دبلوماسي كوري شمالي في فنلندا تحضيراً لقمة كيم ـ ترمب

تأكيدات رسمية على «إقامة قناة اتصال» بين بيونغ يانغ وواشنطن

رجل معني بالملف الكوري ورفض الكشف عن اسمه يتحدث للصحافة قبيل وصول الدبلوماسي الكوري الشمالي تشوي كانغ إلى مطار فانتا الدولي بهلسنكي أمس (رويترز)
رجل معني بالملف الكوري ورفض الكشف عن اسمه يتحدث للصحافة قبيل وصول الدبلوماسي الكوري الشمالي تشوي كانغ إلى مطار فانتا الدولي بهلسنكي أمس (رويترز)
TT

دبلوماسي كوري شمالي في فنلندا تحضيراً لقمة كيم ـ ترمب

رجل معني بالملف الكوري ورفض الكشف عن اسمه يتحدث للصحافة قبيل وصول الدبلوماسي الكوري الشمالي تشوي كانغ إلى مطار فانتا الدولي بهلسنكي أمس (رويترز)
رجل معني بالملف الكوري ورفض الكشف عن اسمه يتحدث للصحافة قبيل وصول الدبلوماسي الكوري الشمالي تشوي كانغ إلى مطار فانتا الدولي بهلسنكي أمس (رويترز)

توجّه دبلوماسي كوري شمالي كبير إلى فنلندا، أمس، لإجراء محادثات مع مسؤولين أميركيين وكوريين جنوبيين سابقين وسط سلسلة من اللقاءات الدبلوماسية قبل القمة المحتملة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
وقالت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب» إن تشوي كانغ، نائب المدير العام لشؤون أميركا الشمالية في وزارة الخارجية الكورية الشمالية، يعتزم المشاركة في محادثات مزمعة مع مسؤولين أميركيين وآخرين كوريين جنوبيين في فنلندا في محاولة لإنهاء المواجهة بشأن برامج كوريا الشمالية للأسلحة.
وتواصل كوريا الشمالية برامجها النووية والصاروخية في تحد لعقوبات مجلس الأمن الدولي ولم تعد تخفي خططها لتطوير صاروخ قادر على ضرب البر الأميركي الرئيسي. وتدافع بيونغ يانغ عن هذه البرامج بوصفها رادعا ضروريا ضد ما تعدها خطط الولايات المتحدة، التي تنشر 28500 جندي في كوريا الجنوبية، من أجل غزوها. وخفت حدة التوترات في الأسابيع الأخيرة بالتزامن مع مشاركة كوريا الشمالية في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي أقيمت في كوريا الجنوبية الشهر الماضي.
كذلك، أعلنت وزيرة خارجية كوريا الجنوبية كانغ كونغ وا في مقابلة تلفزيونية بثت أمس أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون «يدرس الوضع» بعدما وافق الرئيس ترمب على إجراء لقاء تاريخي معه. وقالت الوزيرة لشبكة «سي بي إس» الأميركية: «نعتقد أن الزعيم الكوري الشمالي يدرس الوضع»، مضيفة: «إننا نمنحه الوقت الذي قد يحتاج إليه للإدلاء بموقف علني».
لم يجر أي لقاء مباشر بين واشنطن وبيونغ يانغ، كما لم يتم تحديد مكان أو موعد هذا الاجتماع الذي سيركز على مستقبل البرنامج النووي الكوري الشمالي بعد أشهر من التصعيد. وأول من أمس، اختتمت في استوكهولم مشاورات بين مسؤولين في كوريا الشمالية وآخرين في السويد التي تمثل المصالح الأميركية في بيونغ يانغ، من دون إعلان تقدم ملموس على صعيد اللقاء بين ترمب وكيم. لكن الوزيرة الكورية الجنوبية أوضحت أنه تمت إقامة «قناة اتصال»، وتابعت: «أنا واثقة إذن بأن هناك تبادلا للرسائل». وقالت أيضا: «أعتقد كذلك أن الزعيم الكوري الشمالي قد يحتاج إلى وقت بالنظر إلى سرعة موافقة ترمب على الدعوة إلى إجراء مباحثات. أعتقد أننا فوجئنا جميعا بسرعة هذا القرار»، مشيدة برد الرئيس الأميركي. وعلقت: «إنه قرار شجاع جدا من جانب الرئيس ترمب».
وأكدت الوزيرة أن الزعيم الكوري الشمالي «أعطى كلمته» في شأن التزامه بنزع السلاح النووي، وهو شرط أساسي لانعقاد هذه القمة غير المسبوقة. وأضافت أن «لكلماته وقعا كبيرا لأنها المرة الأولى التي تصدر فيها هذه الكلمات مباشرة من الزعيم الأعلى في كوريا الشمالية». وسئلت عما إذا كانت كوريا الجنوبية تثق بكيم جونغ أون، فأجابت: «إنها ليست مسألة ثقة. المطلوب التشاور والدعوة إلى التحرك. وحين نلاحظ ذلك، فيمكننا أن نمضي قدما».
ورغم تراجع حدة التوتر الدبلوماسي، لم يستبعد مسؤول بالاستخبارات الألمانية وصول الصواريخ الكورية الشمالية إلى أوروبا. فقد ذكرت صحيفة «فيلت أم زونتاغ» الألمانية أمس أن مسؤولا كبيرا بوكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية أبلغ أعضاء البرلمان الأسبوع الماضي أن الصواريخ الكورية الشمالية يمكن تزويدها حاليا بأسلحة نووية وقد تصل إلى ألمانيا ووسط أوروبا. وقالت الصحيفة نقلا عن المشاركين في الإفادة إن أولي ديهل، نائب مدير جهاز الاستخبارات الاتحادي، أبلغ النواب خلال الاجتماع المغلق أن التقييم «مؤكد». وفي الوقت نفسه قال ديهل إن الجهاز ينظر إلى المحادثات بين الكوريتين الشمالية والجنوبية على أنها إشارة إيجابية. ولم يصدر تعليق فوري عن جهاز الاستخبارات الاتحادي.
في غضون ذلك، عبرت رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) وأستراليا أمس، عن «قلق عميق» من تصاعد التوتر بسبب برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية، وحثت على نزع دائم للسلاح النووي. وقالت «آسيان» وأستراليا في إعلان مشترك مستخدمتين الاسم الرسمي لكوريا الشمالية: «نحث بقوة جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية على الانصياع بالكامل وفورا لالتزاماتها بموجب كل القرارات ذات الصلة التي أصدرها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة». وأضاف الإعلان أن تطوير بيونغ يانغ أسلحة نووية وصواريخ باليستية «يهدد الأمن الإقليمي والعالمي» ودعا إلى «نزع كامل وقابل للتحقق منه ولا رجعة فيه للسلاح النووي».



