تونس: نقاط مراقبة أمنية مضادة للرصاص

وسط مصاعب في تحديد عدد الإرهابيين العائدين من بؤر التوتر

TT

تونس: نقاط مراقبة أمنية مضادة للرصاص

شرعت وزارة الداخلية التونسية في تنفيذ برنامج أمني جديد يعتمد على توفير نقاط حراسة لعناصر الشرطة والحرس التونسي، العاملة على الطريق، أو في الفضاءات المفتوحة، مضادة للرصاص. وانطلقت هذه التجربة من مدينة بنزرت (60 كلم شمال العاصمة التونسية)، وتم تركيز 5 نقاط حراسة أمنيّة جاهزة بقيمة مالية ناهزت 81 ألف دينار تونسي (نحو 35 ألف دولار أميركي).
وذكرت مصادر أمنية تونسية أن هذا المشروع يتنزل «في إطار مجهود السلطات التونسية لتحسين وتعزيز ظروف عمل قوات الأمن، ومساعدتهم على أداء أعمال المراقبة على تحركات العناصر الإرهابية في أفضل الظروف». وأشارت المصادر ذاتها إلى أن نقاط الحراسة الأمنية تتميز بمواصفات عصرية ومتكاملة من حيث المرافق المتوفرة بها إلى جانب مواصفاتها الأمنية، لكونها مضادة للرصاص. وكانت عدة نقاط مراقبة أمنية قد تعرضت لهجمات إرهابية، من بينها إحدى النقاط الأمنية في منزل بورقيبة من ولاية (محافظة) بنزرت، إذ نفذت مجموعة إرهابية مكونة من 3 عناصر إرهابية هجوماً مسلحاً على عناصر الأمن، ما أدى إلى مقتل أمني على عين المكان، وجرح عنصر أمني آخر. كما أسفرت عملية إرهابية خلال شهر مارس (آذار) 2017 في ولاية قبلي (جنوب تونس) عن مقتل عون أمن، وإصابة عونين اثنين، بالإضافة إلى القضاء على عنصرين إرهابيين وجرح ثالث، وذلك خلال تعرض دورية أمنية متمركزة في مدخل المدينة لهجوم إرهابي.
وتشير تقارير أمنية تونسية وتصريحات لقيادات عسكرية وأمنية إلى تواصل التهديدات الإرهابية في تونس، على الرغم من النجاحات التي سجلت في مواجهة المجموعات الإرهابية المتحصنة، خصوصاً في المناطق الغربية الجبلية. وكانت آخر هذه التصريحات خلال إحياء الذكرى الثانية لدحر العناصر الإرهابية التي استهدفت مدينة بن قردان (جنوب شرقي تونس) في السابع من مارس (آذار) 2016.
وفي هذا الشأن، قال مختار بن نصر إن معركة بن قردان كانت بمثابة «الصخرة التي تحطمت عليها عظام (داعش)» على حد تعبيره. وبشأن مخاوف تونس المتواصلة تجاه مخاطر الإرهاب، قال بن نصر إن المشكلة التي تواجه السلطات التونسية اليوم تتمثل في المجموعات الإرهابية المتخفية والخلايا الإرهابية النائمة والإرهابيين العائدين من بؤر التوتر، الذين لا يمكن تحديد عددهم، خصوصاً أن الدراسات تؤكد أن العديد منهم يحملون أسماء مستعارة.
وتشير مصادر حكومية رسمية إلى أن عدد الإرهابيين التونسيين الموجودين في بؤر التوتر خارج تونس مقدر بـ2929 إرهابياً، وتؤكد على عودة نحو 800 إرهابي، وهي أعداد لا تتفق مع ما نشرته منظمات حقوقية حول عدد الإرهابيين المقدر بأكثر من خمسة آلاف إرهابي، إضافة إلى نحو 300 خلية إرهابية نائمة، غالباً ما يقع الكشف عن البعض منها من خلال تواصلها مع عناصر إرهابية في كل من سوريا وليبيا.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.