غارات للتحالف على مواقع حوثية في صنعاء والحديدة

TT

غارات للتحالف على مواقع حوثية في صنعاء والحديدة

شنت مقاتلات تحالف دعم الشرعية في اليمن عدداً من الغارات الجوية على مواقع وتجمعات الانقلابيين في قاعدة الديلمي الجوية ومطار صنعاء الدولي في العاصمة اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون بالقوة، ما تسبب في انفجارات قوية من المواقع المستهدفة وسط تحليق مكثف لمقاتلات التحالف.
كما استهدفت غارات مماثلة مواقع الميليشيات في سلسلة جبال حام بمديرية المتون بمحافظة الجوف، بالإضافة إلى الدفاع الجوي في مدينة الحديدة، خلف منصة 22 مايو (أيار) جنوب المدينة، ومواقع أخرى في مديرية الجراحي.
من جهتها قصفت مدفعية قوات الجيش الوطني بكثافة مواقع وتعزيزات وآليات قتالية لميليشيا الحوثي الانقلابية، اليوم الأربعاء، في مديرية نهم، شرق العاصمة صنعاء.
وطبقا لمصدر عسكري ميداني، نقل عنه موقع الجيش الوطني «سبتمبر نت»، فقد أكد أن «مدفعية قوات الجيش الوطني قصفت بشكل مكثف، في الساعات الأولى من فجر الأربعاء، مواقع وتجمعات للميليشيا الحوثية غرب منطقتي ضبوعة، والبياض، في مديرية نهم، بالتزامن مع قصف مماثل لتعزيزات وآليات قتالية للميليشيا الحوثية في مفرق قطبين، الواقع على مشارف منطقة مسورة، بالمديرية ذاتها».
وأضاف: «شنت مقاتلات التحالف غارات جوية استهدفت مواقع وتجمعات وتعزيزات للميليشيا الحوثية بالمديرية ذاتها، مخلفة عدداً من القتلى والجرحى».
كما أكد المصدر ذاته أن «أكثر من 100 عنصر من الميليشيا الحوثية سقطوا ما بين قتيل وجريح جراء القصف والغارات، إضافة إلى تدمير أربعة أطقم قتالية ومدرعة وكمية كبيرة من الأسلحة والذخائر».
ويأتي ذلك بعد خسائر كبيرة تكبدتها الميليشيات الحوثية الانقلابية، مساء الثلاثاء، بمدفعية الجيش الوطني الذي كثف من قصفه على مواقع وتجمعات ميليشيات الانقلاب في مواقع متفرقة بمديرية نهم، البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء، بما فيها مواقع وتجمعات غرب ضبوعة وغرب البياض، وفي مفرق قطبين، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الميليشيات. كما شهدت جبهة الميمنة، أقصى شمال مديرية نهم، مواجهات متقطعة بين الجيش الوطني الميليشيات الانقلابية، تمكنت خلالها قوات الجيش من استعادة عدد من التباب غرب جبل الزلزال وتكبيد الميليشيات خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات.
إلى ذلك، تفقد مستشار رئيس الجمهورية للشؤون العسكرية الفريق الركن محمد علي المقدشي جبهات القتال شرق العاصمة صنعاء، وعقد اجتماعا بقيادة المنطقة العسكرية السابعة، حيث اطلع على مستجدات الوضع في جبهات القتال، واستمع إلى تقرير مفصل من قائد المنطقة اللواء الركن ناصر الذيباني تضمن شرحا تفصيليا عن جاهزية المنطقة السابعة ووحداتها وسير العمليات العسكرية.
ونقل موقع وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، عن المقدشي، تأكيده «عدم اكتفاء قوات الجيش بالرد وكسر الهجمات فقط، والتوغل في مواقع جديدة للعدو ومطاردة الميليشيات في الجبال». مشيدا في الوقت ذاته بما تحققه قوات الجيش الوطني ومستوى «الرد والتكتيك القتالي خلال معارك الأسابيع المنصرمة مع الميليشيات الانقلابية، وإفشال هجماتها التي ظلت تحشد لها قرابة عام كامل».
وثمن المقدشي جهود الدعم والإسناد الذي تقدمه دول تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. وقال إن القوات (تمضي) في «سبيل استعادة الدولة اليمنية وقطع يد إيران في المنطقة».


مقالات ذات صلة

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.