الشرطة البريطانية تنشر نتائج التحقيقات الأولية وهوية الطالبة السعودية المقتولة غدا

الضحية ثلاثينية.. والمتحدث باسم «أسيكس»: ثاني حادثة طعن في ثلاثة أشهر

صورة للمنطقة التي وقعت بها الحادثة، والمربع الأحمر يشير إلى مسرح الجريمة "موقع شرطة أسيكس"
صورة للمنطقة التي وقعت بها الحادثة، والمربع الأحمر يشير إلى مسرح الجريمة "موقع شرطة أسيكس"
TT

الشرطة البريطانية تنشر نتائج التحقيقات الأولية وهوية الطالبة السعودية المقتولة غدا

صورة للمنطقة التي وقعت بها الحادثة، والمربع الأحمر يشير إلى مسرح الجريمة "موقع شرطة أسيكس"
صورة للمنطقة التي وقعت بها الحادثة، والمربع الأحمر يشير إلى مسرح الجريمة "موقع شرطة أسيكس"

قالت شرطة أسيكس البريطانية (65 ميلا شمال شرقي لندن) إنها ستنشر غدا الخميس التفاصيل الكاملة لحادثة طعن طالبة سعودية في أحد شوارع مقاطعة كولشستر.
وأكد متحدث في مكتب الصحافة التابع للشرطة لـ«الشرق الأوسط» أن التحقيقات ما تزال جارية مع رجل خمسيني قبض عليه بعد الاشتباه بعلاقته بالحادثة، إلا أن التهم لم توجه له بشكل رسمي، ولم يطلق سراحه بعد.
وقال نيشن ويقرتني المتحدث الرسمي باسم شرطة أسيكس، إن الجهات الأمنية تعمل بالتنسيق مع السفارة السعودية في لندن وأضاف: "نعمل بالتنسيق مع السفارة السعودية". وتابع "أن الشرطة ستفصح صباح غد الخميس عن 3 عناصر معلوماتية وهي نتيجة استجواب الرجل الخمسيني المشتبه به والهوية الكاملة للضحية ونتائج التحليلات المرتبطة بالقضية".
وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط»، قال ويقرتني إن الضحية كانت طالبة تدرس في جامعة أسيكس ولم يتعرف أحد على هويتها حتى الآن، مؤكدا أن الشرطة ستواصل التحقيق وستنشر النتائج الأولية يوم غد الخميس.
من جهتها، طلبت شرطة أسيكس البريطانية اليوم الأربعاء من السكان والذين مروا بشوارع "أندروز أفينو" و"آفون وي" والمجرى المائي "سالاري بروك" في مقاطعة كولشستر شمال شرقي العاصمة لندن، أو من كانوا موجودين في تلك المنطقة يوم الحادث، من التواصل مع الشرطة للمساعدة في الوصول إلى قاتل الطالبة السعودية.
وقال البيان الصحافي لشرطة أسيكس إن الضحية في بداية الثلاثينات من العمر وكانت ترتدي عباءة زرقاء داكنة اللون وحجابا ملونا، وتحمل حقيبة سوداء بأطراف برتقالية.
وأعطت الشرطة أوصافا للضحية وللشارع الذي وقعت فيه الجريمة، مطالبة السكان أو من مروا بتلك المنطقة في الفترة من الثامنة صباحاً وحتى الحادية عشرة من صباح يوم أمس الثلاثاء ولاحظوا أي دليل قد يقود إلى القاتل، أن يتصلوا بالشرطة مباشرة.
كما طلب البيان من السكان التعاون في حال وجدوا أسلحة أو سكاكين أو حتى ملابس عليها بقع دماء ملقاة في الشوارع أو الحدائق المجاورة أن يسارعوا بالإبلاغ.
وتتابع السفارة السعودية في لندن بشكل مباشر مع الجهات المختصة في بريطانيا القضية.
وكان سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة الأمير محمد بن نواف، قد قال في تصريحات صحافية نشرت صباح اليوم، إنه يتابع القضية، مطالبا الجميع بأخذ الأخبار من مصدرها الرسمي.
وأكد بن نواف في تصريح بثته وكالة الأنباء السعودية، أنه اجتمع بمسؤولي قسم الرعايا السعوديين والشؤون القانونية للنظر في الإجراءات المناسبة لمتابعة القضية، وللوقوف إلى جانب أسرة الضحية وتوفير جميع ما يلزم لهم في مثل هذه الظروف.

