آلاف المدنيين يفرون من الغوطة المحاصرة

المرصد يحصي خروج أكثر من 12 ألف مدني من حمورية وبلدات مجاورة

نزوح جماعي يعد الأكبر منذ بدء التصعيد في آخر معاقل المعارضة  بالغوطة (رويترز)
نزوح جماعي يعد الأكبر منذ بدء التصعيد في آخر معاقل المعارضة بالغوطة (رويترز)
TT

آلاف المدنيين يفرون من الغوطة المحاصرة

نزوح جماعي يعد الأكبر منذ بدء التصعيد في آخر معاقل المعارضة  بالغوطة (رويترز)
نزوح جماعي يعد الأكبر منذ بدء التصعيد في آخر معاقل المعارضة بالغوطة (رويترز)

خرج الآلاف من المدنيين من جيب داخل الغوطة الشرقية المحاصرة اليوم (الخميس) مع تقدم قوات النظام داخل بلدة رئيسية، في «نزوح جماعي» يعد الأكبر منذ بدء التصعيد في آخر معاقل المعارضة قرب دمشق.
ودخلت صباح اليوم قافلة مساعدات إنسانية تحمل مواد غذائية إلى مدينة دوما، وتسبب قصف بقذائف الهاون على المدينة بتوقف إفراغ حمولتها لوقت قصير قبل استئنافها مجدداً.
ويدخل النزاع الدامي في سوريا عامه الثامن مع حصيلة قتلى تخطت 350 ألف شخص، فيما تستمر المعارك على جبهات عدة وتحديداً في شمال البلاد، حيث تقود القوات التركية هجوماً ضد منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية.
ودخلت قوات النظام ليل أمس (الأربعاء) بلدة حمورية التي تعد من البلدات الرئيسية الواقعة في جيب تحت سيطرة «فيلق الرحمن» في جنوب المنطقة المحاصرة، وسيطرت على أكثر من نصف مساحتها، بعد أيام من الغارات والقصف الكثيف.
وتواصل القصف على البلدة ومحيطها رغم «هدنة» يومية أعلنتها روسيا في 27 فبراير (شباط)، ويتخللها فتح ممر إنساني لخروج المدنيين.
وغداة تقدم قوات النظام داخل البلدة، خرج الآلاف من المدنيين اليوم باتجاه مناطق سيطرة قوات النظام في منطقة عدرا، حيث كانت حافلات وسيارات إسعاف بانتظار نقلهم إلى مراكز إقامة مؤقتة قرب دمشق.
وحمل المدنيون وغالبيتهم من النساء والأطفال أغراضهم وحقائبهم، وخرج معظمهم سيراً على الأقدام ويجر بعضهم عربات أطفال، بينما استقل آخرون دراجات نارية وسيارات، عبر ممر من بلدة حمورية باتجاه منطقة عدرا، وفق ما أفاد مراسلان لوكالة «الصحافة الفرنسية» على جانبي المعبر.
وقدر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، عدد المدنيين الذين خرجوا من حمورية وبلدات مجاورة بينها كفر بطنا وسقبا وجسرين منذ ساعات الصباح بأكثر من 12 ألف مدني.
وأشار إلى انسحاب فصيل «فيلق الرحمن» من المناطق المحيطة بالممر الإنساني.
وأفاد: «إنه النزوح الجماعي الأكبر منذ بدء قوات النظام هجومها على الغوطة الشرقية» في 18 فبراير.
ورجح متحدث باسم الجيش الروسي وفق ما نقلت عنه وكالات روسية خروج ما لا يقل عن 13 ألف شخص من حمورية نهاية اليوم.
وتشنّ قوات النظام منذ 18 حملة جوية عنيفة، ترافقت لاحقاً مع هجوم بري تمكنت خلاله من السيطرة على أكثر من 60 في المائة من مساحة المنطقة المحاصرة ومن تقسيمها إلى ثلاثة جيوب.
وتسبّب الهجوم حتى الآن بمقتل 1249 مدنياً بينهم 252 طفلاَ، وفق المرصد.
وفاقم الهجوم من معاناة 400 ألف مدني يقيمون في المنطقة وفق الأمم المتحدة، وتحاصرهم قوات النظام بشكل محكم منذ عام 2013، مما تسبب بنقص فادح في المواد الغذائية والأدوية واللوازم الطبية.
ودخلت اليوم قافلة مساعدات مشتركة بين الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري إلى مدينة دوما، كبرى مدن الغوطة الشرقية تحت سيطرة «جيش الإسلام».
وتضم القافلة 25 شاحنة تحمل مواد غذائية مخصصة لـ26100 شخص، وفق ما أفاد المنسق الإعلامي للجنة الدولية للصليب الأحمر بافل كشيشيك لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأعلنت اللجنة على حسابها على «تويتر» إن المساعدات «جزء بسيط مما تحتاجه هذه العائلات».
وكان لافتاً دخول رئيس اللجنة الدولية بيتر ماورير الذي يزور سوريا منذ أيام في عداد القافلة.
وبعد وصولها إلى دوما، وأثناء إفراغ حمولتها، سقطت قذائف هاون عدة قريبة مما أدى إلى توقف العملية لنحو عشرين دقيقة، قبل أن يتم استئنافها وفق ما أفاد مراسل الصحافة الفرنسية في المدينة.
ويأتي إدخال المساعدات إلى المدينة التي تشهد تراجعاً ملحوظاً في وتيرة القصف منذ مطلع الأسبوع، غداة إخراج دفعتين من الحالات المرضية مع مرافقيهم من المدنيين، بناء على اتفاق بين جيش الإسلام والجانب الروسي بوساطة من الأمم المتحدة.
وتم منذ الثلاثاء إجلاء 220 مدنياً على الأقل بينهم 60 حالة مرضية، بحسب المرصد، إلى مركز إيواء مؤقت قرب دمشق.



