العبادي يبحث مع بنس إعادة تكييف الوجود الأميركي في العراق

نائب الرئيس الأميركي بارك خطوات إعادة فتح مطاري إقليم كردستان... وأكد دعم واشنطن لوحدة البلاد

العبادي اثناء افتتاح جسر يربط بين غرب الموصل وشرقها (إ.ب.أ)
العبادي اثناء افتتاح جسر يربط بين غرب الموصل وشرقها (إ.ب.أ)
TT

العبادي يبحث مع بنس إعادة تكييف الوجود الأميركي في العراق

العبادي اثناء افتتاح جسر يربط بين غرب الموصل وشرقها (إ.ب.أ)
العبادي اثناء افتتاح جسر يربط بين غرب الموصل وشرقها (إ.ب.أ)

قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، إن بلاده وضعت خطة لخفض عدد المستشارين والمدربين الأميركيين في العراق، بعد تحقيق الانتصار على تنظيم داعش.
وبحث العبادي خلال مكالمة هاتفية مع نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، سبل إعادة تكييف الوجود الأميركي في العراق طبقا لاتفاقية الإطار الاستراتيجي، التي وقعت بين البلدين عام 2008 أثناء ولاية رئيس الوزراء السابق نوري المالكي. وأشار العبادي، أنه تم وضع «خطة لتقليل عدد تواجد المستشارين والمدربين الأميركيين في العراق بعد تحقيق انتصار ساحق على داعش الإرهابي، وأن يقتصر وجود هؤلاء المدربين على دعم المؤسسات العسكرية والأمنية العراقية بالخبرات الدولية في التدريب والدعم الفني».
وفيما يرى خبير استراتيجي عراقي أن «الوجود العسكري الأميركي في العراق لا يقتصر على المستشارين فقط بل هناك قوات قتالية تحت ذريعة حماية المستشارين»، فإن مقربا من العبادي يرى أن «المباحثات الخاصة بين العراق والتحالف الدولي برئاسة الولايات المتحدة بشأن التخفيض وإعادة التكييف بدأت بعد انتهاء معركة الموصل لكنها كانت تجري بوتيرة بطيئة».
وفي بيان لمكتب العبادي فإن المكالمة الهاتفية التي تلقاها الأخير من نائب الرئيس الأميركي مايك بنس تضمنت إعادة تأكيد دعم واشنطن للعراق، معبرا طبقا للبيان عن «إعجابه برؤية رئيس الوزراء وقيادته البلد وتحقيق التماسك المجتمعي وحرصه على ضمان حقوق كل مكونات الشعب العراقي التي شاهدها من خلال زيارة الدكتور حيدر العبادي إلى الموصل». كما بارك بنس «خطوات الحكومة في إعادة فتح مطاري السليمانية وأربيل للرحلات الدولية وأكد دعم بلاده لوحدة العراق وسيادته»، مشيراً إلى أن «قيادة العبادي في هذا الملف أثبتت لكل الشعب العراقي عدم تمييزه لمكوّن دون آخر».
من جانبه أكد العبادي «حرصه على ترسيخ الديمقراطية في العراق وتقوية مؤسسات الدولة وأهمية المضي في مشروع المواطنة للتغلب على السياسات الطائفية والعنصرية»، مشيدا بتوجهات الشباب العراقي الذي يطمح في إجراء انتخابات حرة وعادلة للخروج بعراق جديد.
وأكد العبادي «مضيّه في خطوة طويلة الأمد مع الحكومة المحلية في كردستان تهدف لحل كافة المشاكل بين المركز والإقليم ولكي يشعر الشعب الكردي أنه جزء أساسي من الدولة والمجتمع العراقي»، مبينا أن «الحكومة في صدد دفع رواتب موظفي الإقليم».
وبيّن العبادي أنه «أصبح الآن للعراق جيش ومؤسسة عسكرية رصينة وقوية وأن الحكومة تعمل على المضي في تقوية باقي مؤسسات الدولة والهدف هو الوصول إلى وضع سياسي رصين لمنع التدخل الأجنبي الذي يسعى إلى إضعاف سيادة الدولة». كما أكد «على الخطة التي وضعت لتقليل عدد تواجد المستشارين والمدربين الأميركيين في العراق بعد تحقيق انتصار ساحق على داعش الإرهابي وأن يقتصر وجود هؤلاء المدربين على دعم المؤسسات العسكرية والأمنية العراقية بالخبرات الدولية في التدريب والدعم الفني».