«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

«الجمعية العامة» تطالب بأغلبية ساحقة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة

من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)
من عملية تصويت للجمعية العامة للأمم المتحدة (أرشيفية - إ.ب.أ)

دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرار غير ملزم صدر بغالبية ساحقة وصوّتت ضدّه خصوصا الولايات المتحدة وإسرائيل إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة.

والقرار الذي صدر بغالبية 158 دولة مؤيدة في مقابل 9 دول صوّتت ضدّه و13 دولة امتنعت عن التصويت، يدعو إلى "وقف لإطلاق النار فوري وغير مشروط ودائم" وكذلك أيضا إلى "الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن"، وهي صيغة مشابهة لتلك التي وردت في مشروع قرار استخدمت ضدّه واشنطن في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الفيتو في مجلس الأمن الدولي.

واستخدمت الولايات المتحدة يومها حق النقض لحماية إسرائيل التي تشن منذ أكثر من سنة هجوما عسكريا في قطاع غزة ردا على هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس على جنوب الدولة العبرية. وعطّل الأميركيون في حينها صدور قرار في مجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق نار "فوري وغير مشروط ودائم" في غزة، مشترطين من أجل إقرار أي هدنة إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع منذ هجوم حماس.

وقبيل التصويت على النصّ، قال نائب السفيرة الأميركية في الأمم المتّحدة روبرت وود إنّه سيكون من "المخزي" تبنّي مشروع القرار لأنّه "قد يوجّه إلى حماس رسالة خطرة مفادها أنّ لا حاجة للتفاوض أو لإطلاق سراح الرهائن"، في وقت تحدّثت فيه وزارة الدفاع الإسرائيلية عن "فرصة" لإبرام اتفاق لاستعادة الرهائن.

بدوره قال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون إنّ "تصويت اليوم ليس تصويت رحمة، بل هو تصويت تواطؤ" و"خيانة" و"تخلّ" عن الرهائن المحتجزين في القطاع الفلسطيني.