حاكم الشارقة يدشن «أسطورة القرصنة في الخليج» بالفرنسية

حضور إماراتي ثقافي وأدبي في معرض باريس للكتاب

حاكم الشارقة الشيخ سلطان القاسمي يهدي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون  نسخاً من كتبه المترجمة للفرنسية في معرض باريس للكتاب («الشرق الأوسط»)
حاكم الشارقة الشيخ سلطان القاسمي يهدي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نسخاً من كتبه المترجمة للفرنسية في معرض باريس للكتاب («الشرق الأوسط»)
TT

حاكم الشارقة يدشن «أسطورة القرصنة في الخليج» بالفرنسية

حاكم الشارقة الشيخ سلطان القاسمي يهدي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون  نسخاً من كتبه المترجمة للفرنسية في معرض باريس للكتاب («الشرق الأوسط»)
حاكم الشارقة الشيخ سلطان القاسمي يهدي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نسخاً من كتبه المترجمة للفرنسية في معرض باريس للكتاب («الشرق الأوسط»)

دشن الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، أول من أمس، في دار الأوبرا الوطنية بالعاصمة الفرنسية باريس، عدداً من مؤلفاته عن تاريخ القواسم بشكل عام، وتاريخ إمارة الشارقة على وجه الخصوص، وهي: كتاب «سيرة مدينة» بجزئيه الأول والثاني، وكتاب «أسطورة القرصنة العربية في الخليج»، وكتاب «صراع القوى والتجارة في الخليج 1620 - 1820»، إلى اللغة الفرنسية، وذلك تزامناً مع معرض باريس للكتاب 2018.
وقال الشيخ سلطان في الحفل الذي حضره العديد من المسؤولين والمثقفين العرب والفرنسيين، إن تلك الكتب أغلبها تدور حول الصراع بين بريطانيا والقوى الأخرى، فيما أشار جان بيير رافاران رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق إلى أن الإصدارات التاريخية والأعمال الأدبية التي قدمها الشيخ سلطان القاسمي، كما في كتابه «أسطورة القرصنة العربية في الخليج»، صححت العديد من المعلومات المغلوطة، كما أرخ لمرحلة الاحتلال البريطاني وما صاحبه من استغلال للثروات من قبلهم، وذلك في كتاب «صراع القوى والتجارة في الخليج 1620 - 1820».
وأشار رافاران إلى أن حاكم الشارقة، إضافة إلى أنه حاكم عربي، يعتبر أهم المثقفين العرب، وأعطى الثقافة اهتماماً كبيراً، الأمر الذي طغى على تلك الإمارة العربية، لتصل مكانة عالية بإنشائها العديد من المتاحف والمسارح، واهتمامها الكبير بالفنون والثقافة والآداب. وتطرق رافاران إلى الإنجازات الثقافية والأدبية لإمارة الشارقة، التي جعلتها تفوز بعاصمة الثقافة العربية في 1998، وعاصمة الثقافة الإسلامية 2014 من قبل اليونيسكو.
وحلت الشارقة ضيفاً مميزاً هذا العام على معرض باريس الدولي للكتاب 2018، وذلك بإشراف هيئة الشارقة للكتاب، وبالتعاون مع عدد من الهيئات والمؤسسات الثقافية والتراثية في الشارقة، لتقديم سلسلة من الفعاليات والجلسات والندوات والعروض الفنية والتراثية التي تسلط الضوء من خلالها على ثراء الثقافتين الإماراتية والعربية، إضافة إلى توقيع إصدارات بالفرنسية لأكثر من 40 كاتباً إماراتياً وعربياً، وعرض نخبة من أعمال أبرز الفنانين الإماراتيين.
وقال أحمد العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، إن معرض باريس للكتاب الذي انطلقت دورته الأولى في العام 1981 من أهم معارض الكتب التي تشارك فيها الشارقة ومؤسسات الإمارات الثقافية، لتكون خير ممثل لدولة الإمارات العربية المتحدة والعالم العربي.
وأضاف العامري أن اختيار الشارقة ضيفاً مميزاً، هو اختيار للثقافة الإماراتية والعربية، التي حرصت الإمارة طوال الأعوام الماضية على التعريف بها في كل معرض ومهرجان ومؤتمر تشارك فيه، مشيراً إلى أن هذا الاختيار يشكل فرصة لتعزيز علاقات التعاون والعمل المشترك مع مختلف المؤسسات الثقافية الفرنسية، في ظل الروابط الثقافية التي تعزز الحوار بين الشارقة وباريس، خصوصاً أن الشارقة تمثل واحدة من البوابات المحورية أمام المثقفين الفرنسيين للإطلالة على التجربة العربية بمختلف متغيراتها، سواء على مستوى التشكيل، أو الأدب، أو التراث، أو التاريخ، أو سواها.
وشملت الفعاليات التي قدمتها إمارة الشارقة عدداً من الأنشطة والبرامج والندوات الثقافية والأدبية، كما شهد الجناح عروضاً حيةً للحرف الشعبية وصناعة الدمى والأكل الشعبي، كما عرضت للزوار ومرتادي المعرض أبرز إصدارات المؤسسات الثقافية وخدماتها في مجال النشر، إضافة إلى عدد من الورش، والجلسات المخصصة للفن التشكيلي والإبداع، وتنفيذ أعمال حية أمام زوار جناح الشارقة في معرض الكتاب في باريس.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون افتتح معرض باريس للكتاب 2018، وزار جناح إمارة الشارقة، واستقبله الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتجول في المعرض واستمع الرئيس الفرنسي إلى دور حكومة الشارقة ودولة الإمارات في الإثراء الثقافي والمعرفي في المنطقة.



الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
TT

الشاعر السوري أدونيس يدعو إلى «تغيير المجتمع» وعدم الاكتفاء بتغيير النظام

أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)
أدونيس لدى تسلمه جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس (إ.ب.أ)

دعا الشاعر السوري أدونيس من منفاه في فرنسا الأربعاء إلى "تغيير المجتمع" في بلده وعدم الاكتفاء بتغيير النظام السياسي فيه بعد سقوط الرئيس بشار الأسد.

وقال أدونيس (94 عاما) خلال مؤتمر صحافي في باريس قبيل تسلّمه جائزة أدبية "أودّ أولا أن أبدي تحفّظات: لقد غادرتُ سوريا منذ العام 1956. لذلك أنا لا أعرف سوريا إذا ما تحدّثنا بعمق". وأضاف "لقد كنت ضدّ، كنت دوما ضدّ هذا النظام" الذي سقط فجر الأحد عندما دخلت الفصائل المسلّحة المعارضة إلى دمشق بعد فرار الأسد إلى موسكو وانتهاء سنوات حكمه التي استمرت 24 عاما تخلّلتها منذ 2011 حرب أهلية طاحنة.

لكنّ أدونيس الذي يقيم قرب باريس تساءل خلال المؤتمر الصحافي عن حقيقة التغيير الذي سيحدث في سوريا الآن. وقال "أولئك الذين حلّوا محلّه (الأسد)، ماذا سيفعلون؟ المسألة ليست تغيير النظام، بل تغيير المجتمع". وأوضح أنّ التغيير المطلوب هو "تحرير المرأة. تأسيس المجتمع على الحقوق والحريات، وعلى الانفتاح، وعلى الاستقلال الداخلي".

واعتبر أدونيس أنّ "العرب - ليس العرب فحسب، لكنّني هنا أتحدّث عن العرب - لا يغيّرون المجتمع. إنّهم يغيّرون النظام والسلطة. إذا لم نغيّر المجتمع، فلن نحقّق شيئا. استبدال نظام بآخر هو مجرد أمر سطحي". وأدلى الشاعر السوري بتصريحه هذا على هامش تسلّمه جائزة عن مجمل أعماله المكتوبة باللغتين العربية والفرنسية.

ونال أدونيس جائزة جون مارغاريت الدولية للشعر التي يمنحها معهد سرفانتس وتحمل اسم شاعر كتب باللغتين الكتالونية والإسبانية.