الهند تتوقع ارتفاع أسعار النفط حتى 120 دولارا لأشهر

تعتبر رابع أكبر مستهلك له في العالم

الهند تتوقع ارتفاع أسعار النفط حتى 120 دولارا لأشهر
TT

الهند تتوقع ارتفاع أسعار النفط حتى 120 دولارا لأشهر

الهند تتوقع ارتفاع أسعار النفط حتى 120 دولارا لأشهر

قال مصدران حكوميان إن الحكومة الهندية تتوقع ارتفاع أسعار النفط حتى 120 دولارا للبرميل لعدة أشهر بسبب القتال الدائر في العراق، وهو ما قد يسبب عجزا لا يقل عن 200 مليار روبية (4.‏3 مليار دولار) في الميزانية.
وكان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي حقق فوزا كاسحا في الانتخابات العامة التي أجريت الشهر الماضي بعد أن وعد بتسريع وتيرة النمو الاقتصادي وتوفير فرص عمل جديدة مستفيدا من سخط الناخبين من أطول تباطؤ تشهده الهند في ربع قرن.
ويواجه وزير المالية أرون جيتلي مخاوف من تضخم أسعار الغذاء قبل تقديم أولى مشروعاته لميزانية البلاد الشهر المقبل، ويواجه الآن احتمال تضخم فاتورة الدعم الحكومي للنفط بسبب ارتفاع أسعار الخام.
وقال مسؤول كبير بوزارة المالية لـ«رويترز» طالبا عدم ذكر اسمه: «إذا ظلت أسعار النفط مرتفعة لمدة 3 - 4 أشهر في حدود 120 دولارا للبرميل فقد يكون لها تأثير كبير على العجز في الميزانية والنمو الاقتصادي».
وأضاف المسؤول أن ذلك قد يزيد تكاليف الدعم بما يتراوح بين 200 مليار و225 مليار روبية في السنة المالية التي تنتهي في 31 مارس (آذار) 2015.
ومن شأن ذلك أن يشكل خطرا على هدف العجز البالغ 1.‏4 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي الذي أقرته الحكومة السابقة.
وقال المصدر: «إذا ظلت أسعار النفط مرتفعة فلن يكون من السهل تحقيق هدف العجز في الميزانية».
وتستورد الهند رابع أكبر مستهلك للنفط في العالم نحو أربعة ملايين برميل يوميا من الخام بتكلفة 165 مليار دولار سنويا بالأسعار الحالية أو ما يزيد على ثلث فاتورة الواردات.
وارتفعت أسعار خام برنت ثلاثة دولارات إلى 113 دولارا للبرميل على مدى الأسبوع الأخير الذي سيطر فيه مسلحون متشددون على مناطق في شمال العراق وهددوا سلطة الحكومة في بغداد.
وتتحمل الحكومة الهندية تكلفة سنوية تقدر بنحو 70 مليار روبية (نحو 2.‏1 مليار دولار) لكل دولار زائد في أسعار النفط من أجل تعويض شركات النفط الحكومية عن بيع الديزل والكيروسين وغيرهما من الوقود بأسعار أقل من التكلفة (الدولار يساوي 7000.‏59 روبية هندية).
واستقر أمس سعر مزيج برنت في العقود الآجلة فوق 113 دولارا للبرميل يوم الثلاثاء بعدما محت المخاوف من أن يعطل العنف في العراق الصادرات إثر تحسن العلاقات بين الغرب وإيران فيما قد يعزز صادراتها.
واستولى مقاتلون سنة على مدن في شمال العراق خلال الأسبوع الأخير لكن صادرات العراق البالغة 3.‏3 مليون برميل يوميا لم تتأثر حتى الآن.
وقتل عشرات العراقيين أول من أمس أثناء معركة للسيطرة على عاصمة إقليمية وأغلق القتال أكبر مصفاة نفط في البلاد مما يحرم أجزاء من العراق من الوقود والكهرباء.
كانت أسعار برنت ارتفعت نحو أربعة في المائة الأسبوع الماضي في أكبر زيادة منذ يوليو (تموز) من العام الماضي، لكن موجة الصعود توقفت بعد قيام الحكومة العراقية بتشديد الإجراءات الأمنية حول المنشآت النفطية.
وقد ارتفع سعر خام برنت في العقود الآجلة تسليم أغسطس (آب) 62 سنتا إلى 56.‏113 دولار للبرميل. وأغلق العقد على ارتفاع 48 سنتا الاثنين الماضي بعد أن صعد خلال المعاملات إلى 28.‏113 دولار.
من جهتها قفزت أسعار العقود الآجلة للنفط الأميركي أوائل التعامل في آسيا أمس الأربعاء، إذ إن التوترات في العراق ألقت بظلال من الشك على أهداف هذا البلد العضو في منظمة «أوبك» بشأن صادرات النفط وتراجعت مخزونات الخام في الولايات المتحدة أكثر مما كان متوقعا الأسبوع الماضي.
وفي التعاملات الإلكترونية لبورصة «نايمكس» ارتفع سعر العقود الآجلة للخام الأميركي الخفيف لتسليم يوليو 20.‏0 دولار إلى 56.‏106 دولار للبرميل بعد إغلاقها عند التسوية أول من أمس منخفضة 54 سنتا إلى 36.‏106 دولار.
وانخفض سعر عقود مزيج النفط الخام برنت لتسليم أغسطس 20 سنتا إلى 25.‏113 دولار للبرميل. وكان العقد ارتفع عند التسوية يوم الثلاثاء 51 سنتا إلى 45.‏113 دولار للبرميل.
وأظهرت بيانات معهد البترول الأميركي أول من أمس أن مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام هبطت أكثر مما كان متوقعا الأسبوع الماضي وأن مخزونات نواتج التقطير سجلت زيادة.
وقال المعهد في تقريره الأسبوعي إن مخزونات النفط الخام انخفضت 7.‏5 مليون برميل خلال الأسبوع إلى 2.‏378 مليون برميل مقارنة مع تنبؤات المحللين بهبوط قدره 650 ألف برميل.
وقال التقرير إن مخزونات الخام في مستودع تسليم عقود «نايمكس» في كوشينغ بأوكلاهوما زادت 255 ألف برميل. وأضاف التقرير قوله إن عمليات التكرير في المصافي انخفضت 101 ألف برميل يوميا.
وقال المعهد إن مخزونات البنزين انخفضت 48 ألف برميل بتنبؤات المحللين في استطلاع «رويترز» بهبوط قدره 113 ألف برميل.
وزادت مخزونات المقطرات التي تشمل الديزل وزيت التدفئة 531 ألف مليون برميل مقارنة مع توقعات المحللين بزيادة قدرها 300 ألف برميل.
وهبطت واردات الولايات المتحدة من النفط الخام الأسبوع الماضي 411 ألف برميل يوميا إلى 7 ملايين «ب.ي».



بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
TT

بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)

حثت وزارة الخارجية الصينية يوم الجمعة الساسة الأميركيين على ممارسة المزيد من «الحس السليم» بعد أن دعا عضو في مجلس الشيوخ الأميركي إلى إجراء تحقيق في واردات الثوم الصيني، مستشهدا بمخاوف بشأن سلامة الغذاء وممارسات العمل في البلاد.

وكتب السيناتور الجمهوري ريك سكوت إلى العديد من الإدارات الحكومية الأميركية هذا الأسبوع، واصفا في إحدى رسائله الثوم الصيني بأنه «ثوم الصرف الصحي»، وقال إن استخدام البراز البشري سمادا في الصين أمر يثير القلق الشديد.

وفي رسائل أخرى، قال إن إنتاج الثوم في الصين قد ينطوي على ممارسات عمالية استغلالية وإن الأسعار الصينية المنخفضة تقوض جهود المزارعين المحليين، ما يهدد الأمن الاقتصادي الأميركي.

وتعتبر الولايات المتحدة الصين أكبر مورد أجنبي لها للثوم الطازج والمبرد، حيث يتم شحن ما قيمته ملايين الدولارات منه عبر المحيط الهادئ سنويا.

وقالت ماو نينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، عندما سُئلت في مؤتمر صحافي دوري عن رسائل سكوت: «لم يكن الثوم ليتخيل أبداً أنه سيشكل تهديداً للولايات المتحدة... ما أريد التأكيد عليه هو أن تعميم مفهوم الأمن القومي وتسييس القضايا الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية وتسليحها لن يؤدي إلا إلى زيادة المخاطر الأمنية على سلسلة التوريد العالمية، وفي النهاية إلحاق الضرر بالآخرين وبنفسنا». وأضافت: «أريد أيضاً أن أنصح بعض الساسة الأميركيين بممارسة المزيد من الحس السليم والعقلانية لتجنب السخرية».

