مؤسسة الشارقة للفنون تختتم «لقاء مارس»

شهدت أنشطة متنوعة على مدار ثلاثة أيام

من جلسات اللقاء
من جلسات اللقاء
TT

مؤسسة الشارقة للفنون تختتم «لقاء مارس»

من جلسات اللقاء
من جلسات اللقاء

اختتمت مؤسسة الشارقة للفنون، الاثنين الماضي، فعاليات الدورة الحادية عشرة من لقاء مارس السنوي، التي شهدت على مدار ثلاثة أيام عدداً من الحوارات والجلسات النقاشية وعروض الأداء، شارك فيها كوكبة من الفنانين والباحثين في الشأن الفني والثقافي، للنظر على نحو جماعي في الثيمات التي طرحها اللقاء.
عقد اللقاء تحت عنوان «تدابير مجدية» عبر مجموعة من الجلسات، تمحورت حول إمكانية تخطي معوقات الإنتاج في الممارسة الفنية، والعمل خارج نظم الإنتاج الرسمية مثل الغاليريهات والمتاحف، إضافة لتناولها أثر الكوارث الطبيعية والسدود كأحد معوقات عملية الإنتاج.
بينما ركزت جلسات اليوم الثاني على موضوعات ذات صلة بالسينما وإنتاج الأفلام، في تتبع لتطور السينما المستقلة ومنصات عرض الأفلام، ودعم وإنتاج الأفلام الوثائقية والتجريبية، كما ناقشت الجلسات مفهوم السينما الثقافية، والفضاءات السينمائية التاريخية وعلاقتها بتطوير نتاج صُناع الأفلام.
كما تناول اللقاء في يومه الثالث محاور متعلقة بتوظيف الفن كوسيط للبنى التحتية، وتطرقت الجلسات إلى موضوعات عن الممارسات المعمارية والتنمية الحضرية وناقشت أثر مشاريع الاستدامة والتأهيل على تشكيل المجتمعات المحلية والمدن. كما ركزت بعض الجلسات على تأثير الأوضاع الاجتماعية والسياسية على عملية الإنتاج الموسيقي. وتطرقت جلسات أخرى إلى موضوعات حول كيفية تكوين لغة من جزيئات النصوص والكلام والرسوم.
وترافقت هذه الجلسات بتقديم عدد من عروض الأداء المميزة، فقدمت الفنانة كلوديا بيجز عرض أداء قرائي بعنوان «إشكال لغوي»، استخدمت خلاله موسيقى غربية متنوعة كخلفية لقراءة المؤديين، وقدم العرض بالتعاون مع الموسيقي أليكس كلافيرا والمؤديين أمين مطوّع ونويلا كوفيلو، وركزت فيه على اللغة وعنصر التشارك الجماعي.
وذكرت ريم شديد نائب مدير مؤسسة الشارقة للفنون وقيّمة اللقاء أنه «شهد خلال أيامه الثلاثة زخماً كبيراً في الحضور، وثراءً في طروحات المشاركين التي أضاءت جوانب عديدة من ثيمة اللقاء، وتضمّنت سرديات تحليلية حول سبل تفعيل الإنتاج الثقافي وتلمس الآليّات المجدية في التعامل مع الإشكالات والأزمات المستعصية في ظروف أو أماكن مختلفة».
كما شهدت ساحة الخط العربي حضوراً لافتاً في العرض الموسيقي المسرحي الذي قدمه الفنان وائل شوقي بعنوان «أغنية رولاند: النسخة العربية»، وقد شارك فيه 20 موسيقياً من دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة البحرين، حيث قدموا العرض باللغة العربية مستخدمين نمط «الفجري» الغنائي، وهو نمط تراثي مرتبط بغواصي اللؤلؤ في الخليج العربي، وقد تنوع أسلوب الغناء ما بين الغناء المنفرد لبعض المشاركين والغناء الكورالي في أغلب الوقت، كما صاحب العرض آلات إيقاعية ورقص مستوحى من الفنون البحرية. وجمع عرض أداء شوقي بين تقاليد الشعر السردي المتباينة والغنية، وهو يستند إلى عمل فرنسي أدبي هام من القرن الحادي عشر كُتِبَ في زمن شارلمان، يمجّد فيه عهد الإمبراطور وفتوحاته إلى جانب الحرب البطولية التي شنّها ابن أخيه رولاند ضد السراسين (وهو مصطلح استخدم لوصف المسلمين العرب).
وبالتزامن مع لقاء مارس 2018 تم افتتاح المعرض الفني «تدابير مجدية» الذي يتضمن مجموعة أعمال من مقتنيات مؤسسة الشارقة للفنون لفنانين عرب وأجانب.



