فيتامين «ب ـ 3» يساعد في منع العمى

ينتج الطاقة المطلوبة لتمديد حياة الخلايا

TT

فيتامين «ب ـ 3» يساعد في منع العمى

يأمل الباحثون في أن يكون فيتامين «ب - 3» العلاج المساعد في منع العمى لدى مرضى الغلوكوما. وتجري الآن التجارب الإكلينيكية على مستوى العالم في مركز أبحاث العيون في أستراليا (سيرا)، لدى المستشفى الفيكتوري للعين والأذن في مدينة ملبورن، من أجل اختبار فعالية فيتامين «ب - 3» لدى مرضى الغلوكوما.
وقالت الدكتورة فلورا، من مركز «سيرا» للأبحاث، إن الفيتامين، الذي يستخدم بالاقتران مع علاجات أخرى، ينتج الطاقة المطلوبة في تمديد حياة الخلايا. وأضافت الدكتورة فلورا: «بالأساس، فإن الخلايا الموجودة في مؤخرة العين المصابة تشبه إلى حد ما المحرك الذي يعمل بخشونة. وإضافة فيتامين (ب - 3) إليها يشبه إضافة بعض من زيوت المحركات بصورة أساسية».
وتتبع التجربة الإكلينيكية دراسة ناجحة أجريت على الفئران في الولايات المتحدة الأميركية، التي خلصت إلى أن الجرعات العالية من فيتامين «ب - 3» حالت دون ظهور مرض العين المدمر.
وأردفت الدكتورة فلورا قائلة: «لا يوجد علاج واضح، فإن جميع العلاجات التي نقدمها تهدف إلى تخفيض ضغط العين، في مرض الغلوكوما، ولذلك فإننا نأمل أن يستكمل الفيتامين هذه العلاجات، في محاولة للحيلولة دون تطور المرض في المستقبل».
لاحظت روزماري ووركمان، 61 عاما، وجود خلل في بصرها قبل 3 سنوات. وهي تقول: «هناك جانب مفقود من مجال الإبصار عندي. فإذا فكرت في صورة ما، فهناك جزء بسيط من هذه الصورة غير موجود، ويحاول المخ ملء الثغرات، ولكن هناك مناسبات ألاحظ فيها وجود هذه الثغرات».
كان تشخيص السيدة ووركمان يقول إنها مصابة بمرض الغلوكوما، وهي حالة تؤثر على بؤرة العين لدى 60 مليون شخص حول العالم ونحو 300 ألف منهم في أستراليا، ونصف هذا الرقم لا يخضع للتشخيص الصحيح.
وقال الدكتور لوي، إن تلف العصب البصري يؤثر بوجه عام على الرؤية الجانبية للعين قبل تدهور صحة العين بصورة تدريجية مع مرور الوقت.
وأضاف الدكتور لوي قائلا: «نعلم أن هناك ما يقرب من 10 مواطنين في أستراليا فوق سن 80 عاما سوف يصابون بمرض الغلوكوما، ولكن في واقع الأمر، فإننا نرى أشخاصا في أعمار الأربعين والخمسين يصابون بذلك المرض أيضا».
وتعتبر السيدة ووركمان جزءا من التجربة الإكلينيكية للدكتورة فلورا، وتتناول فيتامين «ب - 3» إلى جانب قطرات العين مرتين يوميا، للمساعدة في تخفيض الضغط على الخلايا العصبية في مؤخرة العين. وتستمر التجارب الإكلينيكية لمدة 6 أشهر لكل مريض، ومن المتوقع ظهور النتائج بحلول نهاية العام الجاري. وقال الدكتور لوي: «يمكننا في الواقع إثبات أن فيتامين (ب - 3) مفيد للمرضى، ويمكن للناس الذهاب إلى الصيدليات غدا وشراء ذلك المكمل من هناك مباشرة».



خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».