماع دعت إليه موسكو السفراء الأجانب المعتمدين على أراضيها لـ«لقاء مع المسؤولين والخبراء في الدائرة المكلفة مسائل الحد من انتشار وضبط الأسلحة» الأربعاء.
الخبير اللبناني في القانون الدولي الدكتور شفيق المصري، الذي حادثته «الشرق الأوسط» قال: إن مجلس الأمن يتدخل دائماً إما بناءً لطلب من الجمعية العامة للأمم المتحدة، أو بطلب من الأمين العام للأمم المتحدة، أو بشكوى من الدولة المعنية أو من تلقاء نفسه. وتابع الدكتور المصري: إن تحركه من تلقاء نفسه «يتم عندما يكون هناك خطر على السلم والأمن الدوليين، أو إذا كان الحادث الفردي يهدد السلم والأمن الدوليين».
ويشير المصري إلى أن هناك «اتفاقيات كثيرة صارت من مصادر القانون الدولي تقضي بحظر استخدام السلاح الكيماوي والبيولوجي والألغام ضد الأفراد وغيرها»، مضيفاً: «إذا كانت هناك مخالفة للمعاهدة الدولية وتكون الدولة قد وقعت عليها، فإنها تكون مسؤولة أمام القانون الدولي».
وفي حالة استخدام الأفراد الأسلحة المحرّمة دولياً: «يمكن لمجلس الأمن أن يبحث في الموضوع ويحيل المسؤول عن ارتكاب الجرائم إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبتهم»، كما يتحرك المجلس نفسه لمحاسبة الدول التي اوعزت بارتكاب الجرائم»، وفق ما يقول المصري. وفي حالة الجاسوس الروسي، يرى الدكتور المصري هذه المسألة أكثر تعقيداً الآن بالنظر إلى أنه عميل مزدوج، وكون المشكلة أخذت سياقاً آخر يرتبط بالتبادل الدبلوماسي بين الدولتين».

خطوات حظر الأسلحة الكيماوية... دولياً
بدأ البحث في حظرٍ بين الحكومات للأسلحة الكيماوية والبيولوجية (الجرثومية) عام 1968 ضمن هيئة نزع السلاح التي تتألف من 18 دولة. وعام 1992، قدّم مؤتمر نزع السلاح تقريره للجمعية العامة للأمم المتحدة الذي تضمّن نصّ معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية. ووافقت الجمعية العامة على المعاهدة في عام 1992، وفتح بعدها الأمين العام للأمم المتحدة المعاهدة للتوقيع في العاصمة الفرنسية باريس عام 1993، وبقيت المعاهدة مفتوحة للتوقيع حتى تاريخ دخولها حيّز التنفيذ في عام 1997. وتشكّل المعاهدة نسخة موسّعة من «بروتوكول جنيف لعام 1925» حول الأسلحة الكيماوية وتتضمّن إجراءاتٍ تحقّقية شاملة كالتفتيش في الموقع.
تعتبر «معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية» معدة لضبط الأسلحة وتحظّر إنتاج الأسلحة الكيماوية ومركباتها الطليعية وتخزينها واستخدامها. ومنذ دخولها حيّز التنفيذ عام 1997، منعت استخدام الأسلحة الكيماوية وإنتاجها وتخزينها ونقلها. وتُعتبر كلّ مادة كيماوية مستخدمة لأغراض الحرب سلاحاً كيماوياً بموجب هذه المعاهدة. وتتمثل أهم موجبات أطراف هذه المعاهدة في تطبيق هذا الحظر وتدمير كل الأسلحة الكيماوية الموجودة. وتشرف منظمة حظر الأسلحة الكيماوية على عمليات التدمير. وفي عام 2016، تمّ تدمير نحو 93 في المائة من مخزون الأسلحة الكيماوية المعلَن في العالم، من بينها مخزون النظام السوري منها في أعقاب استخدامه إياها بعد مجزرة الغوطة في أغسطس (آب) 2013.
لكن، تواجه العالم اليوم مخاوف وجوده في أيدي تنظيمات إرهابية، لا تتقيد بالمعاهدة الدولية. إذ أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في فبراير (شباط) 2017، أن فحوصاً أكدت أن تنظيم داعش الإرهابي المتطرف استخدم مختبرات جامعة الموصل في شمال العراق لإنتاج أسلحة كيماوية تحتوي على عنصر الخردل. ولاحقاً، في مارس 2017، أفادت «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» في بيان لها بأن نحو 12 شخصاً، من ضمنهم نساء وأطفال، خضعوا للعلاج بعد تعرّضهم المحتمل لأسلحة كيماوية في مستشفى في أربيل كبرى مدن كردستان العراق. وبينما شدّدت اللجنة على أن التحاليل ليست حاسمة، ووجدت أن عوارض الخاضعين للعلاج توحي بتعرّضهم لأحد مكوّنات غاز الخردل، أعلنت السلطات العراقية أن «داعش» كان وراء الهجوم.
وجاء هذا الهجوم الكيماوي بعدما شن «داعش» ثلاث هجمات كيماوية على الأقل في خريف 2016، في أعقاب استعادة القوات العراقية مدينة القيارة الواقعة على مسافة 60 كم جنوبي الموصل.



