فرنسا ستدعو شركاءها لدعم لبنان

السفير فوشيه خلال الاحتفال السنوي لـ«جمعية أعضاء جوقة الشرف في لبنان» (الوكالة الوطنية للإعلام)
السفير فوشيه خلال الاحتفال السنوي لـ«جمعية أعضاء جوقة الشرف في لبنان» (الوكالة الوطنية للإعلام)
TT

فرنسا ستدعو شركاءها لدعم لبنان

السفير فوشيه خلال الاحتفال السنوي لـ«جمعية أعضاء جوقة الشرف في لبنان» (الوكالة الوطنية للإعلام)
السفير فوشيه خلال الاحتفال السنوي لـ«جمعية أعضاء جوقة الشرف في لبنان» (الوكالة الوطنية للإعلام)

أكد السفير الفرنسي لدى لبنان برونو فوشيه أن «بلاده مستمرة بالمحافظة على متانة الصداقة الفرنسية - اللبنانية وقوتها، مشيرا إلى أن فرنسا كانت بالأمس في مؤتمر روما مثالا لجميع حلفائها في دعم القوات المسلحة اللبنانية من خلال تقديم مبلغ 400 مليون يورو، وقريبا في باريس (خلال مؤتمر سيدر)، ستدعو شركاءها لدعم الاستثمارات والإصلاحات الضرورية في سبيل تطوير الاقتصاد اللبناني».
موقف السفير فوشيه جاء خلال كلمة ألقاها في الاحتفال السنوي الذي أقامته «جمعية أعضاء جوقة الشرف في لبنان» تكريما للمحاربين القدامى في الجيش الفرنسي اللبنانيين والفرنسيين المقيمين في لبنان. وقال: «لطالما كانت فرنسا وفيّة للبنان، وبخاصة في الأوقات الصعبة»، لافتا إلى أنه «اليوم الاثنين نحتفل بالذكرى الأربعين لقوات الأمم المتحدة في الجنوب اليونيفيل التي شاركت فيها فرنسا منذ أربعين عاما بشكل متواصل.
ففي السنوات الخمس الأخيرة، استثمر الشعب الفرنسي وفقا لموارده الوطنية، نحو نصف مليار دولار أميركي من أجل الأمن في لبنان. ومنذ يومين، في روما، كانت فرنسا مثالا لجميع حلفائها لدعم القوات المسلحة اللبنانية، وأعلنت تقديمها 400 مليون يورو.
وقريبا، في باريس، ستدعو فرنسا شركاءها لدعم الاستثمارات والإصلاحات الضرورية في سبيل تطوير الاقتصاد اللبناني». وفي بروكسل، ستسهم في استجابة المجتمع الدولي لمواجهة تداعيات الأزمة السورية، والتي يعاني منها اللاجئون السوريون وأيضا المجتمعات اللبنانية التي تستقبلهم.
وأكد أن «القوات المسلحة اللبنانية تظهر لنا أن هذا الجهد ليس من دون فائدة، فإن اندفاع الجنود والطريقة الاحترافية التي يقومون بها بمهماتهم تكفل أمننا بشكل يومي».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».