ليبرمان يصادق على إقامة بؤرة استيطان جديدة في الخليل

السلطة تندد بنصب مستوطنين خياماً في ساحة الحرم الإبراهيمي

TT

ليبرمان يصادق على إقامة بؤرة استيطان جديدة في الخليل

صادق أمس، أفيغدور ليبرمان، وزير الدفاع الإسرائيلي، على مشروع لتحويل تجمع استيطاني في مدينة الخليل إلى بؤرة استيطان رسمية، على حساب بيوت وأراضي أهل المدينة الفلسطينيين.
وقدم مسؤولون في الوحدة القانونية الفلسطينية في لجنة إعمار الخليل ومحامي بلدية الخليل، شكوى باسم عائلات أبو الحلاوة وعيدة لدى شرطة الاحتلال الإسرائيلي ضد المستوطنين، الذين وضعوا 4 بيوت متنقلة (كرافانات) في أراضيهم الواقعة في منطقة «تغرة العبد» في بيت عينون شمال الخليل، واتخاذ إجراء وقائي لوقف استمرار عمليات الاستيلاء.
وقال المحامي توفيق جحشن إنهم «تمكنوا من تقديم الشكوى بعد ساعات من مجادلة شرطة الاحتلال، التي رفضت قبول الشكوى، بحجة أن قرار الاستيلاء موقع من قائد المنطقة وبتعليمات مباشرة من الوزير ليبرمان».
وأضاف المحامي جحشن أنه «بعد جدال دام عدة ساعات مع شرطة الاحتلال، تمكنا من تقديم الشكوى ووقف المستوطنين من محاولتهم الاستيلاء على قطعة الأرض، ونحن نعمل حالياً على تجهيز ملف بهذه القضية، بهدف التوجه به إلى المحكمة الإسرائيلية المختصة».
من جانبه، قال شعبان أبو الحلاوة، أحد مالكي الأرض، التي تتعدى مساحتها 70 دونماً، إن هذه المحاولة «لم تكن عملية الاستيلاء الأولى التي تتعرض لها أرضنا من قبل المستوطنين، فقبل عامين، قام المستوطنون بوضع 6 كرافانات في الأرض، لكن حصلنا على قرار من السلطات الإسرائيلية بإخلاء هذه الكرافانات». وأضاف أبو الحلاوة أنه «منذ سنوات طويلة والمستوطنون يحاولون السيطرة على أرضنا وتحويلها إلى مستوطنة، تربط مستوطنة خارصينا بمستوطنة كريات أربع، شمال شرقي الخليل، ونحن مستمرون في التصدي لهم».
بدوره، أكد عماد حمدان، مدير عام لجنة إعمار الخليل، أن الوحدة القانونية ومن خلال متابعتها لهذه القضية وقضايا أخرى مشابهة، وجدت أن دولة الاحتلال تخالف كل الأعراف والقوانين الدولية، وذلك عبر تشريع الاستيطان والاستيلاء على أراضي المواطنين وطردهم منها. وقال حمدان إن «سياسة دولة الاحتلال المنهجية تشكل وضعاً خطيراً في المنطقة، وهي تعمل جاهدة لطرد السكان الأصليين والاستيلاء على أراضيهم وتقييد حركتهم، وعلى المجتمع الدولي التدخل سريعاً لتطبيق القرارات الصادرة عن مجلس الأمن والأمم المتحدة بحق المستوطنات، حيث تم تجريم هذه المستوطنات، واعتبرت غير شرعية، وكان آخرها القرار رقم 2234 الذي يُجرم الاستيطان، ويأمر دولة الاحتلال بإزالة المستوطنات، وتمكين السكان الأصليين من العيش بحرية وكرامة فوق أرضهم».
من جانبها، نددت حكومة الوفاق الفلسطينية بنصب مستوطنين إسرائيليين أمس، خياماً في ساحة الحرم الإبراهيمي في الخليل، جنوب الضفة الغربية.
وقال المتحدث باسم الحكومة يوسف المحمود في بيان، إن نصب الخيام يشكل «إعادة احتلال، وإضافة احتلال آخر تحت حماية الحكومة الإسرائيلية».
وحذر المحمود من خطورة استمرار المساس بالمقدسات الفلسطينية من خلال اقتحامات المستوطنين، ومنع المصلين المسلمين من الوصول إليه، وإلى الحرم الإبراهيمي ومنع رفع الآذان فيه، مؤكداً أن ذلك «يشكل مساساً سافراً بالشعائر الدينية، بما يمثل اعتداء على المعتقدات وعلى القانون الدولي والإنساني، وتجاوزاً لكل اتفاقات وتفاهمات البشرية جمعاء على احترام معتقدات بعضهم بعضاً».
وطالب المحمود مؤسسات المجتمع الدولي والمنظمات والهيئات العالمية برفض وإدانة «اعتداءات إسرائيل والمساس بالمقدسات في فلسطين وتنفيذ القوانين الخاصة بوقف ومنع الاعتداء على المقدسات».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».