أستراليا: اتهام صبي بالإرهاب بعد تنفيذه هجوم طعن في كنيسة بسيدني

مفوضة الشرطة الفيدرالية الأسترالية ريس كيرشو تحضر مؤتمراً صحافياً حيث قالت شرطة نيو ساوث ويلز إن صبياً يبلغ من العمر 16 عاماً اتُهم بارتكاب جريمة إرهابية بعد إصابة شخصين في حادث طعن مزعوم في كنيسة بسيدني في وقت سابق من الأسبوع (د.ب.أ)
مفوضة الشرطة الفيدرالية الأسترالية ريس كيرشو تحضر مؤتمراً صحافياً حيث قالت شرطة نيو ساوث ويلز إن صبياً يبلغ من العمر 16 عاماً اتُهم بارتكاب جريمة إرهابية بعد إصابة شخصين في حادث طعن مزعوم في كنيسة بسيدني في وقت سابق من الأسبوع (د.ب.أ)
TT

أستراليا: اتهام صبي بالإرهاب بعد تنفيذه هجوم طعن في كنيسة بسيدني

مفوضة الشرطة الفيدرالية الأسترالية ريس كيرشو تحضر مؤتمراً صحافياً حيث قالت شرطة نيو ساوث ويلز إن صبياً يبلغ من العمر 16 عاماً اتُهم بارتكاب جريمة إرهابية بعد إصابة شخصين في حادث طعن مزعوم في كنيسة بسيدني في وقت سابق من الأسبوع (د.ب.أ)
مفوضة الشرطة الفيدرالية الأسترالية ريس كيرشو تحضر مؤتمراً صحافياً حيث قالت شرطة نيو ساوث ويلز إن صبياً يبلغ من العمر 16 عاماً اتُهم بارتكاب جريمة إرهابية بعد إصابة شخصين في حادث طعن مزعوم في كنيسة بسيدني في وقت سابق من الأسبوع (د.ب.أ)

قالت شرطة ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية إن صبياً (16عاماً) تم اتهامه، الخميس، بارتكاب جريمة إرهابية بعد إصابة شخصين في حادث طعن مزعوم في كنيسة بسيدني، في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وتابعت شرطة الولاية، في بيان صدر في وقت متأخر من الخميس، أنه تم استدعاء الشرطة إلى كنيسة «المسيح الراعي الصالح» في واكلي، غرب مدينة سيدني، مساء الاثنين، بعد ورود أنباء عن حادث طعن أصيب فيه شخصان.

مواطنون ينظرون إلى نصب الزهور التذكاري في شارع أكسفورد بالقرب من مركز التسوق بوندي جانكشن ويستفيلد لإبداء احترامهم لضحايا هجوم الطعن في المركز التجاري في سيدني (أ.ف.ب)

وأصيب رجل يبلغ من العمر 53 عاماً بجروح خطيرة في رأسه، فيما أصيب رجل يبلغ من العمر 39 عاماً بتمزقات وجرح في الكتف عندما حاول التدخل. وألقي القبض على الصبي الذي تمكن الحضور من السيطرة عليه».

اتهام الصبي بطعن الأسقف

وقالت الشرطة إنها ستتهم الفتى بطعن الأسقف، الذي باتت حالته مستقرة، ما يصل إلى ست مرات. والعقوبة القصوى لهذه الجريمة هي السجن مدى الحياة. وتم رفض طلب الإفراج عنه بكفالة.

دورية للشرطة داخل مركز بوندي جنكشن ويستفيلد للتسوق في سيدني الجمعة بعد أسبوع تقريباً من حادث طعن في المركز التجاري (أ.ف.ب)

وتجمع حشد من الآلاف في الكنيسة بعد الهجوم، واشتبكوا مع الشرطة وطالبوا بإحضار الفتى ليمثل أمام العدالة. وبعد ساعات تلقى مسجد لاكيمبا، أحد أكبر المساجد في أستراليا، تهديدات بإلقاء قنابل حارقة.

وقال جميل خير، زعيم المجتمع المحلي، وهو يقف خارج المسجد، الجمعة، في أثناء مرور المصلين، إن المسلمات يشعرن بالقلق من أن يتم استهدافهن، وطلب من اللاتي يعملن في الإشراف على المسجد البقاء في المنزل حالياً. وأضاف خير، أمين عام جمعية المسلمين اللبنانيين التي تشرف على ثلاثة مساجد ومن بينها لاكيمبا: «مخاوفنا الحقيقية تتمثل في استهداف النساء اللاتي يمكن معرفة أنهن مسلمات من خلال حجابهن في أثناء سيرهن في الشوارع أو مراكز التسوق. وهن خائفات حالياً من القيام بذلك».

وحدثت هذه الواقعة بعد أيام فقط من حادث طعن عشوائي في بوندي. وأثار الهجوم على عمانوئيل واحتمال وقوع أعمال انتقامية القلقَ في مدينة سيدني التي تعرف عادة بالهدوء. كما أن الجرائم التي تُستخدم فيها الأسلحة النارية أو السكاكين نادرة الحدوث في سيدني التي تعد من أكثر المدن أماناً في العالم. وقال أحد المسلمين لـ«رويترز» وهو في طريقه للصلاة في المسجد، الجمعة، إنه يشعر بالقلق من احتمال وقوع المزيد من الحوادث. وأضاف: «لست خائفاً لكني لا أزال أشعر بالقلق، كما تعلمون». ودعا الأسقف عمانوئيل، الخميس، إلى السلام، وقال إنه سامح الفتى الذي اعتدى عليه في رسالة صوتية مسجلة في المستشفى. وشكر خير الأسقف على رسالته التي تدعو إلى التسامح والسلام. وقال: «في نهاية المطاف، لدينا رسالة واحدة مشتركة، ونعيش على الأرض نفسها، وننتمي إلى المجتمع نفسه».

