محكمة مصرية تدرج على قوائم الإرهاب 300 متهم من «ولاية سيناء»

TT

محكمة مصرية تدرج على قوائم الإرهاب 300 متهم من «ولاية سيناء»

نشرت الجريدة الرسمية في مصر أمس حكماً أصدرته محكمة الجنايات الأسبوع الماضي بإدراج أكثر من 300 متهم بالانتماء إلى تنظيم «ولاية سيناء»، الموالي لـ«داعش»، على قوائم الإرهاب.
وكانت جماعة «أنصار بيت المقدس» المتشددة التي تنشط في محافظة شمال سيناء، أعلنت مبايعة تنظيم داعش عام 2014 وغيّرت اسمها ليصبح «ولاية سيناء». وسبق أن أدرجت المحكمة الجماعة باسمها القديم على قائمة الكيانات الإرهابية في عام 2015. وأعلنت الجماعة مسؤوليتها عن كثير من الهجمات التي تسببت في مقتل مئات من قوات الجيش والشرطة والمدنيين في شمال سيناء ومناطق أخرى بالبلاد منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي إلى جماعة «الإخوان» عام 2013 إثر احتجاجات حاشدة على حكمه.
وجاء في نص قرار محكمة جنايات القاهرة أنه تم «إدراج 319 متهماً» (أورد القرار أسماءهم) على قائمة الإرهابيين «لمدة ثلاث سنوات». وتجري محاكمة هؤلاء في قضية تنظرها محكمة أمن الدولة العليا منذ العام الماضي بتهم أبرزها الانتماء إلى جماعة «ولاية سيناء» وتجنيد عناصر لها والترويج لأفكار «داعش» وشن هجمات ضد قوات الجيش والشرطة والمسيحيين.
وقالت المحكمة إن قيادي تنظيم «ولاية سيناء»، المتهم علي سلمان الدرذ بلعوي، يتبنى أفكار «داعش» الإرهابي، بما في ذلك تكفير رجال الجيش والشرطة، واستباحة دماء المسيحيين، بالإضافة إلى ارتكاب كثير من العمليات العنيفة بهدف «إسقاط نظام الحكم».
وكانت جهات التحقيق قد وجّهت للمتهمين اتهامات بالانضمام إلى جماعة إرهابية أسست على خلاف القانون، الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين، فضلاً عن الإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي.
ووفق قانون تنظيم قوائم الكيانات الإرهابية والإرهابيين الذي صدر عام 2015، فإن إدراج أي جماعة أو أشخاص على هذه القوائم يتبعه تلقائياً التحفظ على الأموال والمنع من السفر. ويحق للأشخاص الذين تدرجهم محاكم الجنايات على قائمة الإرهابيين الطعن على القرار أمام محكمة النقض وهي أعلى محكمة مدنية في البلاد. وخلال السنوات القليلة الماضية شن الجيش والشرطة كثيرا من العمليات لتطهير شمال ووسط شبه جزيرة سيناء من المتشددين، وأحدثها عملية أمنية كبرى بدأت منذ نحو ثلاثة أسابيع. وتقول السلطات إن قوات الأمن قتلت وألقت القبض على المئات من المتشددين خلال العملية. كما نشرت الجريدة الرسمية أمس قراراً أصدرته محكمة جنايات القاهرة يوم الأربعاء الماضي برفع أسماء 14 شخصاً كانوا يحاكمون في إحدى القضايا من قائمة الإرهابيين بعد أن ثبت عدم تورطهم في تقديم دعم مادي إلى جماعة «الإخوان المسلمين».
من جهة أخرى، أطلقت الفلبين سراح مصري وصديقته الفلبينية بعدما اشتبه ممثلو الادعاء في أن الشرطة ربما لفقت لهما تهمة الارتباط بمتشددين مؤيدين لتنظيم داعش، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز». وألقت الشرطة القبض على فهمي الأسود وصديقته أنابيل ساليبادا الشهر الماضي في شقة سكنية في مبنى لا تفصله عن السفارة الأميركية في مانيلا سوى بضعة عقارات. وقالت الشرطة إنها عثرت في المكان على أسلحة وذخيرة ومواد تستخدم في صنع قنابل، لكن الإدعاء قال أمس إن هذه الاتهامات ضعيفة وربما ملفقة، وإن السلاح المقدم دليلا لم يكن سوى نسخة مقلدة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.