مورينيو في مواجهة كلوب أمام جماهير شغوفة بجماليات كرة القدم

لقاء بين مدرب يلجأ إلى الدفاع غير المبرر وآخر يبحث عن المتعة والإثارة

TT

مورينيو في مواجهة كلوب أمام جماهير شغوفة بجماليات كرة القدم

دعونا نتفق في البداية على أن جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز لا يكذب، لكن في المقابل فإن الحقائق والإحصائيات التي يقدمها قد تجعلك تشعر بالحيرة والارتباك، فكيف يمكن لمانشستر يونايتد بعد هذا الموسم الكئيب والممل أن يحتل المركز الثاني بفارق تسع نقاط كاملة عن حامل اللقب؟ وكيف يمكن أن يكون هناك هذا الشعور بعدم الأمان والقلق في مانشستر يونايتد قبل كل مباراة، في الوقت الذي يسود فيه شعور إيجابي في ليفربول الذي يتأخر عنه في جدول الترتيب بفارق نقطتين؟
ربما يعود السبب وراء هذا الشعور إلى حقيقة أن جمهور ليفربول - الذي لم يحصل على بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز منذ 28 عاما - يشعر بحماس شديد بسبب التأهل لدور الثمانية لدوري أبطال أوروبا ويشعر بأن أداء ونتائج الفريق تتحسن بمرور الوقت، على عكس جمهور مانشستر يونايتد الذي يعاني من أجل التكيف مع فترة ما بعد السير أليكس فيرغسون. لقد تعلم ليفربول الدرس المتمثل في أنه في إنجلترا لا يمكن ضمان تحقيق النجاح في المستقبل، حتى في ظل التفاوت الكبير بين الأندية بسبب الفوارق في الإمكانيات المالية. وفي الوقت نفسه، ربما فطن مانشستر يونايتد مؤخرا لحقيقة أن النادي لم يفز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز إلا تحت قيادة ثلاثة مديرين فنيين فقط. وقد يمنع الفقر تحقيق النجاح، لكن الثروة والتاريخ العريق لا يضمنان بالضرورة تحقيق النجاح.
لكن يمكن القول بكل تأكيد إن الأموال تعد أحد العوامل التي تحقق النجاح، فمنذ تولي جوزيه مورينيو قيادة مانشستر يونايتد أنفق النادي 312 مليون جنيه إسترليني على اللاعبين، بصافي نفقات بلغت 260 مليون جنيه إسترليني. وخلال الفترة نفسه، أنفق ليفربول 221 مليون جنيه إسترليني، محققا أرباحا بلغت 4 ملايين جنيه إسترليني. وهناك أيضا شيء يجب عدم الاستهانة به على الإطلاق، وهو الجانب المتعلق بتقديم كرة قدم ممتعة ومثيرة. ربما لم يكن هذا الأمر ليمثل أهمية كبيرة في المواسم العادية، لأن تحقيق الفوز هو الهدف الأساسي لجميع الأندية، ومن الممكن نسيان كرة القدم المملة التي يقدمها مانشستر يونايتد في حال فوزه في دوري أبطال أوروبا، لكن الموسم الجاري ليس موسما عاديا لأن سباق الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم قد انتهى فعليا في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بسبب الفارق الشاسع بين مانشستر سيتي وباقي الأندية، وهو ما أعطى أهمية كبيرة لتقديم كرة قدم جميلة ومثيرة بعد انتهاء المنافسة الفعلية.
ولو ودع مانشستر يونايتد بطولة دوري أبطال أوروبا في دور الثمانية أمام ريال مدريد أو يوفنتوس على سبيل المثال، فسيكون هذا موسما للنسيان تماما بالنسبة للنادي الإنجليزي. ودائما ما كان المدير الفني السابق مات بيسبي - (بدأ مسيرته التدريبية مع مانشستر يونايتد عام 1945، ودربهم منذ عام 1945 وحتى عام 1969، ودربهم مرة أخرى في موسم 1970-1971. وضع مانشستر يونايتد على الخريطة العالمية وسط عمالقة أوروبا بعدما تمكن من اكتشاف لاعبين من عينة بوبي تشارلتون ليغزوا أوروبا ويكتبوا بداية الأندية الإنجليزية في دورى الأبطال بعدما تغلبوا على بنفيكا إيزيبيو في نهائي 1968) - يطلب من لاعبيه أن ينزلوا إلى أرض الملعب ويستمتعوا بما يقدمونه داخل المستطيل الأخضر، لكن في المقابل يبدو أن مورينيو يطلب من لاعبيه أن ينزلوا إلى أرض الملعب ويتأكدوا تماما من عدم استمتاع أي شخص بما يقدمه!
