علماء يحذرون: التغيرات المناخية أسرع مما نتخيل

البذور المحفوظة بداخل «قبو يوم القيامة» لا تكفي لحل أزمات الغذاء المتوقعة

مجموعة باحثين يحملون مجموعة بذور إلى قبو يوم القيامة في سفالبارد (أ.ف.ب)
مجموعة باحثين يحملون مجموعة بذور إلى قبو يوم القيامة في سفالبارد (أ.ف.ب)
TT

علماء يحذرون: التغيرات المناخية أسرع مما نتخيل

مجموعة باحثين يحملون مجموعة بذور إلى قبو يوم القيامة في سفالبارد (أ.ف.ب)
مجموعة باحثين يحملون مجموعة بذور إلى قبو يوم القيامة في سفالبارد (أ.ف.ب)

قال علماء وباحثون في بنك البذور العالمية سفالبارد إن التغيرات المناخية العالمية تتغير بشكل أسرع بكثير مما كانوا يتخيلونه، وهو ما يُنذر بمخاطر حول الغذاء العالمي.
وقد بني القبو على جزيرة في القطب الشمالي قبل 10 سنوات لحماية الإمدادات الغذائية في العالم.
وأضاف العلماء أن التربة المجمدة من الممكن أن تذوب بشكل أسرع، وذلك بحسب «بلومبرغ».
وقالت آسلاغ ماري هاغا، المديرة التنفيذية لمجموعة «كروب ترست»، وهي مجموعة أنشئت لدعم البنوك الجينية بالقبو: «إن المناخ يتغير بشكل أسرع مما يمكن أن تتكيف معه البذور الجديدة».
ويعمل قبو البذور العالمية كمجمد طبيعي عميق لدعم البنوك الجينية في العالم في حالة وقوع كوارث تتراوح ما بين الحرب النووية والاحتباس الحراري العالمي.
ويتم الاحتفاظ بالبذور في درجة حرارة 18 تحت الصفر، وذلك على عمق أكثر من 100 متر في الجبل، ووراء ستة أبواب من الصلب، ومن المتوقع ألا يتم استخدام القبو وبذوره، ولكنه يهدف إلى دعم البنوك الجينية النباتية حول العالم، والذي يتم العمل فيه وفقا لمعاهدة دولية بشأن الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة.
وأدى الذوبان غير المتوقع للجليد الدائم التجمد إلى تدفق بعض المياه إلى مدخل النفق المؤدي إلى القبو في أواخر عام 2016. وقالت النرويج قبل نحو عشر سنوات إنها أنفقت 9 ملايين دولار لبناء هذا المرفق.
وفي فبراير (شباط) الماضي، أعلنت الحكومة النرويجية إنها تعتزم إنفاق 100 مليون كرونة نرويجية (13 مليون دولار) لتطوير قبو بذور يوم القيامة.
ويعد التنوع البيولوجي في البذور هو التحدي الأكبر الذي يواجه القبو.
وتسعى مجموعة «كروب ترست» التي تدير القبو إلى بناء صندوق بقيمة 850 مليون دولار لتمويل الجهد في القبو، وتعد الولايات المتحدة الأميركية هي أكبر مانح للقبو، ومعها ألمانيا والنرويج، لكن المجموعة تتطلع الآن إلى التمويل الخاص للمشروع.
ويقول آن توتويلر، وهو باحث بيولوجي، إنه «يتعين علينا في إنتاج المزيد من الطعام، لكن لأن الآن لدينا قضايا أخرى أهم، ولذلك تلك البذور في القبو لا تكفي لحل أزمات الغذاء المتوقعة».
ويقول باتريك مولفاني، وهو مستشار زراعي «إن الجهود الحقيقية بشأن الزراعة لا تُبذل بشكل كافٍ»، مضيفا أن المزارعين لا يحصلون على تعويض كاف، ويتابع «إن لم يحدث ذلك، فإن طعامنا في المستقبل في خطر، فهنا في القبو يمكن الحصول على أكبر عدد من البذور، لكنها تتدهور قليلا مع مرور الوقت، ولا تتكيف مع المناخ والضغوط الجديدة».
ويضم القبو نحو 900 ألف عينة من البذور.
وفي عام 2015. سحب باحثون لأول مرة بذوراً من القبو، وذلك بعد أن ألحقت الحرب الأهلية في سوريا ضرراً ببنك للبذور بالقرب من حلب.
وتمت زراعة البذور وإعادة إيداعها في قبو سفالبارد العام الماضي.
ويشارك 74 معهدا عالميا في ودائع قبو يوم القيامة، ويمكن فقط بمن يرسل البذور أن يحصل عليها مستقبلا.
وتعد الصين من الاستثناءات في القبو، فهي لم توقع على المعاهدة، وتبني بنك البذور الخاص بها خارج الاتفاقية.