أمل طالب... تجدّد مسيرتها مع «والله لنكيّف» على شاشة «الجديد»

مع أحد ضيوفها في «خلّي عينك عالجديد» (أمل طالب)
مع أحد ضيوفها في «خلّي عينك عالجديد» (أمل طالب)
TT

أمل طالب... تجدّد مسيرتها مع «والله لنكيّف» على شاشة «الجديد»

مع أحد ضيوفها في «خلّي عينك عالجديد» (أمل طالب)
مع أحد ضيوفها في «خلّي عينك عالجديد» (أمل طالب)

بعد طول انتظار، تُحقّق الممثلة الكوميدية أمل طالب أمنيتها، وتجدّد مسيرتها بعد افتراقها عن فريق هشام حداد لبرنامج «كتير هالقدّ» على شاشة «إم تي في» اللبنانية. وقبله كانت قد انطلقت مع الفريق نفسه في برنامج «لهون وبس» عبر محطة «إل بي سي آي». ومن خلال برنامجها الكوميدي الساخر «والله لنكيّف» على شاشة «نيو تي في» (الجديد)، تنطلق أمل طالب في مشوارها الخاص. وضمن 3 فقرات منوعة، تستضيف 3 شخصيات مشهورة، يتألف «والله لنكيّف».

تقدّم جديدها «والله لنكيّف» على شاشة «الجديد» (أمل طالب)

اختارت أمل طالب الشيف أنطوان الحاج ليشاركها تجربتها هذه، فيرافقها في تقديم البرنامج ضمن ثنائية تصفها بـ«خفيفة الظل». وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «لأول مرّة سأطرق باب النقد السياسي الكوميدي، وأقدم فقرات ترتكز على النقد والضحك في آن واحد. ضيوفي باقة من الممثلين والفنانين، إضافة إلى مؤثرين على (السوشيال ميديا)».

قدّمت أمل طالب لهذه النقلة التلفزيونية من خلال برنامج «خلّي عينك عالجديد» في آخر أيام 2024. فتقول: «التجربة كانت رائعة رغم صعوبتها. والمطلوب مني كان إحياء فقرات متتالية على مدى يوم كامل. أحاور ضيوفي وأتلقى اتصالات المشاهدين مباشرة على الهواء، وأقدم لهم الجوائز والهدايا».

لجوء شاشة «الجديد» للاستعانة بمواهب أمل طالب فاجأها. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «في رأيي، خاطرت المحطة عندما اختارتني لإحياء هذا اليوم الطويل. أعطتني فرصةً لم أتوقعها، لا سيما أني لا أملك خبرةً سابقةً في هذا المجال. التجربة صقلتني وزادت الثقة في نفسي. واكتشفتُ من خلالها مدى حبّ الناس للتقديم العفوي والطبيعي».

انفصالها عن فريقٍ عَمِلت معه لنحو 6 مواسم متتالية جرى بهدوء. وتوضح في سياق حديثها: «في الحقيقة لطالما ردّدت على مسامع الفريق أني أُفكّر بالانطلاق لوحدي. وكما في كلّ عامٍ جديد كنت أُعلِمهم بأنه آخر موسم أشارك فيه معهم. ولكن هذه السنة كان الأمر جدّياً، لا سيما أن (الجديد) تواصلت معي وأصرّت على هذا التعاون».

تقول إن انفصالها عن فريق حداد جرى بهدوء (أمل طالب)

لم يكن الانفصال عن عائلتها الفنية أمراً سهلاً كما تذكر. «هناك علاقة وطيدة تربطنا. وعندما انتقلنا جميعنا إلى (إم تي في) المحلية زادت هذه العلاقة صلابة».