أشخاص يضعون الزهور على نصب تذكاري أقيم داخل مركز بوندي جنكشن ويستفيلد للتسوق لتكريم ضحايا هجوم الطعن في المركز التجاري في سيدني الجمعة (أ.ف.ب)

وقالت مفوضة شرطة نيو ساوث ويلز كارين ويب، الثلاثاء، إن الصبي أدلى بتعليقات عندما شن الهجوم. وأضافت أنه «بعد النظر في جميع المواد، أعلنتُ أنه كان حادثاً إرهابياً». يشار إلى أن إعلان جريمة ما على أنها عمل إرهابي يمنح الشرطة صلاحيات تحقيق إضافية؛ لتحديد ما إذا كان الشخص قد تصرف بمفرده أو كان جزءاً من شبكة أوسع.


غوتيريش أمام مجلس الأمن: الشرق الأوسط على حافة الهاوية

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط بمقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك 18 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط بمقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك 18 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
TT

غوتيريش أمام مجلس الأمن: الشرق الأوسط على حافة الهاوية

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط بمقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك 18 أبريل 2024 (أ.ف.ب)
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتحدث خلال اجتماع لمجلس الأمن حول الوضع في الشرق الأوسط بمقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك 18 أبريل 2024 (أ.ف.ب)

حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، أمام جلسة لمجلس الأمن من أن الشرق الأوسط بات «على حافة الهاوية»، مشيراً إلى أن أي خطأ يمكن أن يؤدي إلى صراع إقليمي واسع النطاق. ونقلت الأمم المتحدة عبر حسابها على منصة «إكس» عن غوتيريش القول «أي حالة سوء تقدير واحدة، أو سوء تواصل واحدة، أو خطأ واحد، قد يؤدي إلى صراع إقليمي واسع النطاق لا يمكن تصوره وسيكون مدمراً لجميع المنخرطين فيه ولبقية العالم». وأضاف: «دعوني أكن واضحاً؛ المخاطر تتصاعد على كثير من الجبهات... تجمعنا مسؤولية مشتركة لمعالجة هذه المخاطر وإعادة المنطقة من حافة الهاوية». وتابع: «الأمر يبدأ بغزة. إنهاء الأعمال العدائية في غزة سينزع فتيل التوتر في أنحاء المنطقة بشكل كبير... أكرر دعواتي لوقف فوري لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة». وقال: «وكالات العمل الإنساني، التي تقودها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، هي العمود الفقري لعملياتنا، ويجب أن تكون قادرة على نقل الطعام والإمدادات الأخرى بأمان وعبر الطرق والمعابر الممكنة إلى قطاع غزة وفي جميع أنحائه». وطالب غوتيريش بتوصيل المساعدات من دون قيود عبر ميناء أسدود لمنع مجاعة أصبحت على الأبواب في غزة.

من جهة أخرى، حذر غوتيريش من أن هجمات الحوثيين المتواصلة على السفن التجارية تعرقل التجارة العالمية وتزيد من المخاطر على سلاسل الإمدادات. وأضاف أن على المجتمع الدولي منع التصعيد في البحر الأحمر لأنه قد يزيد التوتر ويقوض السلام والأمن الدوليين.

من جهته، قال ممثل فلسطين بالأمم المتحدة، إنه حان الوقت كي يتبنى مجلس الأمن قراراً بقبول فلسطين عضواً كاملاً بالأمم المتحدة. وأضاف أن قرار عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة لن يكون بديلاً عن مفاوضات سياسية جادة وفي إطار زمني محدد لتنفيذ حل الدولتين.


أزمة الشرق الأوسط تهيمن على اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع

أشخاص يمرون بجوار فندق «غراند هوتيل كويسيسانا» حيث تنعقد اليوم الأربعاء 17 أبريل 2024 قمة وزراء خارجية مجموعة السبع في كابري بإيطاليا... الصورة ملتقطة أمس الثلاثاء 16 أبريل 2024 (رويترز)
أشخاص يمرون بجوار فندق «غراند هوتيل كويسيسانا» حيث تنعقد اليوم الأربعاء 17 أبريل 2024 قمة وزراء خارجية مجموعة السبع في كابري بإيطاليا... الصورة ملتقطة أمس الثلاثاء 16 أبريل 2024 (رويترز)
TT

أزمة الشرق الأوسط تهيمن على اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع

أشخاص يمرون بجوار فندق «غراند هوتيل كويسيسانا» حيث تنعقد اليوم الأربعاء 17 أبريل 2024 قمة وزراء خارجية مجموعة السبع في كابري بإيطاليا... الصورة ملتقطة أمس الثلاثاء 16 أبريل 2024 (رويترز)
أشخاص يمرون بجوار فندق «غراند هوتيل كويسيسانا» حيث تنعقد اليوم الأربعاء 17 أبريل 2024 قمة وزراء خارجية مجموعة السبع في كابري بإيطاليا... الصورة ملتقطة أمس الثلاثاء 16 أبريل 2024 (رويترز)

اجتمع وزراء خارجية مجموعة السبع، اليوم (الأربعاء)، في جزيرة كابري الإيطالية لإجراء محادثات يهيمن عليها التوتر في الشرق الأوسط والدعوات الغربية إلى فرض عقوبات جديدة على إيران.

ويُعقد اجتماع مجموعة السبع الذي يستمر حتى الجمعة، بعد أيام من الهجوم الإيراني غير المسبوق بالصواريخ والمسيّرات على إسرائيل.

وأكد وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني أن الوزراء يعدون عقوبات جديدة ستفرض على إيران، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وستنضم وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ونظيرها البريطاني ديفيد كاميرون إلى نظرائهما قادمَين من إسرائيل حيث دعوا الأربعاء إلى الهدوء وسط مخاوف من رد انتقامي لإسرائيل.