ومن المتوقع أن تتصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم عندما يعود دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني)، بعد أن هدد بفرض تعريفات جمركية تتجاوز 60 في المائة على واردات الولايات المتحدة من السلع الصينية.

وخلال فترة ولاية ترمب الأولى، تعرض الثوم الصيني لزيادة التعريفات الجمركية الأميركية إلى 10 في المائة في عام 2018، ثم إلى 25 في المائة في عام 2019. وكان الثوم من بين آلاف السلع الصينية التي فرضت عليها تعريفات جمركية أعلى خلال الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتي كانت السمة المميزة لرئاسته.

ومن غير المرجح أن تهز أي إجراءات عقابية على الثوم الصيني وحده التجارة الثنائية الإجمالية، حيث تمثل شحناته جزءاً ضئيلاً فقط من صادرات الصين البالغة 500 مليار دولار إلى الولايات المتحدة العام الماضي.

وفي سياق منفصل، قال المكتب الوطني الصيني للإحصاء يوم الجمعة إن إجمالي إنتاج الحبوب في الصين بلغ مستوى قياسيا يتجاوز 700 مليون طن متري في عام 2024، مع تحرك بكين لتعزيز الإنتاج في سعيها لتحقيق الأمن الغذائي.

وقال وي فنغ هوا، نائب مدير إدارة المناطق الريفية، في بيان، إن إنتاج العام في أكبر مستورد للحبوب في العالم بلغ 706.5 مليون طن، بعد حصاد أكبر من الأرز الأساسي والقمح والذرة. وأظهرت بيانات المكتب أن هذا أعلى بنسبة 1.6 في المائة من حصاد عام 2023 البالغ 695.41 مليون طن.

وقال وي: «كان حصاد الحبوب هذا العام وفيراً مرة أخرى، بعد أن تبنت المناطق والسلطات الصينية بشكل صارم مهام حماية الأراضي الزراعية والأمن الغذائي، مع التغلب على الآثار السلبية للكوارث الطبيعية».

وتعتمد الصين بشكل كبير على الواردات من البرازيل والولايات المتحدة لإطعام سكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة. وفي السنوات الأخيرة، كثفت الصين استثماراتها في الآلات الزراعية وتكنولوجيا البذور في إطار الجهود الرامية إلى ضمان الأمن الغذائي. وأظهرت البيانات أن إنتاج الأرز في عام 2024 ارتفع إلى 207.5 مليون طن، بزيادة 0.5 في المائة على أساس سنوي، في حين نما إنتاج القمح بنسبة 2.6 في المائة إلى 140.1 مليون طن. وشهد الذرة قفزة أكبر عند مستوى قياسي بلغ 294.92 مليون طن، بزيادة 2.1 في المائة عن العام السابق. وانخفضت فول الصويا بنسبة 0.9 في المائة إلى 20.65 مليون طن.

ويعزى الحصاد الوفير إلى زيادة زراعة الأرز والذرة، بالإضافة إلى غلة أفضل من الأرز والقمح والذرة.

وقال وي إن المساحة المزروعة بالحبوب على المستوى الوطني بلغت حوالي 294.9 مليون فدان (119.34 مليون هكتار)، بزيادة 0.3 في المائة عن العام السابق في السنة الخامسة على التوالي من التوسع.

وارتفعت مساحة زراعة الأرز للمرة الأولى منذ أربع سنوات، بنسبة 0.2 في المائة على أساس سنوي إلى 71.66 مليون فدان (29 مليون هكتار). كما ارتفعت مساحة زراعة الذرة بنسبة 1.2 في المائة إلى 110.54 مليون فدان (44.74 مليون هكتار). وانكمش حجم زراعة فول الصويا بنسبة 1.4 في المائة إلى 25.53 مليون فدان (10.33 مليون هكتار). كما انخفض حجم زراعة القمح بنسبة 0.2 في المائة إلى 58.32 مليون فدان (23.6 مليون هكتار).

وقالت وزارة الزراعة الصينية إنه على الرغم من زيادة الإنتاج، تظل الصين معتمدة على الإمدادات المستوردة من فول الصويا والذرة.