(التفاصيل في الجريدة الورقية)


إسرائيل تمهد لضربة عسكرية لإيران بعد تدمير قدرات الجيش السوري

نتنياهو وغالانت في غرفة تحت الأرض يتابعان الضربة الموجهة لإيران يوم 26 أكتوبر 2024 (الدفاع الإسرائيلية)
نتنياهو وغالانت في غرفة تحت الأرض يتابعان الضربة الموجهة لإيران يوم 26 أكتوبر 2024 (الدفاع الإسرائيلية)
TT

إسرائيل تمهد لضربة عسكرية لإيران بعد تدمير قدرات الجيش السوري

نتنياهو وغالانت في غرفة تحت الأرض يتابعان الضربة الموجهة لإيران يوم 26 أكتوبر 2024 (الدفاع الإسرائيلية)
نتنياهو وغالانت في غرفة تحت الأرض يتابعان الضربة الموجهة لإيران يوم 26 أكتوبر 2024 (الدفاع الإسرائيلية)

إلى جانب الأهداف المتعددة، بما في ذلك الإقليمية والداخلية، التي حققتها الهجمات الإسرائيلية ضد القدرات العسكرية للجيش السوري، حقق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خطوة كبيرة نحو التحضير لهجوم واسع على إيران. فالحلم الذي راوده منذ 13 عاماً بتوجيه ضربة للمشروع النووي الإيراني أصبح، من وجهة نظره، أمراً واقعاً. ولديه شريك مهم يشجعه على ذلك، وهو الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

كان نتنياهو، ومن خلفه الجيش والمخابرات، مقتنعين بأن توجيه ضربة قاصمة للمشروع النووي الإيراني هو مشروع ضخم يفوق بكثير قدرات إسرائيل.

لذلك، حاول نتنياهو خلال الحرب جرّ أقدام الولايات المتحدة للقيام بالمهمة، لكنه فشل. فالرئيس جو بايدن ظل متمسكاً بموقفه مؤيداً للحوار الدبلوماسي مع طهران. غير أن الهجوم الذي شنته إسرائيل على إيران في 26 أكتوبر (تشرين الأول) غيّر القناعات. فقد كانت نتائج الهجوم قاسية على القدرات الدفاعية الإيرانية، وإيران أول من يعلم بذلك لكنها تفضل الصمت. وإذا أضفنا إلى ذلك أن خطة طهران لتطويق إسرائيل بأذرع عسكرية فتاكة تلقت ضربة قوية، حيث تم تدمير 60 إلى 70 في المائة من قدرات «حماس» العسكرية في غزة والضفة الغربية، وتدمير نصف قوة «حزب الله» على الأقل، فإنها قلّمت أظافر «الحرس الثوري» الإيراني.

طائرة مقاتلة إسرائيلية في مكان غير محدد في صورة نشرها الجيش في 26 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

ومع سقوط نظام بشار الأسد، أتيحت لإسرائيل فرصة مفاجئة ونادرة لضرب الجيش السوري، فاستغلتها دون تردد. وفي غضون أيام قليلة، دمرت سلاح الجو السوري وقواعده، وكذلك سلاح البحرية وموانئه، إلى جانب معظم الدفاعات الجوية وبطاريات الصواريخ. وكل ذلك دون أن تتعرض لإطلاق رصاصة واحدة، ليخرج الجيش الإسرائيلي من الهجوم بلا أي إصابة.

كما هو معروف، نفذ الجيش الإسرائيلي هذه العملية ليؤكد مكانته كأقوى جيش في المنطقة، ولإظهار أنه يرد على المساس به بمقاييس ضخمة غير مسبوقة في الحروب. كما كانت رداً على الانتقادات الداخلية في إسرائيل، خصوصاً بعد نقاط ضعفه التي ظهرت في 7 أكتوبر 2023 وخلال الحرب.

