الكرملين يرفض دعوات أوروبية لإثبات براءته في قضية سكريبال

عالم روسي يؤكد مشاركته في برنامج «نوفيتشوك» رغم نفي موسكو

إحدى السيارات التي حملت الدبلوماسيين وعائلاتهم لدى مغادرتهم مبنى السفارة الروسية في لندن أمس (أ.ب)
إحدى السيارات التي حملت الدبلوماسيين وعائلاتهم لدى مغادرتهم مبنى السفارة الروسية في لندن أمس (أ.ب)
TT

الكرملين يرفض دعوات أوروبية لإثبات براءته في قضية سكريبال

إحدى السيارات التي حملت الدبلوماسيين وعائلاتهم لدى مغادرتهم مبنى السفارة الروسية في لندن أمس (أ.ب)
إحدى السيارات التي حملت الدبلوماسيين وعائلاتهم لدى مغادرتهم مبنى السفارة الروسية في لندن أمس (أ.ب)

رفض الكرملين دعوات أوروبية لموسكو لإثبات براءتها في قضية تسميم عميل الاستخبارات السابق سيرغي سكريبال وابنته، ورأى أن «على بريطانيا أن تقدم أدلة على صحة مزاعمها». وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أن روسيا «لن تعمل على تقديم إثباتات على عدم وجود صلة لها» و«لا يتوجب على روسيا شيء أصلاً لأن لندن هي المطالَبة بتقديم أدلة تثبت مزاعمها». وجاء حديث بيسكوف تعقيباً على تصريح المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قالت فيه «إن على روسيا إظهار عدم وجود صلة لها بتسميم الجاسوس السابق سيرغي سكريبال».
ودعا رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، أمس (الثلاثاء)، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى «إعادة» التعاون من أجل «أمن القارة» الأوروبية، وذلك في برقية تهنئة وجهها إليه بمناسبة إعادة انتخابه لولاية رابعة. وكتب يونكر: «لقد أكدت على الدوام أن علاقات إيجابية بين الاتحاد الأوروبي وروسيا الاتحادية هي ضرورية من أجل أمن قارتنا. وهدفنا المشترك يجب أن يكون إعادة العمل بنظام أمني أوروبي».
ولفت بيسكوف إلى أنه «طبعاً، من المفروض أن تقدم بريطانيا ما يثبت موقفها. دعونا نبدي قدراً من التعقل وننتظر أولاً أن تقدم بريطانيا أدلة تثبت صحة التصريحات التي صدرت عن لندن على أعلى المستويات، وتستند إلى أي أساس واقعي. بدهيات القانون تفترض هذه الضرورة». وجدد تأكيد أن «لا علاقة لروسيا بالحدث». وزاد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «أكد مراراً عدم صحة الادعاءات التي تتهمنا». لافتاً إلى أن روسيا «لا تمتلك أي احتياطي من الأسلحة الكيماوية بأي شكل من الأشكال، وسبق لها أن أتلفت هذه الأسلحة بما في ذلك تحت رقابة دولية وبصورة تؤمِّن التزامها الصارم بتعهداتها الدولية نصاً وروحاً». وتساءل بيسكوف: «على ضوء ذلك، هل يمكن تقديم مزيد من الإثباتات؟».
في غضون ذلك، رأى نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أن بريطانيا تسعى لاستغلال منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لدعم اتهاماتها لروسيا. وأشار إلى أن لندن لم تقدم أي معلومات لموسكو متعلقة بقضية سكريبال، وترفض وصول موظفي القنصلية الروسية إلى المواطنة الروسية يوليا سكريبال. وفي اتهام مبطن قال ريابكوف إن بريطانيا «كي تتمكن من تحديد نوع المادة الكيماوية المستخدمة لا بد أنها تمتلك نماذج من هذه المادة، وتصريحات تشيكيا والسويد بعدم وجود المادة السامة (نوفيتشوك) لديهما لا تنفي واقع أنهما تملكان إمكانيات لصناعة هذه المادة». وكانت موسكو قد صعّدت من لهجتها حيال بريطانيا خلال اليومين الماضيين، وقال الكرملين إنه على لندن أن تقدم أدلة واضحة أو أن تعتذر لروسيا، وزاد أن روسيا لا يمكن أن تغفر توجيه اتهامات بهذه الطريقة ضدها.
واعتبر المندوب الروسي لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيجوف، أمس، أن قضية تسميم سكريبال قد تكون متعمَّدة من جانب الأجهزة البريطانية، كونها تُظهر سعي الحكومة البريطانية لإلهاء المجتمع عن بعض القضايا الخارجية، خصوصاً المفاوضات البريطانية الصعبة مع الاتحاد الأوروبي حول «بريكست». وأضاف: «إنْ تحدثنا عن الدوافع التي تقف وراء تصرفات بريطانيا، فأي مراقب مستقل يرى أن هذا الوضع أكثر من غريب وفيه تناقضات كثيرة للغاية».
مشيراً إلى أن حكومة المحافظين لم تستطع الحصول على تأييد الأغلبية في الانتخابات الأخيرة، كما لم تستطع توفير النتائج المنشودة من «بريكست» التي ينتظرها المجتمع البريطاني، مشدداً على أن شعارات الحكومة البريطانية حول «بريكست» تبقى خالية من بعض المحتويات. واتهم الدبلوماسي الروسي الغرب بمحاولة تصدير أزماته عبر تصاعد الاتهامات ضد روسيا. وقال مسؤولون روس إن مزاعم التسميم جزء من مخطط غربي لإثارة المشاعر المعادية لروسيا قبل الانتخابات الرئاسية التي جرت في نهاية الأسبوع الماضي، أو نهائيات كأس العالم التي تستضيفها روسيا.
من جانب آخر أكد عالم روسي، أمس (الثلاثاء)، لوكالة الأنباء الروسية «ريا نوفوستي» أنه عمل في برنامج «نوفيتشوك» الكيميائي الذي يشتبه باستخدامه في تسميم سكريبال، فيما يبدو أنه تناقض مع الموقف الرسمي لموسكو التي نفت تطويره. وقال ليونيد رينك في مقابلة مع «ريا نوفوستي» إنه شارك في البرنامج المدعوم من الحكومة حتى مطلع تسعينات القرن الماضي، مضيفاً أنه لو كانت موسكو ضالعة في التسميم لكان الجاسوس السابق وابنته في عداد الأموات.
وكان نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، قد أعلن الأسبوع الماضي أن موسكو لم يكن لديها أي برامج لتطوير أسلحة كيميائية. وقال: «أريد أن أقول بكل يقين ممكن إنه لا الاتحاد السوفياتي ولا روسيا كان لديهما برامج لتطوير عنصر سام باسم (نوفيتشوك)».
وأكدت وزارة الخارجية لوكالة الصحافة الفرنسية أمس، أنها لا تزال على موقفها.
وتقول لندن وحلفاؤها إن روسيا تقف وراء محاولة القتل في مدينة سالزبوري الإنجليزية، بينما تنفي موسكو أي ضلوع لها. وأوضح رينك أن «(نوفيتشوك) ليس مادة. إنه نظام متكامل لأسلحة كيميائية». وكانت الوكالة قد عرفته بأنه أحد مصممي البرنامج. وأضاف: «لا يزالان على قيد الحياة. وهذا يعني إما إنه ليس نظام (نوفيتشوك) وإما أنه تم إعداده بشكل خاطئ واستُخدم دون عناية». وتابع: «أو فوراً بعد استخدامه، استخدم الإنجليز مضاداً سمياً، وفي هذه الحالة عليهم أن يعلموا نوع السم المستخدم بالتحديد». وقال رينك إنه عمل في مختبر حكومي في بلدة شيخان المعزولة مدة 27 سنة، حيث كان تطوير «نوفيتشوك» موضوع أطروحة الدكتوراه التي كان يعدها. وأضاف: «عدد كبير من الخبراء في شيخان وموسكو عملوا على (نوفيتشوك)».