الذكاء الاصطناعي يعزز جاهزية العالم لمواجهة الأوبئة

تقنيات الذكاء الاصطناعي تسهم في التنبؤ بتفشي الأمراض (جامعة نبراسكا - لينكولن)
تقنيات الذكاء الاصطناعي تسهم في التنبؤ بتفشي الأمراض (جامعة نبراسكا - لينكولن)
TT

الذكاء الاصطناعي يعزز جاهزية العالم لمواجهة الأوبئة

تقنيات الذكاء الاصطناعي تسهم في التنبؤ بتفشي الأمراض (جامعة نبراسكا - لينكولن)
تقنيات الذكاء الاصطناعي تسهم في التنبؤ بتفشي الأمراض (جامعة نبراسكا - لينكولن)

سلطت دراسة هندية الضوء على الدور الحاسم للذكاء الاصطناعي في تحسين جاهزية العالم لمواجهة الأوبئة، من خلال التنبؤ السريع، والتخطيط الفعّال، وتطوير حلول طبية مبتكرة.

وأوضح الباحثون من معهد «داتا ميغي» للتعليم العالي والبحث العلمي الهندي، أن استخدام الذكاء الاصطناعي يسهم في التنبؤ بتفشي الأمراض عبر نماذج وبائية دقيقة، وتسريع تطوير اللقاحات، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «Molecular Biomedicine».

وأحدثت تقنيات الذكاء الاصطناعي مؤخراً نقلة نوعية في الممارسات الطبية والوبائية، من خلال إسهاماتها في تعزيز كفاءة الأنظمة الصحية عبر التنبؤ الدقيق بتفشي الأمراض، وتحليل البيانات الضخمة لتوجيه القرارات السريرية والصحية.

وركز الباحثون في دراستهم على التطبيقات الواسعة للذكاء الاصطناعي في مجال الصحة العامة العالمية، بما في ذلك النماذج الوبائية، وتطوير اللقاحات، وتحسين نظم الرعاية الصحية، فضلاً عن معالجة التحديات الأخلاقية والمجتمعية المرتبطة بهذه التقنيات.

وتناولت الدراسة كيف تُستخدم النماذج القائمة على الذكاء الاصطناعي، مثل نماذج «SIR» التي تستخدَم لتحليل انتشار الأمراض المعدية بين السكان و«SIS» التي تُستخدم للتنبؤ بإمكانية الإصابة بالمرض مجدداً بعد التعافي. ووفق الباحثين، أسهمت هذه النماذج في تحسين دقة التوقعات الوبائية، مما مَكّن صُناع القرار من تنفيذ تدخلات سريعة وفعّالة. كما ساعدت تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين تخصيص الموارد وتعزيز كفاءة استجابات الصحة العامة عبر تحليل مجموعات بيانات ضخمة ومتنوعة.

وتناولت الدراسة أيضاً مساهمة الذكاء الاصطناعي في تسريع عمليات تطوير اللقاحات، حيث ساعدت تقنيات المحاكاة الجزيئية القائمة على الذكاء الاصطناعي في تسريع تصميم التجارب السريرية. وخلال جائحة «كوفيد - 19»، لعب الذكاء الاصطناعي دوراً حاسماً في تطوير لقاحات «mRNA»، مما أبرز قدرته على مواجهة التحديات غير المسبوقة.

كما استعرض الباحثون دور الذكاء الاصطناعي في مراقبة الأوبئة والكشف المبكر عنها من خلال تحليل البيانات المستمدة من السجلات الصحية الإلكترونية، والتطبيقات المحمولة، ووسائل التواصل الاجتماعي. وشدد الفريق على أهمية التعاون الدولي وبناء أنظمة متكاملة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتعزيز الأمن الصحي العالمي.

وفي المقابل، أكد الفريق ضرورة معالجة التحديات الأخلاقية والمجتمعية المرتبطة بتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل خصوصية البيانات، والتحيزات في الخوارزميات، وضمان الوصول العادل إلى هذه التقنيات، مع تأكيد أهمية تبني حوكمة مسؤولة وأطر أخلاقية قوية لتحقيق تطبيق عادل وشامل لها، خصوصاً في المناطق ذات الموارد المحدودة.

واختتم الباحثون دراستهم بالدعوة إلى مواصلة البحث لمعالجة الفجوات والتحديات في تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي، مؤكدين ضرورة توافق هذه التقنيات مع أهداف الصحة العامة لمواجهة الأزمات الصحية العالمية بفاعلية.