مقتل 510 من قوات النظام و35 روسياً في معارك الغوطة

دبابات لقوات النظام في كفر بطنا شرق دمشق أمس (أ.ف.ب)
دبابات لقوات النظام في كفر بطنا شرق دمشق أمس (أ.ف.ب)
TT

مقتل 510 من قوات النظام و35 روسياً في معارك الغوطة

دبابات لقوات النظام في كفر بطنا شرق دمشق أمس (أ.ف.ب)
دبابات لقوات النظام في كفر بطنا شرق دمشق أمس (أ.ف.ب)

عادت إلى التداول الإعلامي قصة مقتل الضباط الروس في تحطم طائرة النقل الروسية «آن 26» في قاعدة حميميم العسكرية الروسية في سوريا، التي قتل فيها أكثر من 33 عسكريا، ذلك بعد تسريب صفحات موالية لدمشق قائمة تضم أسماء نحو 545 عسكريا من قوات النظام، بينهم أسماء 35 عسكريا روسيا قتلوا في معارك الغوطة منذ بدء الهجوم في 18 الشهر الماضي.
وأظهرت القائمة التي نشرتها عدد من الصفحات التي تعنى بأخبار قوات النظام أبرزها صفحة «معركة تطهير الغوطة لحظة بلحظة» أسماء ضباط روس برتب عالية مثل اللواء إيريميف ف.غ، فلاديمير واللواء فينيامينوفيتش إريسيف، إضافة إلى العميد تشاغين إي في و4 ضباط عقداء وهم: فيدون إس.في، وسيرغي فلاديميروفيتش، وفياتشيسلاف، وموسييف ميخائيل، وكذلك 5 ضباط برتبة رائد، و8 برتبة نقيب، و14 ضابطاً برتبة ملازم.
وبلغت حصيلة قتلى النظام 510 ضباط، بينهم لواء وهو أحمد محمد حسينو وعقيدان و6 ضباط برتبة عقيد و4 برتبة رائد و3 برتبة مقدم، و11 برتبة نقيب، بينما حملت باقي الأسماء رتبة ملازم وهي عادة ما يمنحها النظام لعناصره كرتبة «شرف».
وتشير الصفحة أن الإحصائية تتضمن أعداد القتلى حتى يوم 15 مارس (آذار) الحالي، علما أن حادثة تحطم طائرة النقل الروسية في حميميم أعلنت عنها وزارة الدفاع الروسية في 6 مارس الحالي. وتقارب عدد القتلى الروس في القائمة مع عدد القتلى المعلن عنهم بحادثة سقوط الطائرة، فسح في المجال للتشكيك بالرواية الروسية لأسباب تحطم الطائرة لدى هبوطها في قاعدة حميميم.
كما يأتي تسريب صفحات موالية للنظام قائمة بأسماء القتلى العسكريين في الغوطة، وسط معلومات عن تجاذبات بين النظام والقادة الروس في قاعدة حميميم العسكرية، التي يبدو أنها تتسلم زمام قيادة غرف العمليات في الغوطة، وتولي اهتماما خاصا بقوات العميد سهيل الحسن الملقب بـ«النمر»، في حين أن انتقادات كثير تتوارد إلى مركز قيادة قاعدة حميميم من قوات النظام حول عدم الاهتمام بكفاءات عسكرية أخرى أهم من سهيل الحسن. ونشرت قناة حميميم بعضا من تلك الرسائل: «في هذه الحرب أسماء سيخلدها التاريخ لهذه البلاد وقد أكد ذلك الرئيس فلاديمير بوتن خلال لقائه العميد السوري سهيل الحسن».
مصادر مراقبة في دمشق قالت لـ«الشرق الأوسط»: «إن زيارة الرئيس بشار الأسد أول من أمس إلى الغوطة كشفت عن مخاوف لدى النظام من تنامي السيطرة الروسية عليه، إذ حرص الأسد على لقاء مقاتليه التابعين للحرس الجمهوري، الذي لا يولي الجانب الروسي الاهتمام اللازم بأدائهم الميداني، كما تجنب الأسد الظهور أو لقاء مع (النمر) أو أي من الضباط الروس في الغوطة والمشرفين بشكل مباشر على العمليات هناك».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.