تقدم سريع لـ «غصن الزيتون» صوب عفرين

بعد السيطرة على بلدتين مهمتين خلال يومين

مقاتلون سوريون يحمون شوارع أعزاز بالتزامن مع جولة إعلامية نظمتها تركيا لشمال سوريا أول من أمس (أ.ب)
مقاتلون سوريون يحمون شوارع أعزاز بالتزامن مع جولة إعلامية نظمتها تركيا لشمال سوريا أول من أمس (أ.ب)
TT

تقدم سريع لـ «غصن الزيتون» صوب عفرين

مقاتلون سوريون يحمون شوارع أعزاز بالتزامن مع جولة إعلامية نظمتها تركيا لشمال سوريا أول من أمس (أ.ب)
مقاتلون سوريون يحمون شوارع أعزاز بالتزامن مع جولة إعلامية نظمتها تركيا لشمال سوريا أول من أمس (أ.ب)

حقق الجيشان التركي و{السوري الحر} تقدما جديدا في عملية غصن الزيتون العسكرية في عفرين بالسيطرة على مركز ناحية الشيخ حديد غرب المدينة.
وتعد ناحية الشيخ حديد هي الثالثة التي تسيطر عليها قوات غصن الزيتون من أيدي وحدات حماية الشعب الكردية بعد ناحيتي راجو وبلبلة. ويأتي هذا التقدم بعد تطهير قرية «حاج خليل» التابعة لناحية راجو من عناصر وحدات حماية الشعب الكردية و«داعش»، في إطار العملية.
وسيطر الجيش التركي ومعه فصائل الجيش السوري الحر الموالية له، أول من أمس، على ناحية راجو. وواصلت الفصائل، أمس، تقدمها، وسيطرت على 5 مواقع جديدة بعد السيطرة على ناحية الشيخ حديد غرب عفرين.
وبحسب مصادر عسكرية تركية وأخرى في الجيش السوري الحر، فإن القوات المشاركة في عملية «غصن الزيتون» سيطرت على 4 قرى جديدة، هي «بافليون» وجبلها ببلدة شران، و«سعولجك» و«أرندة» في ناحية شيخ الحديد، و«خليلو» في ناحية راجو.
وبهذا ارتفع عدد النقاط التي سيطرت عليها عملية غصن الزيتون إلى 134 نقطة، بينها ثلاث نواحٍ (بلبة، راجو، الشيخ حديد)، و102 قرية و6 مزارع و22 تلة ومرتفعا استراتيجيا، وقاعدة عسكرية.
وكان الجيش التركي أعلن، مساء أول من أمس، أنه فرض السيطرة على 7 بلدات وقرى جديدة بمنطقة «عفرين» بشمال سوريا، في إطار عملية غصن الزيتون. وأوضح بيان صادر عن رئاسة الأركان العامة التركية أنه تمت السيطرة على بلدة «راجو» (مركز ناحية)، وقرى «الرمادية» و«حميلك» و«بعدنلي» و«كاركين» و«علي بيزانلي» و«جمانلي» في عفرين. وأعلنت رئاسة الأركان التركية، أمس، تحييد 2612 مسلحا منذ انطلاق عملية «غصن الزيتون»، في عفرين في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي.
وشدد البيان على أن العمليات المذكورة استهدفت فقط الإرهابيين ومخابئهم وملاجئهم ومواقعهم وأسلحتهم ومركباتهم وأدواتهم، وجرى اتخاذ كل أشكال الحيطة والحذر لعدم إلحاق أي ضرر بالمدنيين والبيئة وأن العملية مستمرة كما هو مخطط لها.
وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، في كلمة خلال مشاركته في أعمال الدورة العادية الخامسة للفرع النسائي لحزب العدالة والتنمية في ولاية موغلا جنوب غربي تركيا، أمس، أن الهدف من عملية «درع الفرات» سابقًا، و«غصن الزيتون» حالياً، هو إيجاد مناطق آمنة خالية من الإرهابيين، تؤمن الحياة للسكان الأصليين من العرب والأكراد والتركمان وغيرهم ممن يتعرضون للاضطهاد.
من جانبه، أشاد رئيس هيئة أركان الجيش التركي خلوصي أكار بالأخلاق الحميدة للقوات المشاركة في عملية «غصن الزيتون».
وعبر أكار، خلال خطاب ألقاه أكار أمس في مقر لهذه القوات جنوب تركيا، عقب جولة تفقدية للقوات التركية على الحدود التركية السورية، عن اعتزازه بالأخلاق الحميدة لعناصر القوات المسلحة التركية المشاركة في عملية «غصن الزيتون» بمنطقة عفرين التابعة لمحافظة حلب شمال سوريا.
وقال: «لقد رأينا كيف قدمتم يد العون والمساعدة للمسنين وحملتم الأطفال الأبرياء على ظهوركم».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».