بالنسبة لنتنياهو، كانت العملية وسيلة لإثبات قوته السياسية لخصومه الذين يرونه «قائداً فاسداً ومحتالاً»، ولإظهار أنه يدير حرباً تحقق مكاسب هائلة. ومع سهولة انهيار نظام الأسد وتحطيم الجيش السوري، أصبحت هذه العملية تحقق مكسباً استراتيجياً لم تتوقعه أي مخابرات في العالم، ولم تتخيله أعتى الساحرات، حيث مهدت الطريق أمام نتنياهو للضربة التالية: إيران.

القبة الحديدية في إسرائيل تعترض الصواريخ الإيرانية (أرشيفية - رويترز)

اليوم، تناقلت جميع وسائل الإعلام العبرية تصريحات صريحة لمسؤولين كبار في الحكومة والجيش الإسرائيليَّيْن، يؤكدون فيها أن «الهدف المقبل للجيش الإسرائيلي هو توجيه ضربة لإيران». وذكر هؤلاء المسؤولون أن العمليات العسكرية الجارية في سوريا تهدف إلى «تنظيف الطريق، جواً وبراً»؛ لتمهيد الطريق لضربة مباشرة ضد إيران. كما أشار البعض إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي يدرس توجيه ضربة قاصمة للحوثيين في اليمن كجزء من هذه الاستعدادات.

بالطبع، يعتقد الخبراء أن ضرب إيران «ليس بالمهمة السهلة. فهي لا تزال دولة قوية، تخصص موارد هائلة لتعزيز قدراتها العسكرية، وتتبع عقيدة لا تعترف بالهزيمة أو الخسارة».

بالنسبة لإيران، حسابات الربح والخسارة ليست محورية؛ إذ تحتفل بالنصر دون هوادة مهما كان الثمن الذي تدفعه باهظاً، خصوصاً عندما يكون الآخرون هم من يتحملون التكلفة.

وفي إسرائيل، كما في دوائر سياسية عديدة في الولايات المتحدة والغرب، يزداد الاقتناع بأن القيادة الإيرانية تدرك التحديات والأخطار المتراكمة ضدها. ويُعتقد على نطاق واسع أنها قد ترى الحل الوحيد أمامها يكمن في تسريع تطوير قدراتها النووية العسكرية، وصولاً إلى إنتاج قنبلتها الذرية الأولى.

صورة جوية تظهر سفناً للبحرية السورية استهدفتها غارة إسرائيلية في ميناء اللاذقية الثلاثاء (أ.ف.ب)

هذا الواقع يشجع إسرائيل على المضي قدماً في تدمير المنشآت النووية الإيرانية، ليس فقط دفاعاً عن نفسها، بل أيضاً نيابة عن دول الغرب وحماية لمصالحها المشتركة. تدعم دول الغرب هذا التوجه. وقد بدأت إسرائيل بطرح هذا الملف منذ عدة أشهر أمام حلفائها، لكنها تطرحه الآن بقوة أكبر بعد انهيار نظام الأسد وتدمير قدرات الجيش السوري.

رغم إعجاب الغرب بالقدرات الإسرائيلية وإشادته بجيشها، الذي استطاع قلب الموازين وتحقيق مكاسب عسكرية بعد إخفاقه المهين أمام هجوم «حماس» في 7 أكتوبر، حيث يُتوقع أن تصبح هذه المكاسب مادة دراسية في الكليات الحربية، فإن هناك تساؤلات ملؤها الشكوك: هل هذه الحسابات الإسرائيلية واقعية ودقيقة؟ أم أنها تعتمد بشكل كبير على الغرور والغطرسة أكثر من التحليل المهني والتخطيط الاستراتيجي؟

إعلان مناهض لإسرائيل في طهران يظهر صواريخ إيرانية أبريل الماضي (إ.ب.أ)

وماذا سيكون موقف إسرائيل إذا تبين أن القيادة الإيرانية بدأت بالفعل الاستعداد للتحول إلى دولة نووية منذ التهديدات الأولى لها، وقد تُفاجئ العالم اليوم بإعلان تجربة نووية ناجحة، على غرار ما فعلته كوريا الشمالية عام 2007؟

وفي الداخل الإسرائيلي، تُطرح تساؤلات صعبة؛ أبرزها: «هل نخوض مغامرة كهذه، نخدم فيها الغرب وكل خصوم إيران في المنطقة، بينما ندفع نحن الثمن كاملاً؟».