غاز الأعصاب... تأثيره والأعراض الناجمة عنه

الجاسوس الروسي المزدوج سيرغي سكريبال خلال جلسة استماع بمحكمة عسكرية في موسكو - أرشيفية (رويترز)
الجاسوس الروسي المزدوج سيرغي سكريبال خلال جلسة استماع بمحكمة عسكرية في موسكو - أرشيفية (رويترز)
TT

غاز الأعصاب... تأثيره والأعراض الناجمة عنه

الجاسوس الروسي المزدوج سيرغي سكريبال خلال جلسة استماع بمحكمة عسكرية في موسكو - أرشيفية (رويترز)
الجاسوس الروسي المزدوج سيرغي سكريبال خلال جلسة استماع بمحكمة عسكرية في موسكو - أرشيفية (رويترز)

أثارت حادثة العثور على سيرغي سكريبال، وهو كولونيل سابق في الاستخبارات العسكرية الروسية، فاقداً الوعي مع ابنته يوليا في مدينة سالزبيري البريطانية، ضجة واسعة، خصوصاً في المملكة المتحدة.

وتعرض الرجل وابنته للتسمم بمادة غاز الأعصاب السامة، وهما حالياً في حالة حرجة في مستشفى بالمنطقة.
وهدّد وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، بأن بلاده سترد بـ«حزم» إذا تبيّن أن دولة تقف وراء تسميم عميل مزدوج روسي سابق، في حادث ينذر بتعميق التوتر بين لندن وموسكو الذي تسببه الحرب في سوريا.

- ما هو غاز الأعصاب؟
كشف أطباء لصحيفة «ديلي ميرور» البريطانية أن المادة عبارة عن سائل أخضر اللون، ولا رائحة لها، وهي من أكثر المواد السامة فعالية على البشر. ومن أشهر أنواع هذه المادة، غاز السارين الذي يشتبه بإلقائه على مدن سورية من قبل النظام.
وبإمكان المادة في حال انتشرت بالهواء الطلق، قتل الأشخاص الذين يقومون باستنشاقها في غضون دقائق.
كما يمكن أن يقوم الجلد بامتصاص المادة بشكل سريع جداً.
وأصبح من المعروف أن هذه المادة تستخدم لاغتيال بعض الشخصيات أو لتسميم بيئة معينة.

- تأثيره وأعراضه
يؤثر هذا السائل على الجهاز العصبي بشكل خاص، فيوقف استقبال العضلات للرسائل من الأعصاب، مما ينتج عنه شلل في معظم وظائف الجسم.
ومن أبرز أعراض الإصابة بهذه المادة السامة غشاوة البصر، ومشاكل في التنفس، واختلاج العضلات، والتعرق، والتقيؤ، والإسهال، والغيبوبة، والتشّنجات، وتوقف التنفس الذي قد يؤدي معظم الأوقات إلى الموت.

- طريقة استخدامه
عادة ما يستعمل هذا الغاز عن قرب مع المستهدفين، ذلك لأن مفعوله لا يكون قاتلاً إلا إذا تم استنشاقه أو رشه على الجلد بشكل مباشر.
والقاتل ليس بحاجة لكمية كبيرة من هذه المادة للقضاء على الضحية، فالغاز سام بدرجة عالية جداً، وينتقل في الغرف والأماكن المغلقة.
ويشكل الغاز أيضاً خطراً شديداً على المستخدم، فعليه ارتداء سترة حامية وغسل يديه ووجهه جيداً بعد الانتهاء من استعماله.

- العلاج
لا يمكن معالجة المصابين بغاز الأعصاب إلا إذا تم نقلهم إلى المستشفى بسرعة فائقة.
وعادة، يساعد نوع من الترياق على عكس مفعول الغاز بالجسم، كما يمكن علاجه بالأتروبين.
وتظهر التقارير الطبية أن نسبة الشفاء من هذا الغاز متدنية كثيراً.



قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)
TT

قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)

جدد الحكم القضائي الصادر في مصر ضد شاب بتهمة ابتزاز وتهديد الطفلة «هنا»، ابنة الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسبب انتشاره بكثافة، ومدى المخاطر التي يحملها، لا سيما ضد المراهقات.

