زعيم أنصار الشريعة في ليبيا محتجز على متن سفينة أميركية

نقل البرلمان الليبي إلى بنغازي مع حظر تجول ليلي للسيارات

لوحة إلكترونية دعائية في طرابلس لمرشح ليبي للانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها في 25 من الشهر الحالي(إ.ب.أ)
لوحة إلكترونية دعائية في طرابلس لمرشح ليبي للانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها في 25 من الشهر الحالي(إ.ب.أ)
TT

زعيم أنصار الشريعة في ليبيا محتجز على متن سفينة أميركية

لوحة إلكترونية دعائية في طرابلس لمرشح ليبي للانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها في 25 من الشهر الحالي(إ.ب.أ)
لوحة إلكترونية دعائية في طرابلس لمرشح ليبي للانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها في 25 من الشهر الحالي(إ.ب.أ)

أعلنت الحكومة الليبية أن مدينة بنغازي بشرق البلاد ستكون المقر الرسمي لمجلس النواب الجديد المزمع انتخابه قبل نهاية الشهر الجاري، فيما قال مسؤولون أمنيون إنه تقرر حظر حركة السيارات ليلا في المدينة في محاولة لمنع العنف المتزايد والفوضى.
وقال بيان للحكومة الانتقالية، التي يترأسها عبد الله الثني، إنها قررت رسميا اتخاذ بنغازي مقرا لمجلس النواب، بناء على المذكرة المقدمة من وزير العدل المشرف على ديوان المجلس ببنغازي، مشيرة إلى أنه جرى تخصيص مبلغ 25 مليون دينار (نحو 20 مليون دولار) للعام الأول للمقر المؤقت لمجلس النواب بفندق تيبستي والقرية السياحية. وأوضح البيان أن حكومة الثني ناقشت أيضا مسألة المقر الدائم للمجلس واتخاذ ما يلزم من قرارات لتسكين المشروع بالمدينة، وفقًا لما جرى عرضه من عز الدين العوامي، النائب الأول للمؤتمر الوطني العام (البرلمان).
وطبقا لما أعلنته بعثة الأمم المتحدة، فقد وصلت إلى مطار طرابلس يوم السبت الماضي أوراق ونماذج الاقتراع الخاصة وغيرها من المواد الانتخابية اللازمة لإجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة. وقال بيان للبعثة، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أمس، إن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قام بتيسير عملية الشراء باستخدام الأموال المقدمة من الحكومة الليبية كجزء من دعم الأمم المتحدة لانتخابات 25 يونيو (حزيران) الجاري لانتخاب مجلس النواب، التي تعد الانتخابات الوطنية الثالثة منذ ثورة 2011.
وقال مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في ليبيا: «نحن فخورون جدا لدعم العمليات الانتخابية». وأضاف: «سيستمر دعمنا لليبيا في جهودها الرامية إلى بناء مؤسسات الدولة ليس فقط في الانتخابات؛ ولكن في الكثير من المجالات». وأوضح البيان أن تقديم المساعدة الانتخابية يجري وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2144 من قبل فريق متكامل يتحصل على الموارد من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، مشيرا إلى أن المساعدات تقدم في مجالات عدة، بما في ذلك الدعم التشغيلي للعمليات الانتخابية، والمساعدة التقنية للسلطات الانتخابية من خلال توفير خبراء مستشارين وتعزيز الجهود الرامية إلى زيادة المعرفة والوعي بالقضايا الانتخابية بين مجموعة متنوعة من أصحاب المصلحة الليبية. ويدعم المساعدة الانتخابية المقدمة من الأمم المتحدة كل من أستراليا، والدنمارك، والاتحاد الأوروبي، واليابان، وهولندا، وإسبانيا، والسويد، وسويسرا والمملكة المتحدة.
من جهته، أصدر العقيد عبد الله السعيطي رئيس غرفة العمليات الأمنية المشتركة في بنغازي، قرارا يقضي بفرض حظر على تجول السيارات داخل المدينة اعتبارا من منتصف ليلة أول من أمس، ومن الساعة الثانية عشرة ليلًا وحتى الساعة السادسة صباحًا. لكن تقارير محلية قالت في المقابل إن جنديا قتل وأصيب آخر عندما استهدف مسلحون مجهولون دوريتهم بوابل من الرصاص، في أول اختبار حقيقي لتطبيق قرار حظر التجول داخل بنغازي، ثاني كبرى المدن الليبية.
وتكافح ليبيا الفوضى المتفاقمة، حيث عجزت الحكومة والبرلمان في طرابلس عن السيطرة على الميليشيات والعشائر والإسلاميين الذين أطاحوا بنظام حكم العقيد الراحل معمر القذافي في عام 2011، ويصدق هذا على وجه الخصوص على بنغازي، مقر الكثير من شركات النفط، وحيث تدهورت أوضاع الأمن باطراد منذ العام الماضي. وفي محاولة لاستعادة السيطرة، قال متحدث أمني إن هذه الخطوة سببها تدهور الحالة الأمنية وزيادة الجرائم وإن قوات حكومية ستقيم حواجز تفتيش خلال الليل. في غضون ذلك، استمر انقطاع التيار الكهربائي على مدى يومين متتاليين في مناطق الواحات وتازربو جنوب شرقي البلاد، مما أدى إلى توقف الحركة العامة. كما شكا سكان محليون من انقطاع اتصالات الهاتف الجوال وخدمة الإنترنت، بالإضافة إلى نقص السيولة الحاد بسبب إغلاق المصرف المحلي أبوابه.
من جهة أخرى، نفت السفارة الليبية لدى العراق، ما تردد عن مقتل سجين ليبي في السجون العراقية، وأوضحت السفارة في بيان لها أمس أن وزارة العدل العراقية عدت مثل هذه الأنباء إشاعات مغرضة ولا أساس لها من الصحة. وأعلن ناجي شلغم السفير الليبي لدى العراق أنه على تواصل مستمر مع بعض السجناء الليبيين وأنهم جميعا بخير، وكذلك أعضاء السفارة الليبية في بغداد.
وبالتزامن مع تلك الأحداث الأمنية، استمر أمس الصراع بين السلطتين التشريعية والقضائية في ليبيا بشأن تعيين أو إقالة النائب العام، حيث أبدى المجلس الأعلى للقضاء استغرابه في بيان رسمي أصدره أمس من قرار المؤتمر الوطني إقالة النائب العام المستشار عبد القادر رضوان. وأكد المجلس أن قرار المؤتمر الذي يعد أعلى سلطة تشريعية وسياسية في ليبيا يعد تعديا على السلطة القضائية، التي نص الإعلان الدستوري على استقلالها، لافتا إلى أن تعيين النائب العام من اختصاصه بناء على قرار ندب من قبل المجلس الأعلى للقضاء.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.