غريفيث التقى هادي وتعهد إطلاق مفاوضات شاملة

الرئيس اليمني جدد اتهامه لميليشيات الحوثي بتنفيذ أجندة إيرانية

هادي لدى لقائه مع مبعوث الأمم المتحدة الجديد مارتن غريفيث (سبأ)
هادي لدى لقائه مع مبعوث الأمم المتحدة الجديد مارتن غريفيث (سبأ)
TT

غريفيث التقى هادي وتعهد إطلاق مفاوضات شاملة

هادي لدى لقائه مع مبعوث الأمم المتحدة الجديد مارتن غريفيث (سبأ)
هادي لدى لقائه مع مبعوث الأمم المتحدة الجديد مارتن غريفيث (سبأ)

بدأ مبعوث الأمم المتحدة الجديد إلى اليمن مارتن غريفيث، أمس، أولى الخطوات العملية في مهمته المحفوفة بالصعاب لتحقيق السلام في اليمن من خلال لقائه قيادة الشرعية اليمنية الموجودة في الرياض، وذلك غداة إصداره بيانا، وعد فيه بإطلاق عملية سياسية شاملة، تبدأ من حيث انتهت المفاوضات التي قادها سلفه الموريتاني ولد الشيخ.
وجدد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في اللقاء، الذي حضره نائبه علي محسن الأحمر، ورئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر، ووزير الخارجية عبد الملك المخلافي، اتهام ميليشيا الانقلاب الحوثي، بأنها تنفذ أجندة إيران لزعزعة أمن واستقرار اليمن ودول الجوار، مؤكدا أنها جماعة تنكث بوعودها ولا تحترم المجتمع الدولي.
وأكد هادي أن الشرعية في اليمن ملتزمة بدعم جهود المبعوث الأممي غريفيث، وقال: «سنظل دوما دعاة سلام كتأكيد صادق على نهجنا وانطلاقا من مسؤولياتنا الوطنية والأخلاقية تجاه وطننا وشعبنا نحو السلام الذي ننشده، وقدمنا من أجله التضحيات والتنازلات تباعا في جميع محطات الحوار والسلام المختلفة التي قوبلت دوما بالتشدد والرفض من قبل الميليشيا الانقلابية التي لا تكترث لمعاناة شعبنا في مواصلة لتنفيذ رغباتها وأجندتها الدخيلة».
وأطلع الرئيس اليمني المبعوث الجديد على تعنت الميليشيات الحوثية خلال جولات التفاوض السابقة في سويسرا والكويت، وقال إن «الانقلابيين الذين لا يوفون بوعود أو عهود أو لا يكترثون بالمجتمع الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومرجعيات السلام ذات الصلة المتمثّلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني والقرارات الأممية وفي مقدمتها القرار 2216».
واستعرضت الشرعية في اللقاء واقع اليمن منذ انقلاب الميليشيات الحوثية الإيرانية على التوافق والسلام في اليمن، وجدد الرئيس هادي اتهام الجماعة بأنها تنفذ مخططات وأجندة إيران المعادية لليمن والمستهدفة لدول الجوار، لافتا إلى خلفه ذلك من معاناة إنسانية وحصار للمدن وعبث بمقدرات بلاده في المجالات كافة.
وغداة أول لقاء للمبعوث الأممي الجديد، كان أصدر بيانا رسميا اطلعت عليه «الشرق الأوسط» تعهد فيه بإطلاق عملية سياسية شاملة بين الأطراف اليمنية بالاستناد إلى المرجعيات الثلاث المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن «2216».
وأكد السياسي البريطاني المخضرم، أنه ينظر إلى توليه منصبه الجديد «بجدية بالغة»، وقال إن «الصراع في اليمن أفضى إلى واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية خطورة في التاريخ الحديث، إذ تآكلت مؤسسات الدولة بشدة وما برحت البلاد مستمرة في التمزق بوتيرة مثيرة للقلق».
وأضاف أن «المدنيين يتحملون العبء الأكبر جّراء هذا الصراع وأضحوا ضحايا للعديد من انتهاكات حقوق الإنسان»، مؤكدا أنه «لا يمكن العثور على حلّ عسكري في اليمن».
وتابع غريفيث في بيانه: «أعد الشعب اليمني بأنني سوف أعمل بجد لتيسير عملية سياسية شاملة على أساس مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية تنفيذها، ومؤتمر الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن 2216، وسأرتكز على التقدم الذي تم إحرازه خلال جولات المفاوضات السابقة من أجل خدمة مصالح الشعب اليمني».
ودعا المبعوث الأممي إلى اليمن الأطراف إلى تقديم التنازلات، وقال إن «أي عملية سياسية ذات مصداقية تتطلب أن يتمتع جميع الأطراف بالمرونة اللازمة، وتقدم تنازلات صعبة، وأن تضع المصلحة الوطنية في الصدارة من أجل الشعب اليمني».
وأكد غريفيث أنه يتطلع «إلى العمل مع الحكومة اليمنية والانخراط مع جميع أصحاب المصلحة من دون استثناء». وأضاف: «علينا أن نعمل معا لإنهاء هذا الصراع الدموي الذي طال أمده».
وكان المبعوث الأممي وصل إلى عمان حيث مقر فريقه الأممي، قبل أن يصل الرياض للقاء قادة الشرعية اليمنية، ومن المتوقع أن يجري زيارات لعواصم خليجية أخرى، قبل أن يلتقي قادة ميليشيا الانقلاب الحوثي في صنعاء.
وتعليقا على ما جاء في بيانه الأول، كانت الحكومة اليمنية قالت في تصريح على لسان وزير الخارجية المخلافي، إنها «ترحب ببدء المبعوث الجديد لعمله، وتؤكد دعمها له كما دعمت سلفه من أجل استعادة الدولة والسلام في اليمن».
وأشار المخلافي إلى أن «المبعوث السابق إسماعيل ولد الشيخ قدم كثيرا من الجهد من أجل تحقيق السلام في اليمن». وقال: «من المؤسف أنه غادر منصبه قبل أن تثمر هذه الجهود».
ويذكر في هذا السياق، أن ولد الشيخ كشف في آخر إحاطة قدمها الشهر الماضي إلى مجلس الأمن عن أن ممثلي ميليشيا الحوثي رفضوا التوقيع في آخر لحظة خلال مفاوضات الكويت في 2016 على اتفاق للسلام.
وكانت الجماعة الانقلابية رفضت خلال العام الماضي التعاطي مع جهود المبعوث الموريتاني، واتهمته بالانحياز، كما رفضت استقباله مجددا في صنعاء، في حين كان موكبه تعرض لإطلاق نار في زيارته الأخيرة، وهو ما تم تفسيره بأنها محاولة فاشلة لاغتياله.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.