644 دولارا لمن يحارب في المناطق الساخنة.. واستدعاء ضباط للخدمة الفعلية

اشتباكات متصاعدة في تلعفر.. ومسؤول عسكري يعلن استعادة السيطرة الكاملة على مصفاة بيجي

مسلح من تنظيم «داعش» يقف عند نقطة تفتيش على طريق قرب بيجي أمس (إ.ب.أ)
مسلح من تنظيم «داعش» يقف عند نقطة تفتيش على طريق قرب بيجي أمس (إ.ب.أ)
TT

644 دولارا لمن يحارب في المناطق الساخنة.. واستدعاء ضباط للخدمة الفعلية

مسلح من تنظيم «داعش» يقف عند نقطة تفتيش على طريق قرب بيجي أمس (إ.ب.أ)
مسلح من تنظيم «داعش» يقف عند نقطة تفتيش على طريق قرب بيجي أمس (إ.ب.أ)

أمر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي تخوض بلاده معارك ضارية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، أمس، بنقل الضباط المحالين إلى دائرة المحاربين إلى الوحدات العسكرية.
وأوضح بيان صادر عن المالكي قوله: «ينقل الضباط من رتبة عميد فما دون، من آمرية مديرية المحاربين، إلى الوحدات، بحسب صنوفهم واختصاصاتهم، على أن يجري تقييم أدائهم لمدة ثلاثة أشهر من قبل آمريهم». وتضم مديرية المحاربين الضباط القدامى الذين لا يتولون مهام قتالية في الجيش.
من ناحية ثانية، قال التلفزيون الحكومي العراقي إن المالكي أعلن أن المتطوعين الذين يقاتلون في «المناطق الساخنة» إلى جانب قوات الأمن سيحصلون على 750 ألف دينار (644 دولارا) شهريا. وأضاف البيان أن المتطوعين غير المقاتلين سيحصلون على 500 ألف دينار (450 دولارا). وسيحصل جميع المتطوعين على بدل للوجبات قدره 120 ألف دينار (107 دولارات) شهريا.
ميدانيا، تواصلت المعارك، أمس، لليوم الثالث على التوالي، في قضاء تلعفر الاستراتيجي شمال العراق، بينما فرضت القوات العراقية سيطرتها الكاملة على مصفاة بيجي بعد تعرضها لهجمات مسلحين.
وقال قائمقام قضاء تلعفر عبد العال عباس (380 كلم شمال بغداد) الواقع في محافظة نينوى في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية إن «القوات العراقية تواصل عملياتها ضد المسلحين، وقد تلقت تعزيزات جديدة لمواصلة القتال». وأكد شهود عيان من أهالي القضاء أن معارك متواصلة تدور بين القوات العراقية ومسلحي «داعش» وتنظيمات أخرى. ويقع قضاء تلعفر، وهو أكبر أقضية العراق من حيث المساحة الجغرافية، في منطقة استراتيجية قريبة من الحدود مع سوريا وتركيا، ويبلغ عدد سكانه نحو 425 ألف نسمة معظمهم من التركمان الشيعة. وكان متحدث عسكري عراقي أعلن، أول من أمس (الأربعاء)، أن القوات العراقية وضعت خطة تنص على الانتهاء من تحرير تلعفر من قبضة المسلحين «في غضون الساعات المقبلة».
من جهة أخرى، أعلنت السلطات في بغداد أن القوات العراقية تفرض سيطرتها الكاملة على مصفاة بيجي بعد تعرضها لهجمات مسلحين خلال اليومين الماضيين.
وقال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا في مؤتمر صحافي إن القوات الحكومية تفرض سيطرتها الكاملة على المصفاة الأكبر في البلاد، الواقعة على بعد 200 كلم شمال بغداد. وذكر موظف في الشركة أن مسلحين هاجموا المصفاة على مدى اليومين الماضيين انسحبوا من مواقعهم اليوم، تحت «ضربات جوية»، وبعدما تصدت القوات العراقية لهجماتهم. بدوره، أكد مصدر من داخل المصفاة أن «القوات العراقية موجودة داخل المصفاة، وتفرض سيطرتها على المصفى بشكل كامل». وتقع مصفاة بيجي قرب مدينة تكريت (160 كلم شمال بغداد)، مركز محافظة صلاح الدين، التي يسيطر عليها المسلحون منذ نحو أسبوع، حين شنوا هجوما كبيرا في شمال البلاد تمكنوا خلاله من السيطرة على مناطق واسعة. وتزود مصفاة بيجي معظم المحافظات العراقية بالمنتجات النفطية، وتقدر طاقتها الإنتاجية بنحو 600 ألف برميل يوميا.
في غضون ذلك، قُتل أربعة وأصيب سبعة من عناصر القوات الكردية البيشمركة خلال الساعات الماضية في كركوك. وقال مصدر أمني إن «أربعة من عناصر البيشمركة، بينهم ضابط برتبة رائد، قُتلوا خلال اشتباكات مع مسلحين على طريق رئيس جنوب مدينة كركوك» (240 كلم شمال بغداد). وأضاف: «أصيب سبعة من البيشمركة بانفجار عبوة ناسفة استهدف دوريتهم في ساعة متأخرة من ليلة أمس (الأربعاء) على طريق رئيس إلى الغرب من كركوك».
وأكد طبيب في مستشفى كركوك حصيلة الضحايا. وتنفذ قوات عراقية إلى جانب البيشمركة عمليات ضد المسلحين.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.