وقضت محكمة جنايات المنصورة بالحبس المشدد 3 سنوات على المتهم، وهو طالب بكلية الهندسة، بعد ثبوت إدانته في ممارسة الابتزاز ضد ابنة شيرين، إثر نجاحه في الحصول على صور ومقاطع فيديو وتهديده لها بنشرها عبر موقع «تيك توك»، إذا لم تدفع له مبالغ مالية كبيرة.

وتصدرت الأزمة اهتمام مواقع «السوشيال ميديا»، وتصدر اسم شيرين «الترند» على «إكس» و«غوغل» في مصر، الجمعة، وأبرزت المواقع عدة عوامل جعلت القضية مصدر اهتمام ومؤشر خطر، أبرزها حداثة سن الضحية «هنا»، فهي لم تتجاوز 12 عاماً، فضلاً عن تفكيرها في الانتحار، وهو ما يظهر فداحة الأثر النفسي المدمر على ضحايا الابتزاز حين يجدون أنفسهم معرضين للفضيحة، ولا يمتلكون الخبرة الكافية في التعامل مع الموقف.

وعدّ الناقد الفني، طارق الشناوي، رد فعل الفنانة شيرين عبد الوهاب حين أصرت على مقاضاة المتهم باستهداف ابنتها بمثابة «موقف رائع تستحق التحية عليه؛ لأنه اتسم بالقوة وعدم الخوف مما يسمى نظرة المجتمع أو كلام الناس، وهو ما يعتمد عليه الجناة في مثل تلك الجرائم».

مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «أبناء المشاهير يدفعون أحياناً ثمن شهرة ومواقف ذويهم، مثلما حدث مع الفنانة منى زكي حين تلقت ابنتها حملة شتائم ضمن الهجوم على دورها في فيلم (أصحاب ولاّ أعز) الذي تسبب في موجة من الجدل».

وتعود بداية قضية ابنة شيرين عبد الوهاب إلى مايو (أيار) 2023، عقب استدعاء المسؤولين في مدرسة «هنا»، لولي أمرها وهو والدها الموزع الموسيقي محمد مصطفى، طليق شيرين، حيث أبلغته الاختصاصية الاجتماعية أن «ابنته تمر بظروف نفسية سيئة للغاية حتى أنها تفكر في الانتحار بسبب تعرضها للابتزاز على يد أحد الأشخاص».

ولم تتردد شيرين عبد الوهاب في إبلاغ السلطات المختصة، وتبين أن المتهم (19 عاماً) مقيم بمدينة المنصورة، وطالب بكلية الهندسة، ويستخدم حساباً مجهولاً على تطبيق «تيك توك».

شيرين وابنتيها هنا ومريم (إكس)

وأكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، أن «الوعي لدى الفتيات والنساء هو كلمة السر في التصدي لتلك الجرائم التي كثُرت مؤخراً؛ نتيجة الثقة الزائدة في أشخاص لا نعرفهم بالقدر الكافي، ونمنحهم صوراً ومقاطع فيديو خاصة أثناء فترات الارتباط العاطفي على سبيل المثال»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «كثيراً من الأشخاص لديهم وجه آخر صادم يتسم بالمرض النفسي أو الجشع والرغبة في الإيذاء ولا يتقبل تعرضه للرفض فينقلب إلى النقيض ويمارس الابتزاز بكل صفاقة مستخدماً ما سبق وحصل عليه».

فيما يعرّف أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر، الدكتور فتحي قناوي، الابتزاز الإلكتروني بوصفه «استخدام التكنولوجيا الحديثة لتهديد وترهيب ضحية ما، بنشر صور لها أو مواد مصورة تخصها أو تسريب معلومات سرية تنتهك خصوصيتها، مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين».

ويضيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مرتكب الابتزاز الإلكتروني يعتمد على حسن نية الضحية وتساهلها في منح بياناتها الخاصة ومعلوماتها الشخصية للآخرين، كما أنه قد يعتمد على قلة وعيها، وعدم درايتها بالحد الأدنى من إجراءات الأمان والسلامة الإلكترونية مثل عدم إفشاء كلمة السر أو عدم جعل الهاتف الجوال متصلاً بالإنترنت 24 ساعة في كل الأماكن، وغيرها من إجراءات السلامة».

مشدداً على «أهمية دور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية والتعليمية والإعلامية المختلفة في التنبيه إلى مخاطر الابتزاز، ومواجهة هذه الظاهرة بقوة لتفادي آثارها السلبية على المجتمع، سواء في أوساط المشاهير أو غيرهم».