وتسبب الهجوم الإيراني الذي شنّته طهران ردا على قصف دمّر مبنى ملحق بقنصليتها في دمشق وحمّلت إسرائيل مسؤوليته، بتصعيد التوتر في خضم الحرب المستمرة بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة.

ودعا كاميرون مجموعة السبع الأربعاء إلى تبني «عقوبات منسّقة» ضد إيران، متّهما طهران بالوقوف «وراء الكثير من النشاطات الخبيثة في هذه المنطقة».

وأضاف كاميرون أن دول مجموعة السبع، فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا واليابان، يجب أن توجه «رسالة واضحة لا لبس فيها» إلى إيران.

كما تعهدت الولايات المتحدة التي يشارك وزير خارجيتها أنتوني بلينكن في الاجتماع، فرض مزيد من العقوبات على طهران، بما فيها على برنامجها للطائرات المسيّرة والصواريخ.

من جهته، قال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي من المقرر أن يحضر الاجتماع، إن بروكسل تعمل بدورها على توسيع العقوبات لتشمل عمليات تسليم طهران مسيّرات وغيرها من الأسلحة إلى روسيا والمجموعات المسلحة التي تدعمها عبر الشرق الأوسط.

ومن المقرر أن يناقش وزراء مجموعة السبع الوضع في الشرق الأوسط، صباح غد (الخميس)، على أن يعقدوا جلسة حول هجمات الحوثيين في البحر الأحمر التي أثّرت على حركة الشحن عالميا.

وبعدها سيجتمعون مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ ووزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا لبحث الحرب في أوكرانيا.

وقال تاياني الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجموعة السبع: «نريد دعم حرية كييف واستقلالها».

وستركّز مناقشات الجمعة على التوترات في منطقة المحيطين الهندي والهادي، قبل أن يعقد تاياني مؤتمرا صحافيا ختاميا.

كما دعي وزير الخارجية الموريتاني محمد سالم ولد مرزوق ممثلا للاتحاد الأفريقي إلى الاجتماع.


الشرطة تؤكد الطابع «الإرهابي» للهجوم بسكين في كنيسة في أستراليا

شرطيان في موقع الهجوم بالسكين في سيدني الثلاثاء (رويترز)
شرطيان في موقع الهجوم بالسكين في سيدني الثلاثاء (رويترز)
TT

الشرطة تؤكد الطابع «الإرهابي» للهجوم بسكين في كنيسة في أستراليا

شرطيان في موقع الهجوم بالسكين في سيدني الثلاثاء (رويترز)
شرطيان في موقع الهجوم بالسكين في سيدني الثلاثاء (رويترز)

برّرت الشرطة الأسترالية، الأربعاء، وصفها الهجوم بسكين على الأسقف مار ماري عمانوئيل في كنيسة في سيدني بـ«الإرهابي»، مؤكدة أنها اتبعت المعايير القانونية، كما ذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية». تعرّض أسقف الكنيسة الأشورية الشرقية القديمة المطران مار ماري عمانوئيل للطعن على يد شاب يبلغ 16 عاماً خلال إلقائه عظة في كنيسة المسيح الراعي الصالح الأشورية، في إحدى ضواحي سيدني، الاثنين. وكانت وقائع العظة تُنقل مباشرة بالصورة والصوت عبر الإنترنت. ونُقل الأسقف وأشخاص آخرون إلى المستشفى، وأصيبوا بجروح «لا تهدّد حياتهم»، وتم توقيف المهاجم. وأكدت مفوضة الشرطة في ولاية «نيو ساوث ويلز»، كارن ويب، الأربعاء، أنها وصفت الهجوم بأنه «إرهابي» بعد ساعات على وقوعه، بما يتوافق بصرامة مع قانون المقاطعة. وينص قانون يعود لعام 2002 على أن العمل الإرهابي هو عمل يلحق الأذى بشخص، وتكون دوافعه سياسية أو دينية أو آيديولوجية، ويهدف إلى تخويف الجمهور.

شرطة الطب الشرعي ومركباتها خارج كنيسة المسيح الراعي الصالح في ضاحية واكلي الغربية بسيدني (أ.ف.ب)

وقالت كارن ويب لشبكة «آي بي سي»: «أدليت بهذا التصريح من دون تردد»، مضيفة أنها تتفهم أسئلة ممثلي الطوائف الدينية بشأن هذا الموضوع. وأوضحت أن وصف «الإرهاب» لا يعني أن المراهق سيُتهم بالإرهاب.

وفُتح تحقيق بالواقعة تشارك فيه شرطة المقاطعة والشرطة الفيدرالية وأجهزة الاستخبارات. وتتم متابعة عظات الأسقف عبر الإنترنت على نطاق واسع، وعُرف بانتقاده اللقاحات المكافِحة لوباء «كوفيد – 19» وإجراءات الإغلاق أثناء الوباء، وبالدفاع عن تفوّق عقيدته على الأديان الأخرى، وبينها الإسلام. ورأى أحد زعماء الجالية المسلمة في سيدني أنّ الشرطة ربما «تسرّعت كثيراً» بوصف الهجوم بأنه إرهابي. وقال الأمين العام لجمعية المسلمين اللبنانيين جميل خير لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «لماذا نتسرّع في الحديث عن الإرهاب عندما يتعلق الأمر بالدين؟». وأضاف: «لا أعتقد أنّ ذلك يحسّن الوضع».

المطران مار ماري عمانوئيل خلال قداس عيد القيامة لعام 2023 في سيدني بأستراليا (أ.ب)

إلى ذلك، قال جميل خير لوكالة «رويترز» إن «والد الصبي لم يلحظ أي علامات للتطرف على ابنه». وأضاف خير، الذي كان مع الأب عندما غادر منزله للاحتماء في مسجد محلي يوم الاثنين: «قال إنه بخلاف أنه متمرد عليه... لم تظهر عليه أي علامات (للتطرف). لم تظهر عليه أي علامات على الإطلاق». وقالت الشرطة إن عائلة منفذ الهجوم انتقلت مؤقتاً من منزلها في غرب سيدني، خوفاً من الانتقام.

