الجيش المصري يعلن مقتل 4 عسكريين و36 إرهابياً بسيناء

في «العملية الشاملة»

عدد من مركبات القوات المسلحة المصرية (رويترز)
عدد من مركبات القوات المسلحة المصرية (رويترز)
TT

الجيش المصري يعلن مقتل 4 عسكريين و36 إرهابياً بسيناء

عدد من مركبات القوات المسلحة المصرية (رويترز)
عدد من مركبات القوات المسلحة المصرية (رويترز)

أعلنت القوات المسلحة المصرية، اليوم (الاثنين)، القضاء على 36 تكفيريا من العناصر الإرهابية، واستهداف أوكار لهم شديدة الخطورة بشمال سيناء، في إطار العملية الشاملة «سيناء 2018»، أدى إلى مقتل 4 عسكريين مصريين، وإصابة آخرين.
وذكر البيان السادس عشر للقوات المسلحة المصرية أن العمليات أسفرت عن القضاء على 30 عنصرا تكفيريا مسلحا خلال تبادل لإطلاق النار مع قوة المداهمات بمناطق العمليات بشمال ووسط سيناء، عثر بحوزتهم على أسلحة نارية وأجهزة اتصال لاسلكية، كما تم القضاء على خلية إرهابية شديدة الخطورة، إضافة إلى مقتل 6 عناصر تكفيرية أثناء تبادل لإطلاق النيران مع قوات الشرطة.
وأشار البيان إلى أنه نتيجة للأعمال القتالية بمناطق العمليات، تم مقتل ضابط و3 مجندين وإصابة ضابطين وضابط صف وخمسة مجندين مصريين.
وتابع البيان، إنه ضبط بحوزتهم ثلاث بنادق آلية وعبوة ناسفة معدة للتفجير، وذلك بعد توافر معلومات تفيد بالاختباء بأحد المنازل المهجورة بدائرة قسم أول العريش، كما تم القبض على 345 فرداً من بينهم عدد من العناصر التكفيرية شديدة الخطورة والمطلوبين جنائيا.
وأعلن البيان الصادر من المتحدث العسكري المصري، العقيد تامر الرفاعي، قيام القوات الجوية بتدمير سيارة دفع رباعي مفخخة، واستهداف وتدمير 12 هدفاً تمثل أوكاراً إرهابية، وكذلك تدمير عربة مفخخة تحتوي على كميات كبيرة من المواد المتفجرة أثناء محاولة اقتحام ارتكاز أمني جنوب غربي مدينة العريش.
وقامت القوات المسلحة بتنفيذ مداهمة لبؤرة إرهابية بمدينة رفح نتج عنها العثور على رشاشين و3 بنادق آلية وقناصة وخرطوش ومسدس وقاذف «آر بي جي» وعدد من الذخائر الخاصة بهم بالإضافة إلى مركز إرسال.
كما تم تدمير 386 وكرا ومخزنا وخندقا بمناطق العمليات بشمال ووسط سيناء عثر بداخلها على عدد من الأسلحة والذخائر والعبوات الناسفة وقطع غيار السيارات والدراجات النارية وأجهزة اتصال لاسلكية وكميات كبيرة من مواد الإعاشة والوقود والمستلزمات الطبية الميدانية.
وقامت عناصر المهندسين العسكريين باكتشاف وتفكيك وتفجير 93 عبوة ناسفة تمت زراعتها على محاور التحرك المختلفة لاستهداف القوات بمناطق العمليات، كما تم ضبط وتدمير والتحفظ على 17 سيارة «أنواع»، وتدمير 67 دراجة نارية من دون لوحات معدنية.
ودمرت القوات المسلحة مخزنين عثر بداخلهما على 2800 كجم من نبات البانجو المخدر، واكتشاف وتدمير 33 مزرعة لنبات البانجو والخشخاش المخدر، وضبط أكثر من 7430 كجم من المواد المخدرة المعدة للتداول.
وتستمر عناصر القوات الخاصة البحرية في أعمال التمشيط وتضييق الحصار بطول الساحل ومنع العناصر الإرهابية من الهروب والتسلل بالتزامن مع قيام القوات البحرية بتنفيذ تدريب مشترك مع البحرية الفرنسية بمشاركة حاملتي مروحيات وعدد من الفرقاطات ولنشات الصواريخ من كلا البلدين وبالتعاون مع التشكيلات التعبوية والقوات الجوية.
واستمرت قوات حرس الحدود بالتعاون مع التشكيلات التعبوية والقوات الجوية في إحكام أعمال التأمين على امتداد الحدود الجنوبية والغربية، وتمكنت من إحباط محاولة لتهريب 60 بندقية خرطوش، وضبط عدد من قضايا التهريب للبضائع غير خالصة الرسوم الجمركية والمواد المخدرة والهجرة غير الشرعية عبر الحدود المصرية.
ونظمت المجموعات القتالية المشتركة من القوات المسلحة والشرطة 583 كمينا ودورية أمنية غير مدبرة على الطرق الرئيسية وتمشيط مناطق الظهير الصحراوي بمحافظات الجمهورية، وعززت عناصر الشرطة المدنية من الانتشار بمدن شمال سيناء وإحكام السيطرة الأمنية بالشوارع والميادين الرئيسية وتشديد إجراءات التفتيش لضبط العناصر المشتبه بهم وتهيئة المناخ الأمني لعودة الحياة إلى طبيعتها.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.