معارك طاحنة في دير الزور.. و{داعش} يفجر سيارتين استهدفت إحداهما مقرا لـ{النصرة}

كتائب معارضة تطلق {معركة النهروان} ضد التنظيم وتعلن قرى مناطق عسكرية مغلقة

عامل إغاثة يحمل طفلة أنقذها من بين الركام إثر غارة حكومية استهدفت حي المرجة شمال حلب (أ.ف.ب)
عامل إغاثة يحمل طفلة أنقذها من بين الركام إثر غارة حكومية استهدفت حي المرجة شمال حلب (أ.ف.ب)
TT

معارك طاحنة في دير الزور.. و{داعش} يفجر سيارتين استهدفت إحداهما مقرا لـ{النصرة}

عامل إغاثة يحمل طفلة أنقذها من بين الركام إثر غارة حكومية استهدفت حي المرجة شمال حلب (أ.ف.ب)
عامل إغاثة يحمل طفلة أنقذها من بين الركام إثر غارة حكومية استهدفت حي المرجة شمال حلب (أ.ف.ب)

احتدمت المعارك الطاحنة مرة أخرى، أمس، بين مقاتلي {الدولة الإسلامية في العراق والشام} (داعش) وكتائب أخرى معارضة للنظام السوري في ريف دير الزور، شرق سوريا، وفي ريف حلب، شمالها. وفجر عناصر تنظيم {داعش} سيارتين مفخختين في دير الزور استهدفت الأولى مقرا لجبهة النصرة مما أسفر عن مقتل سبعة والثانية منزل قيادي في {لواء صدام حسين} ما أدى إلى إصابته ومقتل عدد من أفراد أسرته. وفي ريف حلب أطلقت كتائب المعارضة {معركة النهروان}، وأعلنت عددا من القرى على خط التماس مع {داعش} مناطق عسكرية.
واستؤنفت المعارك في ريف دير الزور الليلة قبل الماضية إثر مرور حوالي أسبوعين على توقفها، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وسبق اندلاع الاشتباكات انفجاران استهدف الأول تجمعا لكتائب المعارضة بينها جبهة النصرة المتطرفة، وتسبب بمقتل سبعة أشخاص، والآخر استهدف قياديا في كتيبة مقاتلة قتل فيه ثلاثة من أفراد عائلته.
وقال المرصد في بريد إلكتروني {دارت بعد منتصف ليل الاثنين/ الثلاثاء اشتباكات عنيفة بين الدولة الإسلامية في العراق والشام من جهة ومقاتلي جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) ومقاتلي الكتائب الإسلامية من جهة أخرى على أطراف بلدة البصيرة بريف دير الزور الشرقي في محاولة من الدولة الإسلامية في العراق والشام للتقدم}.
وكانت المعارك بين الطرفين شهدت تصعيدا منذ الأول من مايو (أيار) في مناطق عدة من دير الزور قريبة من الحدود العراقية في محاولة من {الدولة الإسلامية} للتواصل مع عناصر تنظيمها في العراق، وتوسيع سيطرتها لتحقيق تواصل جغرافي لها من الرقة في سوريا شمالا مرورا بالحسكة وصولا إلى دير الزور.
إلا أن المعارك هدأت بعد بدء الهجوم الكبير لـ{داعش} في شمال العراق الذي أدى إلى سيطرته على مناطق عراقية واسعة.
وسبق استئناف الاشتباكات ليلا انفجار سيارة مفخخة قرب تجمع لمقار جبهة النصرة والحركة الإسلامية في بلدة الشميطية بريف دير الزور الغربي، بحسب ما ذكر المرصد، ما تسبب بمقتل سبعة أشخاص، بينهم {أمير} حركة أحرار الشام الإسلامية في ريف دير الزور الغربي، وقاض في الهيئة الشرعية من جبهة النصرة، ومقاتلان من النصرة، بالإضافة إلى رجل واثنين من أولاده.
كما أفاد المرصد أن انتحاريا من {الدولة الإسلامية في العراق والشام} فجر نفسه بعد منتصف ليل أمس بمنزل قيادي في {لواء صدام حسين} المقاتل في بلدة الحوايج في ريف دير الزور الشرقي، ما أدى إلى إصابة القيادي بجروح ومقتل والده وشقيقه وأحد أقاربه. وكانت حصيلة أولية أشارت إلى مقتل أربعة أشخاص.
وفي حلب، أعلنت غرفة عمليات الريف الشمالي في محافظة حلب استئناف ما سمته {معركة النهروان} ضد تنظيم {داعش}. وقالت الغرفة في بيان إن الهدف من المعركة السيطرة على قرى وبلدات الريف الشمالي التي يسيطر عليها التنظيم. وأعلنت قرى الخفتلي وتل بطال وتل شعير وكدريش والزيادية وتل جيجان وحليصة وجميع القرى الواقعة على خط التماس {مناطق عسكرية مغلقة}. وناشدت المدنيين الابتعاد عنها.
واستهدفت الكتائب المقاتلة في ريف حلب مواقع لـ{داعش} بقذائف الهاون وصواريخ محلية الصنع، وسط اشتباكات عنيفة اندلعت صباح أمس.
وفي غضون ذلك، ارتفع إلى 32 عدد القتلى الذين قضوا جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في حي السكري أول من أمس، بينهم أربعة من عناصر الدفاع المدني، وطفلان وامرأة على الأقل، ورجلان من أعضاء المجلس المحلي لحي السكري. وكان قتل ستة أشخاص في قصف بالبراميل المتفجرة على حي آخر في حلب.
وأطلقت كتائب المعارضة قذائف صاروخية على بلدتي نبل والزهراء وسكانهما من الطائفة الشيعية في ريف حلب بالتزامن مع خروج الأهالي بمظاهرة تندد بالحصار المفروض على البلدتين منذ أكثر من سنة، كانت تطالب بإدخال مساعدات غذائية إلى البلدتين.
وفي ريف دمشق، قال ناشطون إن مقاتلي الجيش الحر اكتشفوا أنفاقا في بلدة جوبر حفرها النظام، وأسفر تفجيرها عن هدم عدة أبنية تتمركز فيها قوات نظامية على خط التماس بين بلدة جوبر وحي العباسيين شرق العاصمة. فيما شهد القصف المدفعي على البلدة تصعيدا كبيرا أمس بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي عنيف على بلدات المليحة ومحيطها وجسرين وكفربطنا وخان الشيح بريف دمشق.
وفي اللاذقية، سقطت عدة صواريخ في محيط سقوبين في المدينة فيما ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على مناطق في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي. وجاء ذلك غداة استعادة قوات النظام مدينة كسب وعدة قرى محيطة بها.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».