وأثار حادث الطعن مخاوف من الاضطهاد وسط الطائفة الأشورية، وأغلبها مسيحيون من الشرق الأوسط، فرّ بعضهم من وطنهم بسبب عقيدتهم. ويشعر المسلمون في المدينة بالقلق أيضاً. وقالت الجمعية الإسلامية اللبنانية إن مسجد لاكيمبا في جنوب غربي سيدني، وهو أحد أكبر المساجد في أستراليا، تلقى تهديدات بإلقاء قنابل حارقة مساء الاثنين. وحادث الكنيسة هو ثاني هجوم طعن كبير خلال ثلاثة أيام في المدينة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في أستراليا، بعد مقتل 6 أشخاص في هجوم بسكين في مركز تجاري بالقرب من شاطئ بوندي يوم السبت.


غزة وأوكرانيا وإيران وإسرائيل وغيرهم... هل اقتربت الحرب العالمية الثالثة؟

دخان يتصاعد من منطقة قصفتها إسرائيل في غزة (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد من منطقة قصفتها إسرائيل في غزة (أ.ف.ب)
TT

غزة وأوكرانيا وإيران وإسرائيل وغيرهم... هل اقتربت الحرب العالمية الثالثة؟

دخان يتصاعد من منطقة قصفتها إسرائيل في غزة (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد من منطقة قصفتها إسرائيل في غزة (أ.ف.ب)

تسببت التوترات التي شهدها العالم مؤخراً في تغذية المخاوف من اندلاع حرب عالمية ثالثة.

وفي وقت سابق من هذا العام، حذّر وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس من أن العالم قد يغرق في حروب تشمل الصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران في السنوات الخمس المقبلة، وقال إننا ننتقل «من عالم ما بعد الحرب إلى عالم ما قبل الحرب».

وهناك قلق متزايد من تطور الحرب في غزة وأوكرانيا، وتفاقم التوتر بين إيران وإسرائيل، على وجه الخصوص، وتورط مختلف دول العالم بهذه الأزمات، بصورة ينتج منها بالنهاية نشوب حرب عالمية، بحسب شبكة «سكاي نيوز» البريطانية.

وتحدثت الشبكة مع مجموعة من الخبراء حول ما إذا كنا على شفا حرب عالمية ثالثة، وما إذا كنا نعيش بالفعل في «عالم ما قبل الحرب».

ويرى هيو لوفات، وهو زميل سياسي بارز في مركز أبحاث المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أن هذا الاحتمال غير وارد.

ويقول: «الأخبار المطمئنة هي أننا لا نتجه نحو الحرب العالمية الثالثة. ففي حين أن هناك صراعات وتوترات في ساحات مختلفة، مثل أوكرانيا والشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادي، إلا أن هذه الصراعات كلها منفصلة وغير متصلة».

ولفت إلى أنه، على الرغم من تأثير الحرب في غزة على المجتمع الدولي، بما في ذلك المملكة المتحدة، على سبيل المثال فيما يتعلق بهجمات الحوثيين على الشحن في البحر الأحمر وتأثيرها على التجارة العالمية، فإن هذه التأثيرات والمخاطر «ليست مخاطر وجودية».

لكنه أشار إلى أن الحروب الحالية تسببت في تآكل وانهيار النظام الدولي وتعرّضه لضغوط كبيرة.

الحروب الحالية تسببت في تآكل وانهيار النظام الدولي

هيو لوفات

أما ديبورا هاينز، محررة الأمن والدفاع في «سكاي نيوز»، فقد قالت إنه «نظراً إلأى حجم الاضطرابات التي تهز أجزاء من العالم، وخاصة في الشرق الأوسط وأوكرانيا، فإن احتمالات اندلاع شرارة تشعل حرباً عالمية ثالثة قائمة بالفعل».

وأضافت: «وهذا لا يعني أن التصعيد إلى المواجهة العالمية أمر لا مفر منه، ولكن يمكن القول إنه أكثر احتمالاً الآن من أي وقت مضى منذ نهاية الحرب العالمية الأخيرة».

ولفتت إلى أن «ما يحدث بين إيران وإسرائيل قد يخلف تأثيراً عالمياً كبيراً، خاصة وأن طهران مدعومة من روسيا وتتمتع بعلاقات وثيقة مع الصين، في حين أن إسرائيل مدعومة من الولايات المتحدة والكثير من الدول الغربية».

وفيما يخص حرب أوكرانيا، قالت هاينز إن نجاح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الحرب قد يشجعه على اختبار قوة حلف شمال الأطلسي (الناتو) من خلال غزو دولة عضو.

وأكملت: «ومرة أخرى، فإن هذا من شأنه أن يخلق حرباً مباشرة بين موسكو الاستبدادية، المسلحة من قِبل إيران وكوريا الشمالية والمدعومة من الصين، وبين الدول الغربية».

وإذا انتصرت روسيا على القوى الغربية، فإن ذلك قد يزيد من تصميم الصين على الوفاء بتعهدها بإعادة توحيد جزيرة تايوان مع البر الرئيسي بأي وسيلة ممكنة، بحسب هاينز.

ومن الممكن أن تؤدي مثل هذه الخطوة أيضاً إلى إغراق آسيا في صراع واسع.

