البرلمان المصري يُغلّظ عقوبة «حيازة المتفجرات» إلى الإعدام

أقر قانوناً لدعم أسر ضحايا ومصابي «العمليات الإرهابية»

جنديان من الجيش المصري يشاركان في كشف أماكن تخزين مواد تستخدم في صناعة المتفجرات في شمال سيناء (صورة وزعها المتحدث العسكري للجيش المصري)
جنديان من الجيش المصري يشاركان في كشف أماكن تخزين مواد تستخدم في صناعة المتفجرات في شمال سيناء (صورة وزعها المتحدث العسكري للجيش المصري)
TT

البرلمان المصري يُغلّظ عقوبة «حيازة المتفجرات» إلى الإعدام

جنديان من الجيش المصري يشاركان في كشف أماكن تخزين مواد تستخدم في صناعة المتفجرات في شمال سيناء (صورة وزعها المتحدث العسكري للجيش المصري)
جنديان من الجيش المصري يشاركان في كشف أماكن تخزين مواد تستخدم في صناعة المتفجرات في شمال سيناء (صورة وزعها المتحدث العسكري للجيش المصري)

أقر مجلس النواب المصري، أمس، بشكل نهائي، تعديلات على قانون العقوبات تضمنت تغليظاً على عقوبة «حيازة المواد المتفجرة» بغرض استخدامها في الأعمال الإرهابية إلى الإعدام أو السجن المؤبد، كما وافق على قانون لدعم أسر ضحايا ومصابي «العمليات الإرهابية».
وخلال الجلسة العامة للنواب، وافق أعضاء المجلس على مشروع الحكومة لتعديل قانون العقوبات بحيث تتم معاقبة كل من «حاز أو استورد أو صنع مفرقعات أو مواد متفجرة، أو ما في حكمها، قبل الحصول على ترخيص بذلك، بالسجن المؤبد».
وزاد التعديل بأن «تكون العقوبة الإعدام أو السجن المؤبد إذا وقعت الجريمة تنفيذاً لغرض إرهابي، وأن يُعاقب بالسجن المؤبد أو المشدد كل من أحرز أو حاز أو استورد أو صنع بغير مسوغ أجهزة أو آلات أو أدوات تُستخدم في صنع المفرقعات أو المواد المتفجرة، أو ما في حكمها، أو تفجيرها».
ومنح القانون لوزير الداخلية، بصفته، سلطة تحديد «المواد التي تعتبر في حكم المفرقعات أو المواد المتفجرة أو تدخل في تركيبها»، فضلاً عن وضع عقوبة «لكل شخص علم بارتكاب أي من الجرائم المرتبطة بحيازة أو تصنيع المتفجرات، ولم يبلغ السلطات قبل اكتشافها».
ويأتي التعديل التشريعي الأخير في الوقت الذي يواصل فيه الجيش المصري «العملية الشاملة سيناء 2018» التي طالت بحسب بيانات رسمية عسكرية «كل أنحاء البلاد»، وانطلقت في منتصف الشهر الماضي.
وتشير تقديرات معهد «دراسات التحرير» في واشنطن إلى أن مصر واجهت 332 هجوماً إرهابياً العام الماضي، في مقابل 807 هجمات خلال عام 2016.
وفي السياق ذاته، وافق مجلس النواب، أمس، بشكل نهائي على مشروع قانون لدعم ورعاية أسر الضحايا والمصابين والمفقودين في العمليات «الإرهابية».
وحدد القانون الفترة التي بدأت بسريان الدستور المعمول به في البلاد يناير (كانون الثاني) 2014 كنقطة بداية زمنية للأحداث التي تشملها مواد القانون، الذي يسري على «جميع شهداء ومفقودي ومصابي العمليات الحربية والأمنية من ضباط أو أفراد القوات المسلحة والشرطة والمدنيين وأسرهم المتمتعين بالجنسية المصرية»، بحسب نص القانون.
ويتضمن القانون النص على تقديم «الرعاية الاجتماعية والمادية والمساندة القانونية، والعمل على إدماجهم في المجتمع، وإشراك المجتمع المدني في تحقيق تلك الرعاية وتوفير فرص الدراسة على نفقة الدولة في مراحل التعليم الجامعي وما قبله، وفرص العمل بما يتناسب مع مؤهلاتهم العلمية ومنحهم الأولوية في مسابقات التوظيف التي تعلنها الدولة وأجهزتها والقطاع الخاص».
ونص القانون على أن «يكون معاش مصابي وأسر الشهداء والمفقودين بقيمة المرتب والبدلات والعلاوات نفسها التي كان يتقاضاها قبل إصابته أو استشهاده أو اعتباره مفقوداً، على أن تزيد بمقدار قيمة زيادة المرتب وبدلات وعلاوات أقرانه في الرتبة أو الدرجة التي يتم ترقيتهم إليها».
تجدر الإشارة إلى أن عدد ضحايا العملية العسكرية «سيناء 2018» التي أعلن الجيش المصري انطلاقها في 9 فبراير (شباط) الماضي، بلغ، بحسب البيانات الرسمية، 17 قتيلاً، بينما أصيب 15 آخرون من الضباط والجنود.
وكان رئيس أركان الجيش المصري، الفريق محمد فريد، طلب من الرئيس عبد الفتاح السيسي، أثناء افتتاح الأخير لمقر قيادة قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب، الأسبوع الماضي: «زيادة المدى الزمني للعمليات العسكرية»، التي كان الرئيس المصري حددها بـ3 أشهر في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لـ«تطهير سيناء من العناصر الإرهابية، واستعادة الأمن».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».