محاولة الاغتيال... «الكل في دائرة الشك ولا اتهامات»

TT

محاولة الاغتيال... «الكل في دائرة الشك ولا اتهامات»

لا يمكن توجيه اتهام مباشر لجهة محددة في قطاع غزة، بالوقوف خلف محاولة اغتيال رئيس الوزراء رامي الحمد الله، ورئيس المخابرات الفلسطينية اللواء ماجد فرج، لأن غزة تعد ملعباً جيداً للكثير من التنظيمات والجماعات المسلحة المرتبطة بجهات داخلية وخارجية أيضا.
وعلى الرغم من تحميل الرئاسة الفلسطينية وحركة فتح المسؤولية الكاملة عن محاولة الاغتيال لحماس، فإنهما لم يتهماها بالوقوف وراء المحاولة، وما بين تحميل المسؤولية والاتهام بالتنفيذ ثمة بون شاسع.
ويعتقد مراقبون أن حماس لو أرادت مثل هذه العملية لكانت نجحت في ذلك، قياسا بالإمكانات التي تتمتع بها الحركة على أرض تسيطر عليها.
وإضافة إلى آلاف من رجال الأمن التابعين للحركة، يوجد جناح لها مسلح، يعد القوة الرئيسية الأولى في القطاع بلا منافس، وهي قوة مهابة إلى حد كبير وتملك إمكانات استثنائية.
أما حماس نفسها، فطالبت أي جهات تتهمها أو تحملها المسؤولية بالتريث. وقال زعيم الحركة إسماعيل هنية، أن الحركة تفرق بين الخصومة السياسية والأعمال المدانة. ووصف الحمد الله بضيف على أهل القطاع.
واختار هنية أن يحمل إسرائيل المسؤولية. وقال أيضا إن أمن غزة سيلاحق الفاعلين.
لكن إذا لم تكن حماس تقف خلف ذلك، فما هي السيناريوهات الممكنة؟ ثمة نقاش عالٍ في الشارع الفلسطيني حول من المستفيد؟
يعتقد كثيرون أن إسرائيل مستفيدة بطريقة مباشرة، وأن عملاء تابعين لها ربما يقفون خلف ذلك. أما الهدف فقد يكون خلط الأوراق من جديد وتخريب المصالحة. لم يتهم أحد إسرائيل مباشرة ولم يعقب مسؤولون إسرائيليون على الحادث. غير أن الإعلام الإسرائيلي ركز على أن الحادثة قد تكون إشارة إلى ما يمكن أن يكون عليه الأمر خلال مرحلة ما بعد عباس.
البعض يذهب إلى اتهام جماعات متشددة في القطاع، قد يكون هدفها إحراج حماس وضرب علاقتها أكثر بالسلطة، بالنظر إلى العلاقة المتوترة بين هذه الجماعات وحماس نفسها، والبعض يرى أن معارضين داخل الحركة التي يتزعمها عباس ربما أرادوا إرسال رسائل إليه، وفضل بعض الذين يؤمنون بنظرية المؤامرة تبني فكرة أنها مسرحية معدة سلفا.
لكن الرد المهني والموزون جاء من ماجد فرج، مدير المخابرات الفلسطينية، الذي كان هدفا للاغتيال، إذ قال إنه من المبكر اتهام أحد.
ستحاول حماس الكشف مبكرا عمن يقف خلف العملية، وسيعمل رجال السلطة على ذلك أيضا، من دون أن ينتظروا حماس. وربما لدول إقليمية كذلك مصلحة في كشف من تورط في التفجير، ولماذا ولمصلحة من؟



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.