احتمالات اندلاع شرارة تشعل حرباً عالمية ثالثة قائمة بالفعل

ديبورا هاينز

ومن ناحيته، قال إدوارد آر أرنولد، الباحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI): «أعتقد أن الناس في حاجة حقاً إلى فهم ماهية معاهدة شمال الأطلسي، التي تشكل أساس منظمة حلف شمال الأطلسي».

ويقول أرنولد إنه يبدو أن عامة الناس يسيئون فهم المادة الخامسة من المعاهدة، والتي تنص على عدّ الهجوم على أحد الأعضاء بمثابة هجوم على الجميع.

وأضاف: «هذه المادة لا تعني بالضرورة التصعيد العسكري ضد الدولة التي شنّت الهجوم. هناك عدة إجراءات لتهدئة الأمور. فإذا لم نتبع هذه الإجراءات واتخذنا قرارات على أساس سوء فهمنا فإن هذا الأمر قد يدفعنا إلى حرب لا تحمد عقباها».

أنقاض مبنى دمّره القصف في منطقة دونيتسك الأوكرانية (أ.ف.ب)

أما الدكتور لويغي سكازييري، الباحث في مركز أبحاث الإصلاح الأوروبي، فيقول: «يعتمد الأمر على تعريفك للحرب العالمية الثالثة. فالصراع المحتمل بين إيران وإسرائيل لديه القدرة على التوسع إلى كارثة عسكرية كبيرة في الشرق الأوسط، سيكون لها تداعيات عالمية».

وأضاف: «في هذه الحالة، من شبه المؤكد أن الولايات المتحدة سوف تنجذب إلى الجانب الإسرائيلي، وقد تفعل الدول الغربية الأخرى، بما في ذلك المملكة المتحدة، الشيء نفسه ولكن بدرجة أقل».

الصراع بين إيران وإسرائيل قد يتوسع إلى كارثة عسكرية كبيرة في الشرق الأوسط

لويغي سكازييري

وتابع: «لكن مشاركتهم ستكون محدودة ولن تكون هذه حرباً عالمية ثالثة؛ لأسباب ليس أقلها أن روسيا لا تستطيع تحمل تداعيات دعم إيران، ولأن الصين من غير المرجح أن تفعل ذلك».

وأشار سكازييري إلى أن تأثير مثل هذا الصراع على أوروبا سيكون اقتصادياً في المقام الأول، من خلال المزيد من التعطيل في تدفقات الطاقة والتجارة.

دخان يتصاعد إثر قصف روسي على أوكرانيا (إ.ب.أ)

ويرى سكازييري أن المسار الأساسي لسيناريو الحرب العالمية الثالثة هو الصدام الغربي المباشر مع روسيا، لافتاً إلى أن هذا السيناريو سيكون أكثر ترجيحاً إذا فاز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية المقبلة وقوّض حلف شمال الأطلسي؛ الأمر الذي قد يغري فلاديمير بوتين بالهجوم على دول البلطيق.


سيدني تدرج حادثة الطعن في الكنيسة «عملاً إرهابياً»


أسترالية تنظر إلى زهور تركها مواطنون أمس تحيةً لضحايا الهجوم الذي حدث عند مدخل مركز تسوق في سيدني (أ.ب)
أسترالية تنظر إلى زهور تركها مواطنون أمس تحيةً لضحايا الهجوم الذي حدث عند مدخل مركز تسوق في سيدني (أ.ب)
TT

سيدني تدرج حادثة الطعن في الكنيسة «عملاً إرهابياً»


أسترالية تنظر إلى زهور تركها مواطنون أمس تحيةً لضحايا الهجوم الذي حدث عند مدخل مركز تسوق في سيدني (أ.ب)
أسترالية تنظر إلى زهور تركها مواطنون أمس تحيةً لضحايا الهجوم الذي حدث عند مدخل مركز تسوق في سيدني (أ.ب)

أعلنت مفوضة شرطة نيو ساوث ويلز في أستراليا، أمس (الثلاثاء)، أن الشرطة الأسترالية تتعامل مع حادث الطعن الذي وقع في كنيسة بسيدني الاثنين على أنه «هجوم إرهابي».

وأوضحت مفوضة الشرطة كارين ويب أنه تم استدعاء الشرطة إلى كنيسة «المسيح الراعي الصالح» في واكلي، غرب سيدني، بعد تقارير عن طعن أصيب فيه شخص. وألقت الشرطة القبض على فتى (16 عاماً)، كان قد قيده أفراد من الجمهور. وأوضحت مفوضة الشرطة أن الفتى أدلى بتعليقات أثناء شنه الهجوم، و«بعد النظر في جميع المواد، أعلنت أنه كان حادثاً إرهابياً».

ونقل الفتى إلى المستشفى، حيث ظل تحت حراسة الشرطة، وكان قد خضع لعملية جراحية لإصابات لحقت به خلال محاصرته من الجمهور.

وقال رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز إنه تلقى إحاطةً من الأجهزة الأمنية بشأن الحادث «المزعج»، مؤكداً أنه «لا يوجد مكان للعنف في مجتمعنا، لا مكان للتطرف العنيف» في البلاد.


وزيرا الدفاع الأميركي والصيني يعقدان أول محادثات منذ 18 شهراً

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (رويترز)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (رويترز)
TT

وزيرا الدفاع الأميركي والصيني يعقدان أول محادثات منذ 18 شهراً

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (رويترز)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (رويترز)

أعلن البنتاغون أن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن تحدث إلى نظيره الصيني دونغ جون عبر دائرة تلفزيونية مغلقة اليوم الثلاثاء، في أول محادثات بين وزيري دفاع القوتين العظميين منذ نحو 18 شهرا.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، تسعى الولايات المتحدة لتعزيز التعاون الدفاعي مع حلفائها في منطقة آسيا والمحيط الهادي لمواجهة نفوذ الصين المتزايد، لكنها تريد أيضا الحفاظ على خطوط اتصال مع بكين لمنع خروج التوترات عن السيطرة.

