ائتلاف المالكي يتهم بارزاني والنجيفي بـ«التآمر» على العراق وتشكيل إقليم سني

المتحدث باسم حكومة كردستان: تصريحاتهم غير مسؤولة ولا قيمة لها

ائتلاف المالكي يتهم بارزاني والنجيفي بـ«التآمر» على العراق وتشكيل إقليم سني
TT

ائتلاف المالكي يتهم بارزاني والنجيفي بـ«التآمر» على العراق وتشكيل إقليم سني

ائتلاف المالكي يتهم بارزاني والنجيفي بـ«التآمر» على العراق وتشكيل إقليم سني

جدد ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اتهاماته للقيادة الكردية وعائلة النجيفي بالضلوع في أحداث الموصل التي أدت إلى سقوطها بيد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)» الأسبوع الماضي.
وقال هيثم الجبوري، رئيس تجمع كفاءات، المنضوي في ائتلاف دولة القانون في تصريحات أمس إن «التدخلات التركية في العراق تعد جزءا من المؤامرة البارزانية - النجيفية التي عقدت في العاصمة التركية أنقرة بين رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفي برعاية (رئيس الوزراء التركي) رجب طيب إردوغان»، مبينا أن «بارزاني والنجيفي هربا النفط إلى تركيا في ظل الأوضاع التي يمر بها العراق». وأضاف الجبوري أن «الغاية من هذه الصفقة ضم كركوك إلى إقليم كردستان بعد سيطرة قوات البيشمركة على المحافظة والمناطق المتنازع عليها»، مشيرا إلى أن «النجيفي يعمل على تشكيل إقليم سني للتصرف بثرواته وتهريب النفط إلى تركيا مثلما يعمل الإقليم الكردي». وتابع الجبوري أن «بارزاني والنجيفي يحاولان توجيه الرأي العام بما يحصل لكي تكون سرقة النفط منتظمة وكذلك تهريبه إلى تركيا»، متوقعا «محاولة سرقة النفط من كركوك في ظل ما يحدث وسيطرة قوات الكردية على المحافظة».
وتجيء اتهامات الجبوري عقب سلسلة من الاتهامات التي وجهها قياديون في ائتلاف دولة القانون للقيادة الكردية سواء على خلفية أحداث الموصل وصلاح الدين أو دخول قوات البيشمركة الكردية إلى محافظة كركوك بعد انسحاب القوات العراقية منها.
من جانبه، وصف سفين دزيي، المتحدث الرسمي باسم حكومة إقليم كردستان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» تصريحات قيادات ائتلاف دولة القانون بأنها «غير مسؤولة وليست لها أي قيمة».
وعبر دزيي عن أسفه لأنه «في بعض المرات تكون هذه التصريحات من أشخاص قريبين من مركز السلطة في بغداد، ومن الممكن أن تفهم في أكثر الأحيان ونظرا لقربهم من السلطة على أنها تعكس رأي السلطة». وتابع دزيي أن «فشل الحكومة العراقية واضح وضوح الشمس في الموصل والمناطق الأخرى، فالجيش العراقي الذي يسلح ويدرب منذ عشر سنوات وخصصت له ميزانية سنوية هائلة إضافة إلى أن عدده الذي يفوق الـ800 ألف جندي لم يستطع الصمود أما مئات من المسلحين الذين كما يقولون اجتمعوا من أماكن متفرقة».
وأضاف المتحدث الرسمي باسم حكومة الإقليم أن «قيادات الجيش العراقي هربت، إذن في هذا الموضوع لا يمكن أن يلام أحد سوى الحكومة العراقية وسياساتها الخاطئة التي تعد المسبب الرئيس لذلك، وتأسيسها هذا الجيش على أساس غير صحيح واعتمادا على أشخاص غير كفؤ». وعبر عن أمله في أن يتصرف الذين يعدون أنفسهم مسؤولين ويتحدثون بمسؤولية لكي لا يواجهوا الإحراج مستقبلا. وتابع «واقع الإقليم واضح للجميع، الناس الذين يلجأون إلى كردستان من مناطق العراق الأخرى يجدونها ملجأ لهم ولأهاليهم، ووجدوا فيها الأمان والاستقرار».
بدوره، رد محمد الخالدي، القيادي في ائتلاف «متحدون» الذي يتزعمه أسامة النجيفي على اتهامات قيادات ائتلاف المالكي بقوله إن «ائتلاف دولة القانون يتخبط في مواقفه وتصريحات قيادته كجزء من سياسة الإخفاق التي عانتها الحكومة التي يترأسها منذ ثماني سنوات، إذ إن طريق الاتهامات سهل جدا لكن ثمنه دائما باهظ لا سيما عندما لا يكون مستندا إلى أدلة وحقائق ثابتة»، مشيرا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «القول بأن النجيفي يسعى لإقامة إقليم سني في الموصل فإن السؤال الواجب الطرح هنا وهل الإقليم عيب؟ أليس هو حق دستوري وبالتالي لا يحتاج الأمر إلى مؤامرة من أجل إعلان الإقليم» مشيرا إلى أن «مسألة نينوى وصلاح الدين هي ليست وليدة الساعة أو مقطوعة من جذورها بل هناك تظاهرات واعتصامات منذ نحو سنتين في المحافظات الغربية الخمس كلها من أجل مطالب مشروعة ولكن عدم استجابة الحكومة لها أدى إلى حصول احتقان جماهيري بسبب سياسة الحكومة الخاطئة تجاه أبناء تلك المناطق». وأكد الخالدي أن «ما يجري في نينوى وصلاح الدين حركة احتجاج شعبي مشروعة، لكنها استغلت من قبل المجاميع الإرهابية التي سيطردها أبناء تلك المناطق». وبشأن الانهيار الذي حصل في الموصل، قال الخالدي إن «انهيار الجيش ليس من مسؤولية النجيفي بل هو مسؤولية رئيس الوزراء الذي هو وحده لا شريك له على صعيد مسك الملف الأمني وبالتالي فإن اللوم يجب أن يقع على من يمسك الملف الأمني ويحاسب القيادات العسكرية التي لم تقاتل والتي لم يكن قائدها النجيفي حتى نكيل له الاتهامات». وردا على سؤال بشأن دعوة رئيس التحالف الوطني إبراهيم الجعفري للدعوة إلى اجتماع لقادة الخط الأول في العملية السياسية إلى اجتماع يعقد في منزله، قال الخالدي «تلقينا دعوة من الجعفري ونحن مع اجتماع أو أي جهد من شأنه لملمة الأوضاع والخروج بحلول حقيقية تنقذ البلاد مما هي فيه».



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.