السوداني: لا مجال لربط التغيير في سوريا بتغيير النظام السياسي في العراق

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (رويترز)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (رويترز)
TT

السوداني: لا مجال لربط التغيير في سوريا بتغيير النظام السياسي في العراق

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (رويترز)
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (رويترز)

أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اليوم (السبت) ضرورة ترك الخيار للسوريين ليقرروا مصيرهم.

وقال السوداني في كلمة خلال مشاركته اليوم في الحفل التأبيني الذي أقيم في بغداد بمناسبة ذكرى مقتل الرئيس السابق لـ«المجلس الأعلى في العراق» محمد باقر الحكيم: «حرصنا منذ بدء الأحداث في سوريا على النأي بالعراق عن الانحياز لجهة أو جماعة».

وأضاف: «هناك من حاول ربط التغيير في سوريا بالحديث عن تغيير النظام السياسي في العراق، وهو أمر لا مجال لمناقشته».

وأوضح أن «المنطقة شهدت منذ أكثر من سنة تطورات مفصلية نتجت عنها تغيرات سياسية مؤثرة».

وتابع السوداني، في بيان نشره المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي على صفحته بموقع «فيسبوك»: «نمتلك نظاماً ديمقراطياً تعددياً يضم الجميع، ويضمن التداول السلمي للسلطة، ويسمح بالإصلاح وتصحيح الخلل تحت سقف الدستور والقانون، وليس من حق أحد أن يفرض علينا التغيير والإصلاح في أي ملف، اقتصادياً كان أم أمنياً، مع إقرارنا بوجود حاجة لعملية الإصلاح في مختلف المفاصل».

ولفت إلى إكمال «العديد من الاستحقاقات المهمة، مثل إجراء انتخابات مجالس المحافظات، والتعداد السكاني، وتنظيم العلاقة مع التحالف الدولي، وتأطير علاقة جديدة مع بعثة الأمم المتحدة»، مشيراً إلى أن «الاستحقاقات من إصرار حكومتنا على إكمال جميع متطلبات الانتقال نحو السيادة الكاملة، والتخلص من أي قيود موروثة تقيد حركة العراق دولياً».

وأكد العمل «على تجنيب العراق أن يكون ساحة للحرب خلال الأشهر الماضية، وبذلنا جهوداً بالتشاور مع الأشقاء والأصدقاء، وبدعم متواصل من القوى السياسية الوطنية للحكومة في هذا المسار»، مشدداً على استعداد بلاده «للمساعدة في رفع معاناة أهل غزة، وهو نفس موقفنا مما تعرض له لبنان من حرب مدمرة».

ودعا السوداني «العالم لإعادة النظر في قوانينه التي باتت غير قادرة على منع العدوان والظلم، وأن يسارع لمساعدة المدنيين في غزة ولبنان، الذين يعيشون في ظروف قاسية».