نقابات المغرب ترفض خطة لإصلاح أنظمة التقاعد المشرفة على الإفلاس

بدعوى أنها تأتي على حساب الموظفين

نقابات المغرب ترفض خطة لإصلاح أنظمة التقاعد المشرفة على الإفلاس
TT

نقابات المغرب ترفض خطة لإصلاح أنظمة التقاعد المشرفة على الإفلاس

نقابات المغرب ترفض خطة لإصلاح أنظمة التقاعد المشرفة على الإفلاس

رفضت النقابات الكبرى في المغرب مقترحات الحكومة التي يقودها الإسلاميون، بخصوص إصلاح أنظمة التقاعد المشرفة على الإفلاس، بحجة أنها {تأتي على حساب الموظفين}، في انتظار تقديم مقترحات مضادة في غضون شهر.
وقال الميلودي مخاريق، الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، النقابة الأوسع تمثيلا في المغرب، مساء أمس، في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية {تقدم رئيس الحكومة باقتراحات لإصلاح الصندوق المغربي للتقاعد (أكبر صندوق لموظفي الدولة)، الذي يعرف أزمة مالية، لكننا رفضناها جملة وتفصيلا}.
وإضافة إلى {الصندوق المغربي للتقاعد}، الذي ناقشت الحكومة إصلاحه مع النقابات، يتوجب على الحكومة إصلاح {النظام الجماعي لمنح رواتب التقاعد}، الخاص بموظفي المجالس البلدية، و{الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي} لموظفي القطاع الخاص، إضافة إلى نظام تكميلي يحمل اسم {الصندوق المهني المغربي للتقاعد}.
وبحسب مخاريق، فإن مقترح رئيس الحكومة الخاص بإصلاح {صندوق التقاعد} يتمثل في الرفع من سن الإحالة على التقاعد على مرحلتين، من 60 سنة إلى 62 سنة بحلول 2016، ثم إلى 65 سنة بحلول 2021، إضافة إلى زيادة مساهمة الموظفين في الصندوق من 20 في المائة إلى 28 في المائة دفعة واحدة، ثم مراجعة طريقة احتساب الأجور، باعتماد معدل الأجر خلال السنوات العشر الأخيرة، قبل الإحالة على التقاعد، بدل احتساب آخر أجر.
ويعاني الصندوق المغربي للتقاعد من دين يناهز 629 مليار درهم (56 مليار يورو)، يهدده بنفاد احتياطاته مع مطلع سنة 2021، حيث سيستمر الانخفاض المتواصل للعامل الديموغرافي، حسب الحكومة، من أربعة مساهمين لكل متقاعد سنة 2007 إلى مساهمين اثنين سنة 2016، ثم إلى 1,45 مساهم في أفق سنة 2040.
وبحسب تقرير صادر عن المجلس الأعلى للحسابات، الذي يعد بمثابة جهاز لمراقبة شفافية مصاريف الدولة، فإن العجز المالي لمجمل الصناديق الأربعة الخاصة بالتقاعد في المغرب، وصل سنة 2011 إلى 813 مليار درهم، أي ما يفوق 72 مليار يورو.
وتتفق الاتحادات العمالية الثلاثة على ضرورة إصلاح أنظمة التقاعد، لكنها متشبثة بمبدأ ألا يكون هذا الإصلاح على حساب الموظفين والطبقة العاملة.
وبالنسبة لمخاريق، فإن الإصلاح الذي تقترحه الحكومة يأتي على حساب الموظفين لأن الدولة كمشغل {لم تدفع مستحقاتها إلى صناديق التقاعد منذ سنة 1960، وهذا يعني أنها تدين له بمليارات وتريد أن تخرجها من جيب الموظفين، من منطق الإصلاح وسد العجز}.
وتقترح النقابات على الحكومة أن {يكون الرفع من سن التقاعد اختياريا وليس إجباريا}، كما تقول إن {الزيادة في الاشتراكات إذا كانت ضرورية، يجب على الدولة، في هذه الحالة، أن تدفع الثلثين، بينما يدفع العمال الثلث}، أما احتساب المعاش بطريقة جديدة {فمرفوض تماما، لأنه سيؤدي إلى خفض الأجر النهائي ما بين 20 في المائة و40 في المائة}.
ومن المنتظر، حسب مخاريق، أن تقدم النقابات هذه المقترحات، والتفاصيل المتعلقة بها، خلال شهر، ليجري التفاوض حولها من جديد مع الحكومة ورجال الأعمال.
ولا يتجاوز عدد المساهمين في أنظمة التقاعد المغربية 30 في المائة، حيث أفادت دراسة للمندوبية السامية للتخطيط (بمثابة وزارة) أنه للحد من عجز تلك الصناديق، {تجب إلزامية المساهمة في أنظمة التقاعد لمختلف العاملين لتصل إلى 86,8 في المائة بحلول 2050».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.