الأونروا تتخذ إجراءات تقشفية منعاً لتوقف خدماتها خلال الأشهر المقبلة

TT

الأونروا تتخذ إجراءات تقشفية منعاً لتوقف خدماتها خلال الأشهر المقبلة

بدأت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، مؤخرا، في اتخاذ إجراءات تقشفية حادة منعا لتوقف خدماتها في الأشهر المقبلة، وللعمل على إطالتها في ظل الظروف المادية الصعبة التي تمر بها المنظمة الأممية الدولية، بعد تقليص الإدارة الأميركية المساعدات التي تقدمها.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر في الأونروا، أنه تم اتخاذ قرارات عدة، منها عدم تجديد عقود الموظفين المياومين، إضافة إلى عدم تجديد عقود موظفي البطالة في المؤسسات التعليمية والصحية والبيئية والإدارية العامة كافة.
وبحسب المصادر، فإن القرار دخل حيز التنفيذ مؤخرا، وباتت المؤسسات التابعة للمنظمة الأممية الدولية بلا حراسة، مع توقف تشغيل اللاجئين على بند البطالة المؤقت. كما تم رفض تجديد عقود مدرسين يعملون على البند عينه لعدم توفر الدعم اللازم لصرف رواتب لهم.
وأشارت المصادر إلى أن الأونروا اتخذت، من ضمن الإجراءات، قرارا بعدم تمديد العمل لمن يبلغ سن التقاعد (60 عاما)، حيث كانت اتخذت قرارا يسمح بتمديده لعامين إضافيين.
وأكدت المصادر أن الأونروا تمر بأزمة مالية حادة، وأن العجز وصل إلى نحو 300 مليون دولار، وأن جميع الحملات التي أطلقتها لم تحقق المأمول منها ولم تسد العجز المالي الناتج عن القرار الأميركي. مشيرة إلى أن الميزانية المتوفرة ستغطي خدمات الأونروا فقط حتى شهر يوليو (تموز) أو الشهر الذي يليه.
وكانت الولايات المتحدة الأميركية أصدرت في السادس من يناير (كانون الثاني) الماضي قرارا بتقليص المساعدات المقدمة لها بما يصل إلى 65 مليون من أصل 125 مليون تتبرع بها كل عام.
وتطالب الولايات المتحدة منذ تولي الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الحكم، بمراجعة طريقة عمل الأونروا وتمويلها. كما تطالب بمساهمة أكبر من الدول الأخرى لأنها لا تريد أن تستمر في تحمل 30 في المائة من تمويلها.
وربطت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نكي هيلي، تقديم بلادها الدعم بإجبار الفلسطينيين على العودة إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل، وسط ترحيب إسرائيلي كبير بالقرار ودعوات لإنهاء خدمات المنظمة الأممية كونها تطيل أمد قضية اللاجئين، وفقا لما صرح به رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في وقت سابق.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.