موجز أخبار

TT

موجز أخبار

سوتشي تلغي خطاباً في أستراليا بسبب «وعكة صحية»
سيدني - «الشرق الأوسط»: ألغت الزعيمة البورمية أونغ سان سوتشي، أمس، خطابا وجلسة أسئلة وأجوبة في سيدني إثر إصابتها «بوعكة صحية»، كما أعلن المنظمون. وتواجه سوتشي انتقادات دولية لصمتها إزاء حملة عسكرية قمعية، وصفتها الأمم المتحدة بحملة تطهير، في ولاية راخين في ميانمار، أدت إلى فرار نحو 700 ألف من أقلية الروهينغا المسلمة إلى بنغلادش المجاورة. وسوتشي التي شاركت في قمة لدول رابطة جنوب شرقي آسيا (آسيان) وأستراليا من الجمعة إلى الأحد، زارت كانبيرا لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء مالكوم ترنبول أمس. وكان من المقرر أن تلقي خطابا مهما في «معهد لوي» للأبحاث في سيدني اليوم. وقالت متحدث باسم مركز الأبحاث «أبلغت سفارة ميانمار معهد لوي بعد ظهر اليوم بأن مستشارة الدولة لن تكون قادرة على المشاركة في هذه الجلسة لأنها تشعر بتوعك». وأضافت «بالتالي تم إلغاؤها»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وكانت أزمة الروهينغا الإنسانية من المواضيع الرئيسية في القمة الخاصة بين آسيان وأستراليا، حيث طرح قادة آخرون على الزعيمة البورمية أسئلة حول الأزمة خلال اجتماع الأحد، بحسب ترنبول. وحذر رئيس الحكومة الماليزي نجيب عبد الرزاق السبت من أن الأزمة يمكن أن تهدد الأمن الإقليمي إذ قد يقع الضحايا فريسة مجموعات متطرفة مثل تنظيم داعش.

طرود متفجرة تستهدف الأقليات في تكساس
واشنطن - محمد علي صالح: شهدت مدينة أوستن في ولاية تكساس سلسلة انفجارات غامضة، أدت إلى جرح أربعة أشخاص ومقتل اثنين وفق آخر حصيلة. وكانت الشرطة وجّهت قبل ساعات من الانفجار الأخير نداء مباشرا إلى منفذ مجهول أو منفذين مجهولين يشتبه في أنهم تركوا طرودا أدى انفجارها في الثاني من مارس (آذار) إلى مقتل رجل يبلغ من العمر 39 عاما، وطردين مفخخين في 12 مارس أدّى انفجار أحدهما إلى مقتل شاب يبلغ من العمر 17 عاما. وتسببت القنبلة الثالثة في إصابة امرأة من أصل لاتيني، عمرها 75 عاما، بجروح خطيرة، لكنها كانت تحمل الطرد المتفجر إلى منزل آخر. وتحقق السلطات في الانفجارات السابقة وتشتبه في أنها بدافع الكراهية نظرا إلى أن القتيلين من أصول أفريقية، وأن سيدة من أصول لاتينية تعرضت لإصابات بالغة. ولم تشر الشرطة إلى عرق ضحيتي انفجار أول من أمس. قال قائد شرطة أوستن براين مانلي في مؤتمر صحافي بعد الانفجار «ابقوا داخل منازلكم إلى أن نتمكن من ضمان أمن هذا الحي». وأضاف «لن يحصل ذلك حتى بزوغ الفجر على أقل تقدير بسبب الظلام والمنطقة التي علينا مسحها للتأكد من أن هذا الحي آمن».

حكومة جديدة في الصين
بكين - «الشرق الأوسط»: أعلنت الصين، أمس، عن تعديل وزاري وهو إجراء يتم كل خمس سنوات لكنه يندرج هذه المرة في إطار بعض الاستمرارية، خصوصا مع إبقاء وانغ يي وزيرا للخارجية. واحتفظ وانغ (64 عاما) المعروف في الخارج بسبب مشاركته في ملفي كوريا الشمالية والعلاقات الأميركية - الصينية، بحقيبته ورُقي في الوقت نفسه إلى منصب مستشار الدولة الذي كان يشغله يانغ جيشي، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية. وبذلك أصبح وانغ أعلى مسؤول في السياسة الخارجية في الحكومة. أما يانغ جيشي فهو عضو في المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني ويمكنه بذلك الاحتفاظ بنفوذه داخل النظام. وعهد بوزارة الدفاع إلى الجنرال وي فينغي (64 عاما). ووي عسكري يملك الخبرة وعمل خصوصا في سلاح البر الذي التحق به في سن السادسة عشرة. وكان الجنرال وي منذ 2012 عضوا في اللجنة العسكرية المركزية التي تتمتع بنفوذ كبير. وتتولى هذه اللجنة التي يرأسها الرئيس شي جينبينغ وتضم سبعة أعضاء قيادة القوات المسلحة. وقد عين الجنرال وي في هذا المنصب خلفا للجنرال شانغ وانكوان الذي بلغ سن التقاعد. وبقي وزير التجارة جونغ شان في منصبه. وسيكلف خصوصا مواصلة المفاوضات مع الولايات المتحدة لتجنب حرب تجارية، وهو التهديد الذي يلوح به باستمرار الرئيس دونالد ترمب. ووافق البرلمان الاثنين على هذه التعيينات التي قررتها قيادة الحزب الشيوعي. وكان البرلمان الذي يعقد دورته السنوية المستمرة حتى الثلاثاء، أعاد بشبه إجماع انتخاب لي كع تشيانغ على رأس الحكومة، غداة إعادة انتخاب الرئيس شي جينبينغ. وسيساعد رئيس الوزراء أربعة نواب له بينهم النائب الأول هن جينغ رئيس بلدية شنغهاي الأسبق وأحد القادة السبعة الرئيسيين للحزب الشيوعي. أما النواب الثلاثة الآخرون لرئيس الوزراء فهم ليو هي الذي يعد من أهم مخططي السياسة الاقتصادية وهو حليف مقرب من الرئيس شي، وقياديان سابقان في الحزب الشيوعي في مقاطعات هو شونهوا والسيدة سون شونلان.