وخلال تقديمها برنامجها في مناسبة عيد رأس السنة، شاءت أن تقدّم نموذجاً جديداً له، في نسخة خاصة بالعيد. ولاحظ المشاهد وجود عناصر فنّية تُشبه تلك التي يرتكز عليها هشام حداد في برنامجه. «تقصدين الفرقة الموسيقية؟ الفكرة كانت خاصة بهذا اليوم الطويل. ولا أعتقد أن الأمر أزعج حداد وفريقه. فالفِرق الموسيقية باتت عُنصراً موجوداً في برامج النقد السّاخر. لم أقم بأي أمر من تحت الطاولة، وكنت صريحة وواضحة. ودّعت الجميع عندما أخبرتهم بهذه النقلة. فالرِّزق على رب العالمين، ولا أحد يستطيع سحب بساط النجاح من تحت قدمَي أي شخص آخر. وأتمنى أن يبقى هذا الفريق سنداً داعماً لي».

بيد أن كلام أمل طالب قابله تعليقٌ مُبهمٌ من هشام حداد في اليوم التالي لعرضها الطويل. فقد نشر عبر خاصية «ستوري» على حسابه في «إنستغرام» تعليقاً يقول فيه: «حضرت شي هلّق... يا تعتيري شو هاي». وبقي معنى كلامه غامضاً مجهولَ الهدف.

يُعرض برنامج «والله لنكيّف» في الوقت الذهبي، أي بَعد نشرة الأخبار المسائية على شاشة «الجديد». «أتولّى مهمة كتابة نص الـ(ستاند أب كوميدي)، ويكون بمثابة الافتتاحية لكل حلقة التي تستغرق نحو 7 دقائق. ويساعدني في باقي فقرات البرنامج فريق إعداد خاص».

تقول أمل طالب إنها تعلّمت كثيراً من تجربتها مع فريق هشام حداد. «تزوّدتُ بخبرات جمة لفترة 6 مواسم متتالية. تعلّمتُ كيف ومتى أقول النكتة؟ وكيف أتحكّمُ بنَفَسي وأنا أتكلّم. وأدركت أن الجمهور هو مَن يصنع شهرة الفنان. وتميّزتُ عن غيري من المقدمين الكوميديين بأسلوبي. كنت أشاركهم قصصي الحقيقية بقالب ساخر ومضحك. فكل ما أتلوه عليهم هو من أرض الواقع. وشعرتُ في الفترة الأخيرة أنه بات عليّ البحث عن موضوعات أخرى. لقد استنفدتها جميعها، فقرّرت قلب صفحة والبدء بأخرى جديدة. لقائي مع الجمهور يخيفني، ويشعرني برهبة الموقف. أُعدّ نفسي اليوم أكثر نضجاً من السابق. وهذا الأمر يتبلور في أسلوبي وحبكة نصّي، وحتى في نبرة صوتي».

يوم طويل في آخر أيام عام 2024 زوّدها بالخبرة (أمل طالب)

اليوم صارت أمل طالب تُطلب بالاسم لتفتتح عرضاً لشخصية كوميدية معروفة. وفي هذا الإطار تنقّلت بين أكثر من بلد عربي وغربي؛ ومن بينها العراق وأربيل وفرنسا وأمستردام. كما ستُرافق باسم يوسف في أحد عروضه في مدينتَي هامبورغ الألمانية، وغوتنبرغ في السويد. وتطلّ مع الكوميدي نمر بونصار في حفل له في قطر.

أما في لبنان فقدّمت عرض «طالب بصيص أمل» على مسرح «بلاي بيروت». وهو من نوع «ستاند أب كوميدي»؛ تناولت فيه مواقف من حياتها بطريقة ساخرة، في حين شاركت ستيفاني غلبوني بعرض من النوع نفسه على مسرح «ديستركت 7» في بيروت.

حالياً تتوقّف أمل طالب عن المشاركة في أعمال درامية. وتوضح: «قرّرت أن أتفرّغ لبرنامجي التلفزيوني الجديد. ولدي عروض كثيرة خارج لبنان، فلا وقت للتمثيل الدرامي. أما أحدث ما نفّذتُه في هذا الإطار فهو عمل كوميدي أردني من المتوقع أن يُعرض في موسم رمضان».