اتفاقية بين البحرين والأمم المتحدة لتطوير العمل في المجال الحقوقي

تهتم بتطوير وحدة تحقيق خاصة في مجال مخالفات رجال تنفيذ القانون

اتفاقية بين البحرين والأمم المتحدة لتطوير العمل في المجال الحقوقي
TT

اتفاقية بين البحرين والأمم المتحدة لتطوير العمل في المجال الحقوقي

اتفاقية بين البحرين والأمم المتحدة لتطوير العمل في المجال الحقوقي

وقعت البحرين أمس مع الأمم المتحدة، اتفاقية تعاون مشترك للاستفادة من خبرات المنظمة الدولية في المجال الحقوقي، تنفيذا لتوصية {لجنة بسيوني المستقلة}، التي نصت على وضع آلية مستقلة ومحايدة لمساءلة مسؤولين حكوميين وقيادات مدنية وعسكرية، خالفوا القانون.
ووقع الدكتور علي بن فضل البوعينين النائب العام مع بيتر جرومان المنسق والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مقر النيابة العامة في المنامة، اتفاقية التعاون المشترك بين الجانبين. وقال الدكتور علي البوعينين لـ{الشرق الأوسط} إن {وحدة التحقيق الخاصة الجديدة معنية بجميع الجرائم التي تقع من قبل رجال إنفاذ القانون سواء أدت إلى الوفاة أو التعذيب أو إساءة المعاملة}، وأضاف أنه {جرى التحقيق مع عدد من رجال الشرطة وأحيلت قضايا بتهم التعذيب وقضايا قتل وقضايا إساءة معاملة إلى المحاكم وصدرت فيها أحكام قضائية}.
وعد النائب العام البحريني الاتفاقية الموقعة مع الأمم المتحدة، {إطارا يمكن من خلاله تطوير عمل هذه الوحدة الخاصة، والنيابة العامة بشكل عام في التعامل مع مثل هذه القضايا والاستفادة من خبراء الأمم المتحدة من ناحية الاستشارات القانونية والدورات التدريبية».
ووصف الاتفاقية بأنها تهدف إلى الاستفادة من خبرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في المجال الحقوقي، وتمثل مشروع بناء قدرات وحدة التحقيق الخاصة المستقلة، المنشأة وفقا لتوصية اللجنة البحرينية المستقلة التي حققت في الأحداث التي شهدتها البحرين من 14 فبراير (شباط) وحتى 16 مارس (آذار) والمعروفة باسم لجنة بسيوني.
وكانت اللجنة أوصت بضرورة وضع آلية مستقلة ومحايدة لمساءلة المسؤولين الحكوميين الذين ارتكبوا أعمالا مخالفة للقانون أو تسببوا بإهمالهم في حالات القتل والتعذيب وسوء معاملة المدنيين، واتخاذ إجراءات قانونية وتأديبية ضد هؤلاء الأشخاص بمن فيهم ذوو المناصب القيادية، مدنيين كانوا أم عسكريين، الذين يثبت انطباق مبدأ {مسؤولية القيادة} عليهم وفقا للمعايير الدولية.
وتهدف الاتفاقية إلى تطوير وتحسين قدرة وحدة التحقيق الخاصة للقيام بدورها المنوط بها في حماية الحقوق الشخصية والتحقيق فيما قد يتعرض له الأشخاص من معاملة مهينة أو ماسة بالكرامة بطريقة فعالة وفقا للمعايير الدولية، وبهدف الوصول إلى أعلى درجات الكفاءة والعدالة والشفافية.
وتستعين اللجنة بالخبراء الدوليين في مجال حقوق الإنسان للإشراف الدوري على الوحدة وتقديم الدعم اللازم لها من ناحية المشورة الفنية وفقا لأحدث أساليب التحقيق الدولية المعتمدة على البروتوكولات الدولية في مجال مناهضة التعذيب، والمعايير الدولية للمحاكمة العادلة، التي تكفل كيفية الاستفادة من الأدلة المادية والفنية، وتوثيق أقوال الشهود بأحدث الطرق والعمل على حمايتهم، وتعزيز نظم المعلومات والاتصالات الخارجية، وتأسيس نظام إدارة القضايا، وعقد ورش العمل التدريبية على منهجية التحقيق والمقاضاة بمعرفة خبراء دوليين. وشكر النائب العام القائمين على البرنامج على الدعم المستمر، وقال إن إعلاء قيمة الإنسان من أوليات اهتمام المجتمع الإنساني الحديث، كما أكد على صون وحماية كافة الحقوق اللصيقة بالإنسان هي واجب على كل مجتمع مدني حديث، وهو ما تسعى النيابة العامة إلى تحقيقه دوما.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.