السعودية تحتفي بـ«قياديات» في التنمية والقانون والابتكار

فزن بجوائز للشابات نظمها صندوق الأمير سلطان

أماني الشعلان - هديل أيوب
أماني الشعلان - هديل أيوب
TT

السعودية تحتفي بـ«قياديات» في التنمية والقانون والابتكار

أماني الشعلان - هديل أيوب
أماني الشعلان - هديل أيوب

أسهمت الأفكار المبتكرة التي أطلقتها ثلاث سعوديات في فوزهن بجائزة «القيادية الشابة» التي نظّمها صندوق الأمير سلطان بن عبد العزيز لتنمية المرأة بالدمام مساء أول من أمس.
وتشترك الفائزات في استثمارهن وسائل التقنية لتحقيق نجاحات مجتمعية ذات كفاءة عالية، فالمحامية أفنان الدخيل التي فازت عن قطاع الثقافة والفنون، قضت نحو ثلاث سنوات في نشر الثقافة القانونية بين أفراد المجتمع السعودي، مستثمرة تطبيقات التواصل الاجتماعي (تويتر - انستغرام - يوتيوب وغيرها)، وقدّمت خلال ذلك أكثر من خمسة آلاف استشارة قانونية بريدية للمستفيدين بالمجان.
وأوضحت الدخيل لـ«الشرق الأوسط»، أنّها أطلقت أيضاً برنامج «دقيقة حقوقية» الذي يتمثل في حلقات فيديو مصورة لنشر الوعي القانوني بشكل أسبوعي. قائلة: «لم يكن يوجد حينها جهود كبيرة في نشر الثقافة القانونية، ولمست جهل البعض وكثرة الشائعات المغلوطة بقضايا عدة، وهذا كان دافعاً لي». أسست الدخيل التي بدأت نشاطها التوعوي عام 2015، «مدونة الحضانة» المتعلقة بالأحكام والتشريعات حول حضانة الأبناء التي حازت على أكثر من 160 ألف مشاهدة.
أمّا الفائزة عن قطاع التنمية المجتمعية أماني الشعلان، فاستثمرت أيضاً وسائل الاتصال الحديثة لخدمة المجتمع، إذ فازت بالجائزة نظير جهدها في المبادرة التكافلية «خير السعودية» التي تمثّل همزة وصل بين المتبرعين والمحتاجين، لتحدث حراكاً لافتاً في مفهوم العمل الخيري لدى الشباب.
وذكرت الشعلان لـ«الشرق الأوسط» أنّ «خير السعودية» كانت بالأساس مبادرة ثم تحولت إلى مؤسسة وقفية تعتبر من أوائل الأوقاف التقنية التي تربط بين المحتاج وفاعل الخير بهدف المساعدة، مشيرة إلى أنّها تحاول إعادة صياغة العمل الخيري. كما فازت أيضاً هديل أيوب بالجائزة عن قطاع العلوم والتقنية، وهي صاحبة اختراع قفاز ذكي لتحويل لغة الإشارة إلى نصوص وكلمات الذي يحقق فائدة كبيرة لفئة الصم ما يعني أن أيوب استثمرت مجال معرفتها وتخصّصها في خدمة شريحة من المجتمع باستثمار عالي الجودة للتقنية الحديثة.



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.