وقال البنتاغون في بيان إن «المسؤولَين ناقشا العلاقات الدفاعية بين الولايات المتحدة والصين وقضايا الأمن الإقليمي والعالمي».

أضاف أن «الوزير أوستن شدد على أهمية مواصلة فتح خطوط اتصال عسكري بين الولايات المتحدة وجمهورية الصين الشعبية»، عقب محادثات بين الجانبين في الأشهر القليلة الماضية.

وأكد أوستن أن الولايات المتحدة ستواصل الطيران والإبحار والعمل بأمان ومسؤولية حيثما يسمح القانون الدولي بذلك، وشدد على أهمية احترام حرية الملاحة في عرض البحار التي يكفلها القانون الدولي، ولا سيما في بحر الصين الجنوبي.

ويعود آخر تواصل مهم لأوستن مع نظيره الصيني إلى نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 عندما التقى وي فينغهي في كمبوديا.

وصافح خلفه لي شانغفو أوستن وتحدث معه باقتضاب خلال مؤتمر دفاعي في سنغافورة في يونيو (حزيران) الماضي، لكنه لم يعقد اجتماعا رسميا معه.

ويبرز عدد من نقاط الخلاف بين واشنطن وبكين، وخصوصا بشأن تايوان الجزيرة ذات الحكم الذاتي التي تطالب الصين بالسيادة عليها ولو بالقوة إذا لزم الأمر.

علقت بكين محادثات دفاعية بين البلدين العام 2022 تعبيرا عن استيائها من زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي آنذاك نانسي بيلوسي إلى الجزيرة. لكن الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جينبينغ اتفقا خلال قمة في نوفمبر (تشرين الثاني) على استئناف المحادثات.

والخلافات حول بحر الصين الجنوبي، الذي تطالب بكين بالسيادة عليه بالكامل تقريبا، نقطة احتكاك محتملة أخرى، إذ تثير حوادث بين السفن الصينية والفلبينية مخاوف من اتساع رقعة النزاع.

كما سلطت الولايات المتحدة الضوء مرارا على أحداث في السنوات الأخيرة أكدت فيها أن طائرات وسفنا حربية صينية تحركت بطريقة غير آمنة حول طائرات وسفن أميركية.


الشرطة الأسترالية تعدّ الهجوم بسكين على مصلّين «عملاً إرهابياً»

تظهر الصورة المرفقة التي تم الحصول عليها يوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 كاهن الرعية الكبير الأب إسحق رويل (يسار) والمطران مار ماري عمانوئيل خلال قداس عيد القيامة لعام 2023 في سيدني بأستراليا (أ.ب)
تظهر الصورة المرفقة التي تم الحصول عليها يوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 كاهن الرعية الكبير الأب إسحق رويل (يسار) والمطران مار ماري عمانوئيل خلال قداس عيد القيامة لعام 2023 في سيدني بأستراليا (أ.ب)
TT

الشرطة الأسترالية تعدّ الهجوم بسكين على مصلّين «عملاً إرهابياً»

تظهر الصورة المرفقة التي تم الحصول عليها يوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 كاهن الرعية الكبير الأب إسحق رويل (يسار) والمطران مار ماري عمانوئيل خلال قداس عيد القيامة لعام 2023 في سيدني بأستراليا (أ.ب)
تظهر الصورة المرفقة التي تم الحصول عليها يوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 كاهن الرعية الكبير الأب إسحق رويل (يسار) والمطران مار ماري عمانوئيل خلال قداس عيد القيامة لعام 2023 في سيدني بأستراليا (أ.ب)

أعلنت الشرطة الأسترالية الثلاثاء، أنّ الهجوم الذي استهدف بواسطة سكّين مصلّين في كنيسة آشورية بسيدني الاثنين، وأصيب خلاله 4 أشخاص بجروح هو «عمل إرهابي»، نفّذه لدوافع دينية فتى يبلغ من العمر 16 عاماً تمّ توقيفه، داعية أبناء الرعيّة الغاضبين إلى التحلّي بالهدوء.

وأوضحت الشرطة أنّ جروح المصابين الأربعة «لا تهدّد حياتهم»، مشيرة إلى أنّ في عداد هؤلاء الجرحى أسقف الكنيسة والمهاجم.

شخص ينظر إلى زهور تركها تحية لضحايا الهجوم الذي حدث عند مدخل مركز تسوق في سيدني بأستراليا 16 أبريل 2024 (أ.ب)

ووقع الهجوم مساء الاثنين في كنيسة المسيح الراعي الصالح الآشورية، بينما كان الأسقف المسنّ يلقي عظة نُقلت وقائعها مباشرة بالصورة والصوت عبر الإنترنت.

وعلى مرأى من المصلّين داخل الكنيسة ومتابعي العظة عبر الإنترنت، انقضّ المهاجم بسكّينه على أسقف الكنيسة الآشورية الشرقية القديمة المطران مار ماري عمانوئيل، في هجوم وحشي أثار حالة من الذعر والغضب العارمين.

وخلال مؤتمر صحافي الثلاثاء، قالت كارين ويب، مفوّضة شرطة نيو ساوث ويلز: «بعدما أخذتُ كلّ العناصر في الحسبان، أعلنتُ أنّه كان عملاً إرهابياً».