قد تكون هناك فكرة سائدة بأن مورينيو يتعرض للانتقادات الشديدة لأنه يعطي أولوية لكرة القدم الدفاعية - رغم أن هذا «ليس جريمة» على حد قوله - بعد المباراة التي حقق فيها الفوز على بنفيكا البرتغالي بهدف دون رد في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. لكن الحقيقة أن مورينيو يتعرض للانتقادات لأنه يدافع بشكل دفاعي «غير مبرر»، تماما كما فعل أمام ليفربول على ملعب «آنفيلد» رغم أن المنافس كان قد حقق الفوز في مباراة واحدة فقط في آخر خمس مباريات قبل هذه المباراة!
ويُحسب لمانشستر يونايتد بالطبع أنه قد عاد من بعيد بعد الخسارة بهدفين دون رد أمام كريستال بالاس يوم الاثنين الماضي ليحقق الفوز بثلاثة أهداف مقابل هدفين، لكن رغم ذلك يقدم الفريق أداء مملا للغاية خلال الموسم الحالي، على عكس الأداء الممتع والسلس لأندية مثل مانشستر سيتي وتوتنهام هوتسبر وليفربول، واللاعبون الجدد الذين يتعاقد معهم مانشستر يونايتد يدخلون ضمن هذه العملية ويلعبون أيضا بشكل ممل!
وربما يكون الهدف من تغيير مانشستر يونايتد لطريقة اللعب إلى 4 - 3 - 3 هو مساعدة النجم الفرنسي بول بوغبا على تقديم أفضل ما لديه، لكن إذا كان الأمر كذلك فلماذا لم يحدث هذا منذ 18 شهرا عندما كسر النادي الرقم القياسي لأغلى صفقة في تاريخه وتعاقد مع بوغبا؟ ولذا فإن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو لماذا حدث هذا التحول في طريقة اللعب بعد شهر واحد من التعاقد مع اللاعب التشيلي أليكسيس سانشيز قادما من آرسنال؟ في الحقيقة، يبدو الأمر وكأنه محاولة لإيجاد مكان لسانشيز في التشكيلة الأساسية وليس جزءا من خطة أكثر عمقا لتحقيق نتائج جيدة.
وفي المقابل، يبدو من الواضح تماما أن كلوب لديه خطة أساسية ومدروسة، ولذا يتعاقد مع اللاعبين الذين يناسبون هذه الخطة وليس التعاقد مع أي لاعب ثم البحث له عن مكان. وعلاوة على ذلك، تشعر بأن هناك سياسة واضحة للإنفاق، وقد شهد الموسم الحالي تحسنا كبيرا في عمق الفريق في الوقت نفسه الذي يحتفظ فيه الفريق بقدرته على الضغط العالي والمتواصل واللعب السريع والقوي. لقد أنهى ليفربول الموسم الماضي متقدما على مانشستر يونايتد بفارق سبع نقاط، لكن يمكن لمانشستر يونايتد أن يزعم أن السبب في ذلك كان تشتته بسبب مشاركته في الدوري الأوروبي الموسم الماضي. ولو تمكن مانشستر يونايتد من إنهاء الموسم الحالي متقدما على ليفربول، فإن الشعور السائد في ملعب آنفيلد بأن الفريق يحقق تقدما مستمرا سيقل بكل تأكيد.
في هذا الصدد، قال ديان لوفرين مدافع ليفربول إن مانشستر يونايتد ربما سيكون سعيدا بالحصول على نقطة التعادل من مواجهة الفريقين اليوم في الدوري الإنجليزي الممتاز وتوقع أن يلجأ فريق المدرب مورينيو للدفاع في ملعبه. ويتنافس الفريقان على المركز الثاني خلف مانشستر سيتي المتصدر
ويتقدم يونايتد بنقطتين على ليفربول صاحب المركز الثالث قبل تسع مباريات من النهاية.
وانتهت آخر ثلاث مباريات بين الفريقين، ومن بينهما المواجهة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في أنفيلد، بالتعادل لكن لوفرين أشار إلى أن ليفربول عازم على الحصول على النقاط الثلاث هذه المرة. وقال لوفرين: «ربما المنافس ليس في أفضل حال لكنه ما يزال يستطيع الفوز. ما يهم هو النقاط. في المرة الماضية عندما حضر إلى هنا (ليفربول) دافع بقوة لذا دعونا نر ماذا سيحدث».
وبسؤاله عن مدى إمكانية لجوء يونايتد للعب بالأسلوب ذاته أجاب لوفرين: «أعتقد ذلك. المنافس بحاجة للنقاط. بالنسبة ليونايتد ربما سيكون من الجيد له الحصول على نقطة واحدة لكن بالنسبة لنا فلا نلعب من أجل نقطة واحدة على الإطلاق. «سنلعب كما نلعب في كل مباراة. كرة قدم هجومية».
وتابع: «لكن مورينيو لديه خططه. مهمتنا التركيز على أنفسنا واللعب بالطريقة التي نتمنى أن تساعدنا على الفوز». وبعد المباراة في أكتوبر اتهم لوفرين منافسه روميلو لوكاكو مهاجم يونايتد بضربه عمدا في وجهة لكن المدافع الكرواتي أشار إلى أنه لا يحمل أي مشاعر سلبية تجاه مهاجم بلجيكا. وقال: «لا الأمر انتهى. هناك مباراة أخرى. هو مهاجم رائع. يمكننا قول أي شيء لكنه يسجل كثيرا من الأهداف». ولم يفز ليفربول على يونايتد في أولد ترافورد منذ 2014.