2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
TT

2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)

لا يوجد فراغ مسموح به في الطبيعة. فالطبيعة لا تغيّر طبيعتها، لأنها تكره الفراغ. في الفراغ لا حياة، لا صراع ولا تاريخ. فالتاريخ يتنقّل بين الفوضى والنظام. يُفرض النظام بالإكراه، فتوضع القوانين لتُفرض بالقوّة والإكراه أيضاً. هكذا كتب ألبير كامو، الفيلسوف الفرنسي في كتابه «الإنسان المتمرّد»، (The Rebel): «في النظام، كما في الفوضى، هناك شيء من العبوديّة». تستهدف الثورة النظام القائم، فتخلق الفوضى. لكنها مُلزمة بإعادة تكوين نظام جديد. وبين الفوضى والنظام، يدفع الإنسان العاديّ الأثمان.

يقول السياسيّ الراحل هنري كيسنجر ما معناه: إن الفراغ يجلب الحرب والهجوم. فهل سيكون عام 2025 عام ملء الفراغات، أو خلق بعضها؟

دخان يتصاعد من شمال قطاع غزة خلال قصف الجيش الإسرائيلي (أرشيفية - أ.ف.ب)

بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تغيّرت موازين القوى في المنطقة. سقطت «حماس». سقط «حزب الله». سقط النظام في سوريا... وبذلك انهارت وحدة الساحات، أو ما يُسمّى محور المقاومة. وبسبب ذلك، سقطت منظومات كانت قائمة. وتظهّرت الفراغات القاتلة. ها هي إسرائيل تدمّر قطاع غزّة، لتخلق فراغاً لا توجد فيه حركة «حماس»، ولتؤسّس لحالة معيّنة قد يُطلَق عليها «الاحتلال التغييريّ»، (Transformative). بكلام آخر، فُرض الاحتلال أمراً واقعاً خارج القانون الدوليّ، لكنه طويل، ومُكلف للمُحتلّ، الأمر الذي قد يخلق ثقافة جديدة، ومختلفة عما كانت قبلها، حتى ولو تطلّب الأمر جيلاً من الزمن.

دخلت إسرائيل لبنان خلال الحرب الأخيرة، فخلقت منطقة عازلة. وها هي اليوم تُحصّنها استباقاً للسيناريو السيّئ. خلقت إسرائيل هذا الفراغ على الحدود اللبنانيّة، كما في داخل قطاع غزّة بالقوّة العسكريّة المُفرطة. لكن البقاء في لبنان واحتلال المنطقة العازلة، هو أمر مختلف تماماً عن احتلال قطاع غزّة.

بعد سقوط النظام في سوريا، سارعت إسرائيل إلى احتلال مزيد من الأراضي السوريّة وتوسيع المنطقة العازلة. لكنه احتلال من دون استعمال للقوّة، حتى ولو دمّر الطيران الإسرائيليّ قدرات الجيش السوريّ المستقبليّ. إنه احتلال مؤقّت-طويل. لكن المفارقة هي إعلان إسرائيل أن الجولان لن يعود إلى سوريا، وهو احتلال كأمر واقع (De Facto). ولتحرير الجولان، لا بد من حرب أو تفاوض، وهذان أمران متعذّرَان حالياً لأسباب كثيرة. وعليه قد يمكن حالياً إعلان وفاة مقولة كسينجر: «لا حرب في الشرق الأوسط من دون مصر، ولا سلام من دون سوريا».

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي وقال إنها لجولة رئيس الأركان هرتسي هاليفي الميدانية في جنوب لبنان (أرشيفية)

حال العالم

في أوكرانيا يستعين الرئيس بوتين في حربه بالتكنولوجيا الغربيّة لتصميم صواريخه، آخرها الصاروخ الفرط صوتيّ «أوريشنيك». كما يستعين بالمُسيّرات الإيرانيّة، والعسكر الكوري الشمالي لتحرير الأرض الروسية في كورسك. يريد بوتين الاحتلال التغييري للشرق الأوكرانيّ.

