العراق: مرشحون يستخدمون {حيلاً شرعية} لإطلاق حملات مبكرة

TT

العراق: مرشحون يستخدمون {حيلاً شرعية} لإطلاق حملات مبكرة

رغم أن مفوضية الانتخابات المستقلة في العراق حددت العاشر من الشهر المقبل موعداً لبدء الحملات الدعائية للانتخابات العامة المقررة في 12 مايو (أيار) المقبل، فإن عشرات الصور والشعارات لائتلافات سياسية ومرشحين غزت شوارع بغداد وعدد من المحافظات.
ولا تحمل الصور والإعلانات الدعائية المنتشرة في الشوارع والساحات هذه الأيام للمرشحين، أرقامهم أو أسماء تحالفاتهم الانتخابية لتجنب احتسابها مخالفة لقواعد الدعاية التي ينظمها قانون مفوضية الانتخابات، إلا أن هدفها لا تخطئه عين.
ويعتبر كثيرون من المعنيين بالشأن الانتخابي هذه الدعاية الضمنية المبكرة «حيلاً شرعية» تسمح للمرشح بالترويج وتجنب المحاسبة القانونية. وينحي رئيس «كتلة الوركاء» النيابية، جوزيف صليوة، باللائمة على مفوضية الانتخابات لسماحها بهذه الحيل. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: إن «المفوضية تحابي البعض ولا تتخذ إجراءات رادعة بحق المخالفين الذين تنتشر صورهم في الشوارع والساحات. صحيح أن الصور والملصقات تظهر من دون رقم أو تسلسل، لكن دلالتها وإشاراتها لهذا الائتلاف أو ذاك واضحة جداً».
ويشير صليوة إلى أن «الخروقات للحملات الدعائية تقع داخل العراق وخارجه، لكن أكثرها خطورة تلك التي تحدث في الخارج؛ لأنها بعيدة عن رصد مفوضية الانتخابات ومراقبتها. شخصياً، أعرف شخصيات كثيرة في أوروبا وأميركا تروّج لأنفسها منذ أسابيع ولا تخشى محاسبة أي جهة».
ويتفق عضو مفوضية الانتخابات المستقلة حازم الرديني مع تصنيف هذه الظاهرة باعتبارها «حيلاً شرعية». لكنه يرى أنها «غير مؤثرة بشكل حاسم لأنها لا تحمل تسلسل المرشح ورقم قائمته الانتخابية». وقال لـ«الشرق الأوسط»: إن «محاسبة من يقوم بهذه الأعمال صعبة جداً، مع وجود أكثر من 7 آلاف مرشح، ثم إن من يضع تلك الإعلانات والصور قد يدعي أن أتباعه أو المؤيدين له قاموا بذلك».
ويلفت الرديني إلى «إمكان محاسبة البعض حتى لو لم يضعوا أرقام تسلسلهم أو قوائمهم في حال تقديم شكوى من مرشحين منافسين لهم تثبت تأثير ذلك على شروط المنافسة الانتخابية». ويشير إلى أن «المفوضية ستكون أكثر قدرة على محاسبة المخالفين لضوابط الحملات الانتخابية بعد المصادقة على أسماء المرشحين ومعرفة أرقام تسلسلهم وأسماء قوائمهم».
ويرى خبير الحملات الدعائية قاسم محمد جبار، أن «الحيل الشرعية قائمة على قدم وساق منذ أسابيع، وتمارس من قبيل جميع القوى والائتلافات والشخصيات التي تعتزم خوض انتخابات مايو». وقال لـ«الشرق الأوسط»: إن «الحيل باتت معروفة تقريباً، ومنها أن المرشح يضع صورته في أحد الشوارع ويكتب تحتها: العشيرة الفلانية تهنئ ابنها البار فلان الفلاني على ترشيحه لمجلس النواب، ومنها أيضاً أن تقوم إحدى المناطق بإعلان تأييدها لمرشح أو ائتلاف معين عبر نشر إعلانات وصور في الساحات والشوارع».
ويعترف جبار بشيوع ظاهرة «الحيل الشرعية» على نطاق واسع. ويقول: «جميع الكيانات والشخصيات والكتل السياسية المرشحة تفعل ذلك... قبل أيام ألقيت محاضرة عن الحملات الانتخابية لبعض المرشحين، ثم طرحت السؤال التالي: كيف نقوم بحملة دعائية من دون مخالفة قانونية؟ فانبرى أحد المرشحين قائلاً: سأنشر صور محاضرة اليوم في (فيسبوك) وأكتب عليها: أنهينا اليوم دورة تدريبية لإدارة الحملات الانتخابية... هذا النوع من التصرفات يندرج في خانة الحيل الشرعية».
غير أن المرشح عن «تحالف الفتح» نعيم العبودي، وهو أيضاً المتحدث باسم «عصائب أهل الحق»، يدافع عن هذه المظاهر التي يرى أنها «لا تتعلق بحيل شرعية قدر تعلقها بتهيئة أذهان جمهور الناخبين وعدم خرق قانون المفوضية المتعلق بالحملات الانتخابية». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لا وجود لحيل شرعية أو مشكلة في الترويج المبكر ووضع الإعلانات واللوحات الشخصية في الشوارع ما دامت لا تحمل رقماً، فقوانين المفوضية لا تحاسب على ذلك». ويقر العبودي بنشر لافتات كبيرة لصوره في بعض شوارع العاصمة، لكنه يرى أن ذلك «يشبه ظهور المرشح في المنصات الإعلامية المختلفة، ومنها المحطات التلفزيونية ومواقع التواصل الاجتماعي». لكنه شدد على «ضرورة التزام المرشحين بلوائح وتعليمات مفوضية الانتخابات بشأن الحملات الدعائية وعدم التجاوز عليها».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».