وشدد العبادي على «أهمية ترسيخ العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، حيث إن العراق يأمل من الإدارة الأميركية تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في العراق». وفي هذا السياق أكد الدكتور إحسان الشمري رئيس مركز التفكير السياسي والمقرب من العبادي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «بعد معركة الموصل والإعلان عن طرد داعش من العراق بدأت مفاوضات بين العراق والتحالف الدولي برئاسة الولايات المتحدة بشأن تخفيض القوات الأجنبية الموجودة في العراق والتي كانت تقدم الدعم والإسناد إلى القوات العراقية من خلال المستشارين»، مبينا أن «الذي حصل أن المباحثات بهذا الصدد لم يجر تفعيلها ولكن الآن بدأت الخطوات الجدية في هذا المجال حيث دخل الطرفان مباحثات بهذا الاتجاه». وقال «الأهم في هذه المفاوضات هي إعادة تفعيل معاهدة الإطار الاستراتيجي التي كانت وقعت بين البلدين عام 2008 أثناء ولاية المالكي الأولى لكن الأميركيين جمدوها خلال ولايته الثانية».
وأوضح الشمري أن «المباحثات الجارية الآن تأخذ مسارين الأول هو إعادة تكييف الوجود الأميركي في العراق وفقا لاتفاقية الإطار الاستراتيجي التي تتضمن مجالات وميادين مختلفة من بينها التدريب والتجهيز والدعم اللوجيستي والاستخباري وكذلك الردع بينما المسار الثاني هو تخفيض أعداد المستشارين الأميركيين في العراق وبالتالي لا حاجة لعقد اتفاقية جديدة بين الطرفين»، نافيا وجود قواعد أميركية داخل الأراضي العراقية.
وردا على سؤال حول مفهوم الردع في سياق اتفاقية الإطار الاستراتيجي قال الشمري إن «الردع يتمثل في إمكانية حاجة العراق إلى ضربات جوية ضد تنظيم داعش الذي لا يزال يحاول الضغط من جهة الحدود السورية وبالتالي احتمالات المخاطر تبقى قائمة».
من جهته أكد الخبير الأمني العراقي ومستشار مركز النهرين للدراسات الاستراتيجية، هشام الهاشمي لـ«الشرق الأوسط» أن «التغييرات التي أجراها الرئيس الأميركي مؤخرا في طاقم إدارته تجسد الرؤية الاستراتيجية لهذه الإدارة بوجود أميركي في العراق غير معلوم النهاية، في وقت يمكن أن تخضع فيه أعداد المستشارين الأميركيين في العراق إلى النقصان أو الزيادة حسب متطلبات الحاجة».
وأضاف الهاشمي أن «العبادي وبعد تصويت البرلمان العراقي الشهر الماضي على جدولة انسحاب القوات الأجنبية من العراق أطلق عدة تصريحات تضمنت إمكانية تخفيض أعداد المستشارين مع الحاجة إلى استمرار الدعم الجوي واللوجيستي مع عدم الحاجة إلى قوات أحادية قتالية أو قوات تستخدم الأراضي العراقية للمناورة حيال دول أخرى مثل سوريا».
وبشأن الجدل حول وجود أو عدم وجود قوات قتالية داخل الأراضي العراقية، قال الهاشمي إن «هناك 8 معسكرات مشتركة أميركية في العراق تضم آلاف المستشارين الذين يراد تخفيض أعداد منهم» مشيرا إلى أن «العدد الإجمالي للأميركيين في العراق تسعة آلاف من بينهم 5000 قوات قتالية لكنها تتولى حماية هؤلاء ولا تساهم في أي عمليات قتالية مع القوات العراقية باستثناء استخدام المدفعية الأميركية في معركة الموصل».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.