في منطقة نفوذ الصين، يسعى التنين إلى استرداد جزيرة تايوان على أنها جزء تاريخيّ من الصين الكبرى. فهي تحضّر البحريّة الصينيّة، كون الحرب، وفي حال حصولها، سيكون أغلبها في البحر. ورداً على ذلك، بدأ تشكُّل كثير من التحالفات ردّاً على السلوك الصينيّ.

وفي مكان آخر من العالم، يُحضّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مأسسة الصراع مع التنين الصينيّ. فهو يريد استعادة السيطرة على قناة بنما، نظراً إلى أهمية هذه القناة على الأمن القومي الأميركيّ. فهي الشريان الحيويّ الذي يربط الشرق الأميركي بالغرب. وهي التي أوصى بها المفكّر الاستراتيجيّ الأميركي البحريّ ألفريد ماهان. وهي التي أشرفت على بنائها الولايات المتحدة الأميركيّة، وذلك بعد انفصال بنما عن كولومبيا وبمساعدة البحريّة الأميركيّة آنذاك، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت. وبذلك، تكون القناة قد مرّت بثلاث مراحل هي: 1906 البناء مع الرئيس روزفلت، و1977 مع الرئيس جيمي كارتر الذي أعادها إلى بنما، واليوم مع الرئيس ترمب الذي يريد استردادها.

صور الرئيس الأسبق حافظ الأسد ممزقة للمرة الأولى في تاريخ سوريا (الشرق الأوسط)

يرى البعض أن تصريحات الرئيس ترمب مجرّد كلام عاديّ بسبب شخصيّته الفريدة. لكن الأكيد أن تصريحاته تنمّ عن عمق جيوسياسيّ بعيد المدى. فما معنى طرحه موضوع شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك؟ ما أهميّة هذه الجزيرة؟

إن ثقافة دبلوماسيّة الدولار (Dollar Diplomacy) في التاريخ الأميركي ليست جديدة. فهي قد اشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 بـ15 مليون دولار. كما اشترت من روسيا ولاية ألاسكا الحاليّة بـ7.2 مليون دولار.

شكّلت لويزيانا الربط بين الشرق والغرب الأميركيّ، كما سيطرت على أهمّ مرفأ أميركيّ يطلّ على خليج المكسيك. وبالحدّ الأدنى أخرجت دولة أوروبيّة من الأرض الأميركيّة. أما شراء ألاسكا، فقد أعطى أميركا إطلالة على مضيق بيرينغ الذي يطلّ بدوره على الأرض الروسيّة.

التحّولات الجيوسياسيّة الحاليّ

مع صعود الصين، تبدّلت موازين القوى العالميّة عمَّا كانت عليه خلال الحرب الباردة. فللصين قدرات كونيّة وفي كل الأبعاد، خصوصاً الاقتصاديّة والعسكريّة، وهذه أبعاد افتقر إليها الاتحاد السوفياتيّ. تسعى الصين إلى التموضع في القارة الأميركيّة. يُضاف إلى هذا التحوّل، الكارثة البيئيّة والاحتباس الحراري، الأمر الذي قد يفتح طرقاً بحريّة جديدة، حول الشمال الأميركيّ. خصوصاً أن ذوبان المحيط المتجّمد الشمالي سوف يُغيّر جغرافيّة الصراع الجيوسياسيّ بالكامل. ونتيجة لذلك، ستصبح الولايات المتحدة الأميركيّة تطلّ على ثلاثة محيطات بعد أن كانت تطلّ على محيطين.

وحدة مدفعية أوكرانية في منطقة زابوريجيا تطلق النار باتجاه القوات الروسية على خط المواجهة (أرشيفية - رويترز)

تتميّز غرينلاند بمساحتها الكبيرة، نحو مليوني كيلومتر مربع، مع عديد لا يتجاوز 56 ألف نسمة، وثروات مهمّة قد تجعل أميركا تستغني عن استيراد كثير من الثروات الطبيعيّة من الصين. خلال الحرب الباردة حاول الرئيس هاري ترومان شراء الجزيرة، وهي لا تزال تضمّ قاعدة عسكريّة جويّة أميركيّة.

في الختام، إذا استطاع الرئيس ترمب استعادة السيطرة على قناة بنما، وسيطر بشكل ما على غرينلاند، سيتكوّن مثلثّ جيوسياسيّ دفاعيّ حول الولايات المتحدة الأميركيّة يرتكز على: غرينلاند، وألاسكا، وقناة بنما. كل ذلك، بانتظار الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وكيف سيتعامل مع العالم خصوصاً الصين. فهل سيكون انعزاليّاً أم انخراطيّاً أم مزيجاً من المقاربتين؟