عشرات القتلى والجرحى في هجمات متفرقة بالعراق

عناصر أمن عراقيون يعاينون حطام سيارة في موقع انفجار بكركوك أمس (رويترز)
عناصر أمن عراقيون يعاينون حطام سيارة في موقع انفجار بكركوك أمس (رويترز)
TT

عشرات القتلى والجرحى في هجمات متفرقة بالعراق

عناصر أمن عراقيون يعاينون حطام سيارة في موقع انفجار بكركوك أمس (رويترز)
عناصر أمن عراقيون يعاينون حطام سيارة في موقع انفجار بكركوك أمس (رويترز)

سقط أكثر من 60 عراقيا بين قتيل وجريح أمس في سلسلة هجمات، بينها تفجيران انتحاريان بسيارة مفخخة وحزام ناسف استهدفا مديرية الاستخبارات والمعلومات الوطنية في كركوك أعقبته اشتباكات مسلحة بين قوة من الشرطة ومسلحين حاولوا اقتحام مبنى المديرية.
وقال مصدر في الشرطة، إن «سيارة مفخخة يقودها انتحاري انفجرت بعد ظهر أمس عند مدخل مقر مديرية الاستخبارات والمعلومات الوطنية في كركوك وبعدها حاول انتحاري يرتدي حزاما ناسفا اقتحام المقر وفجر نفسه وسط مجموعة من عناصر الشرطة»، حسبما أفادت به وكالة «أسوشييتد برس». وبعدها اندلع قتال بين عناصر الشرطة ومسلحين ما أسفر عن سقوط أربعة قتلى وإصابة 46 شخصا آخرين بجروح.
من ناحية ثانية، ذكرت مصادر الشرطة العراقية أن ستة أشخاص قتلوا وأصيب 4 آخرون، أمس، في حوادث عنف متفرقة في مدينة الموصل (400كم شمالي بغداد). وقالت المصادر، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن «عبوة ناسفة انفجرت لدى مرور دورية للشرطة في منطقة الهرمات غربي الموصل ما أدى إلى مقتل اثنين من عناصر الشرطة». وأضافت المصادر أن «انفجار عبوة ناسفة لدى مرور دورية للشرطة في منطقة (تموز) غربي الموصل أسفر عن مقتل عنصرين من الشرطة وإصابة ثلاثة آخرين». وأوضحت أن مسلحين مجهولين فتحوا نيران أسلحتهم الخفيفة على مدني أثناء خروجه من منزله مع شقيقه في منطقة الحدباء شمالي الموصل مما تسبب بمقتله وإصابة شقيقه بجروح.
كما ذكرت المصادر أن «مسلحين فتحوا نيران أسلحتهم الخفيفة على ضابط برتبة عميد ركن متقاعد بالجيش العراقي السابق بالقرب من منزله في منطقة الفيصلية شرقي الموصل ما أدى إلى مقتله في الحال».
وفي تكريت (160 كلم شمال بغداد) قتل شخص وأصيب ثلاثة بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارتهم على الطريق الرئيس في ناحية يثرب، إلى الجنوب من المدينة، حسبما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية نقلا عن مصادر أمنية وطبية. وفي بغداد، قال ضابط برتبة عقيد في الشرطة، إن «مسلحين مجهولين اغتالوا عاملا في مولد كهرباء في حي الغزالية» الواقع في غرب بغداد. وأكد مصدر طبي في مستشفى اليرموك تلقي جثة الضحية.
من جهته، قال النقيب أنس العيفان من شرطة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد)، إن «مسلحين مجهولين اغتالوا شرطيا سابقا حيث يعمل في الحي الصناعي جنوب مدينة الفلوجة».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.