المحيسن خريج جامعة ييل يعزف العود لزوار معرض {مسك}

لم يخطر على بال محمد المحيسن الشاب السعودي ذو الـ28 ربيعاً، أن القدر سيضعه في يوم من الأيام خارج طموحات عائلته السعودية ذي الاهتمامات التجارية، إذ إن تخصصات المال والأعمال، أو الهندسة والمالية، هي الأبرز والأكثر بين أبناء أسرته إلا أن محمد اختار أن يشق طريقه بعيداً عن هذا العالم، حتى لو كلفه الأمر الدراسة على حسابه الشخصي.
فعلى أنغام الوتر الشرقي، وآلة العود الموسيقية عزف المحيسن عدة مقطوعات فنية، صاحبت معرض معهد مسك للفنون الدولي في واشنطن، متنقلاً ما بين أنغام «وطني الحبيب»، و«أراك عصي الدمع»، التي استهوت الزوار.
إلا أن المحيسن يحمل قصة مختلفة عن بقية القصص الأخرى التي احتواها المعرض، فهو تخرج من جامعة ييل العريقة ذات المرتبة الثالثة في قائمة الجامعات الأميركية، وبماجستير فنون بمرتبة الامتياز. «ادرس ما تحب واعمل فيما تحب»، بهذه الفلسفة اختصر محمد المحسين تجربته في مرحلة الماجستير. يقول إن والده وعائلته كانوا يريدون منه دراسة المال والأعمال، أو الهندسة المعمارية، إلا أن رغبته الجامحة والطموحة صنعت منه شخصاً آخر، عنيداً بعض الأحيان من أجل شغفه وحبه للفن والموسيقى، متجهاً إلى دراسة الفن الرقمي في مرحلة البكالوريوس من جامعة ولاية أوريغون، ثم التحق بعد ذلك بجامعة ييل لدراسة الماجستير في الفنون، وعلى حسابه الخاص. ويضيف المحيسن خلال حديثه لـ«لشرق الأوسط»: «اتخذت قرار الدراسة بنفسي مغادراً أرض الوطن مدة عشرة أعوام من أجل تحقيق حلمي، واستطعت اليوم أن أحصل على شهادة الماجستير بنفسي، وكل ذلك من أجل أن أحقق ما أرغب به وأطمح إليه، مهما كلف الأمر، واليوم أشارك في أهم المعارض الفنية الدولية، أبرز من خلال مشاركتي بآلة العود الثقافة السعودية، والشرقية العربية للمجتمع الأميركي، هذا أمر لم أتوقعه يوماً من الأيام إلا أنني سعيد جداً بما وصلت إليه، وما تهتم به بلدي حالياً».
ويؤكد أن لغة الفنون والنهج الثقافي الحديث والمعاصر الذي تنتهجه القيادة السعودية حالياً سيجني ثماره المجتمع السعودي في المستقبل القريب، وهذا التنوع الذي يحظى به الشعب السعودي، يجد بلا شك ترحيبا دوليا كبيرا بين كل الشعوب، مضيفاً: «مسك للفنون تضع اللمسات الأولى لهذا الطموح الشبابي، وحتماً سنجني ثماره».