23 دبلوماسياً روسياً يغادرون لندن مع عائلاتهم
وصف ألكسندر ياكوفينكو السفير الروسي في لندن، طرد 40% من طاقم سفارته بأنه حملة مناهضة لروسيا، بعد أن غادر أمس 80 شخصاً روسياً بعد انتهاء المدة التي حددتها رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، الأربعاء الماضي، لـ23 دبلوماسياً لمغادرة الأراضي البريطانية. كانت 3 حافلات تحمل أرقاماً دبلوماسية قد غادرت، أمس، مبنى السفارة الروسية في وسط لندن وفيها دبلوماسيون وعائلاتهم عائدون إلى بلادهم.
وقال مصور «رويترز» في الموقع، إن العاملين بالسفارة لوّحوا لزملائهم المغادرين وأسرهم بينما كانت الحافلات تبتعد.
وبعد أول استخدام هجومي لغاز الأعصاب على أراضٍ أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية أعلنت ماي، الأربعاء الماضي، في البرلمان عن طرد هؤلاء الدبلوماسيين كإجراء من بين عدة إجراءات عقابية قررت الحكومة البريطانية اتخاذها ضد روسيا لاتهامها بالوقوف وراء تسميم سكريبال وابنته في بريطانيا. وتتهم لندن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه مدبر مباشر لهذا الهجوم، وكرر وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، أمس، هذه الاتهامات في إحدى المقابلات. وذكر جونسون أن هناك أدلة تفيد بأن روسيا أنتجت وخزنت هذا الغاز السام خلال السنوات الماضية، وفي المقابل ينفي الكرملين هذه الاتهامات بشدة، مشيراً إلى أن هذه المادة يمكن أن يتم إنتاجها في بريطانيا ودول أخرى.



حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.