دوافع دينية

وأضافت أنّ التحقيق خلص إلى أنّ الهجوم عمل «متطرف» مدفوع بدوافع دينية. وأوضحت أنّ المشتبه به «معروف لدى الشرطة»، لكنّه لم يكن مدرجاً على أيّ قائمة من القوائم المخصّصة لمراقبة الإرهابيين. وتقع كنيسة الراعي الصالح في ضاحية ويكلي غرب سيدني.

وتسكن في هذا الحي مجموعة صغيرة من المسيحيين الآشوريين الذين فرّ عدد كبير منهم من الاضطهاد والحرب في العراق وسوريا. وسادت أجواء متوترة خارج الكنيسة بعد الهجوم، إذ حاول مئات من الأهالي اختراق فرقة من شرطة مكافحة الشغب للوصول إلى المشتبه به. وسرعان ما تحوّلت هذه المناوشات بين المحتجّين الذين ناهز عددهم 500 شخص وعناصر شرطة مكافحة الشغب إلى مواجهات وأعمال شغب استمرّت نحو 3 ساعات وتلقّى خلالها نحو 30 شخصاً إسعافات أولية.

أشخاص يتركون زهوراً في مركز تسوق ويست فيلد بسيدني بأستراليا 16 أبريل 2024 حيث قُتلت 5 نساء ورجل بينما أصيب 12 آخرون بجروح خطيرة قبل إطلاق النار على المشتبه به (أ.ب)

وألقى المحتجّون زجاجات وحجارة ومقذوفات أخرى أثناء محاولتهم اختراق الطوق الأمني لوضع أيديهم على المهاجم، قبل أن تنجح قوات الأمن في تفريقهم. وألحقت أعمال الشغب أضراراً بـ20 سيارة للشرطة وعدد من المنازل القريبة، فضلاً عن إصابة اثنين على الأقلّ من عناصر الشرطة بجروح.

عمل فردي

والثلاثاء، قال مايك بورجيس، مدير الاستخبارات الأسترالية، في معرض تعليقه على الهجوم الذي استهدف الكنيسة، إنّه «في هذه المرحلة، يبدو أنّه عمل فردي». وأضاف: «ليس هناك ما يشير إلى تورّط أيّ شخص آخر، لكنّ التحقيق لا يزال مفتوحاً»، مؤكّداً أنّ لا حاجة لرفع مستوى التهديد الإرهابي في البلاد. من ناحيتها، طمأنت الشرطة إلى أنّ حياة أسقف الطائفة الآشورية ليست في خطر.


عملية طعن جديدة في سيدني

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز (في الوسط) يقف مع رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز كريس مينز (الرابع على اليمين) ومسؤولين آخرين في أثناء استعدادهم لترك الزهور خارج مركز تسوق ويستفيلد بوندي جنكشن بسيدني الأحد (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز (في الوسط) يقف مع رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز كريس مينز (الرابع على اليمين) ومسؤولين آخرين في أثناء استعدادهم لترك الزهور خارج مركز تسوق ويستفيلد بوندي جنكشن بسيدني الأحد (أ.ف.ب)
TT

عملية طعن جديدة في سيدني

رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز (في الوسط) يقف مع رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز كريس مينز (الرابع على اليمين) ومسؤولين آخرين في أثناء استعدادهم لترك الزهور خارج مركز تسوق ويستفيلد بوندي جنكشن بسيدني الأحد (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز (في الوسط) يقف مع رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز كريس مينز (الرابع على اليمين) ومسؤولين آخرين في أثناء استعدادهم لترك الزهور خارج مركز تسوق ويستفيلد بوندي جنكشن بسيدني الأحد (أ.ف.ب)

أصيب أربعة أشخاص بجروح في حادث طعن خلال قداس كان يبث مباشرة في كنيسة بغرب سيدني، أمس (الاثنين)، بعد يومين من مقتل ستة أشخاص وجرح 12 آخرين في هجوم بسكين في مركز تجاري شرق المدينة.

وأكدت الشرطة الأسترالية اعتقال شخص بعد أن اقترب رجل من مذبح كنيسة آشورية، وراح يطعن الكاهن ما أثار ذعر المصلين الذين بدأوا بالصراخ. ووسط حالة الفوضى سارع عدد من المصلين للاحتماء، فيما حاول آخرون السيطرة على المهاجم.

وبينما ألقت الشرطة القبض على رجل واقتادته إلى مكان غير معلوم بعد الواقعة التي حدثت في واكلي التي تقع على بُعد 30 كيلومتراً غرب حي الأعمال المركزي في المدينة، احتشدت مجموعات كبيرة من الناس خارج الكنيسة، مطالبين الشرطة بإحضار منفذ الهجوم. وقالت مصادر إعلامية إن الشرطة أطلقت رذاذ الفلفل لتفريق الحشود نحو الشوارع القريبة.


واشنطن: «حماس» هي الحاجز والعقبة أمام وقف إطلاق النار في غزة

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يُلقي كلمة في العاصمة الأميركية واشنطن 12 أبريل 2024 (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يُلقي كلمة في العاصمة الأميركية واشنطن 12 أبريل 2024 (إ.ب.أ)
TT

واشنطن: «حماس» هي الحاجز والعقبة أمام وقف إطلاق النار في غزة

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يُلقي كلمة في العاصمة الأميركية واشنطن 12 أبريل 2024 (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يُلقي كلمة في العاصمة الأميركية واشنطن 12 أبريل 2024 (إ.ب.أ)

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، اليوم (الاثنين)، إن إسرائيل قطعت «شوطاً كبيراً»، لكن «حماس» هي العائق أمام التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يؤدي إلى وقف القتال في غزة وإطلاق سراح الرهائن.

وأضاف ميلر في مؤتمر صحافي أن الولايات المتحدة لا تزال تسعى للتوصل إلى اتفاق، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.