مقالات ذات صلة

أرتيتا: «الكرة» التي لعبنا بها أمام نيوكاسل سبب خسارتنا

رياضة عالمية ميكيل أرتيتا (رويترز)

أرتيتا: «الكرة» التي لعبنا بها أمام نيوكاسل سبب خسارتنا

قال ميكيل أرتيتا، المدير الفني لفريق آرسنال، إن خسارة فريقه أمام نيوكاسل صفر-2 في ذهاب الدور قبل النهائي بكأس رابطة الأندية الإنجليزية، لا تعكس أداء فريقه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إيدي هاو مدرب نيوكاسل يونايتد (رويترز)

هاو: بقيت خطوة لضمان التأهل لنهائي كأس الرابطة

حثّ إيدي هاو، مدرب نيوكاسل يونايتد، فريقه على توخي الحذر رغم الفوز 2-صفر على مستضيفه آرسنال، الثلاثاء، ليصبح على بُعد خطوة من التأهل لنهائي كأس رابطة الأندية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية خولن لوبيتيغي (رويترز)

وست هام يلغي مؤتمراً لمدربه لوبيتيغي مع انتشار شائعات إقالته

ألغى وست هام المؤتمر الصحافي للمدرب الإسباني خولن لوبيتيغي، المقرر عقده الأربعاء، في ظل انتشار تقارير تُشير إلى استعداد النادي لإقالة مدربه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إيزاك نجم نيوكاسل يواصل مسيرته الرائعة ويهز شباك توتنهام (رويترز)

10 نقاط بارزة في الجولة العشرين من الدوري الإنجليزي

ربما كان ألكسندر أرنولد مشتتاً بسبب الحديث الدائر حالياً عن مستقبله واقترابه من الانتقال إلى ريال مدريد.

رياضة عالمية صلاح نجم ليفربول ينفّذ ركلة حرة في مواجهة يونايتد الأقوى هذا الموسم (إ.ب.أ)

هل يستطيع المنافسون استغلال تعثر ليفربول وملاحقته على القمة؟

ليفربول لم يتأثر بالتعادل أمام يونايتد لأن ملاحقيه تعثروا أيضاً، باستثناء نوتنغهام فورست، مفاجأة الموسم.


«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.