موجز الحرب ضد الارهاب

TT

موجز الحرب ضد الارهاب

بريطانيا تدين «أستاذ دين» بالإرهاب
لندن - «الشرق الأوسط»: دان القضاء البريطاني، أمس، أستاذاً لمادة الدين حاول تشجيع أطفال على أن يصبحوا مهاجمين انتحاريين في المستقبل، بتهمة التحضير لأعمال إرهابية، بحسب ما جاء في تقرير لمحطة «بي بي سي» أمس.
وأوضحت المحطة أن عمر أحمد الحق (25 سنة) تم سحبه عنوة من محكمة الجنايات «أولد بايلي» بوسط لندن، وهو يصرخ معلناً تأييده لتنظيم داعش الإرهابي. ومن المقرر أن تحدد فترة عقوبته في جلسة أخرى بنهاية مارس (آذار) الحالي.
وبحسب المعلومات المنشورة عنه، كان عمر يتطلع لشن هجمات على ساعة «بيغ بن» ومطار هيثرو وأسواق تجارية ووسائل إعلام، بالإضافة إلى استهداف الشيعة ومجموعات اليمين المتطرف وحراس ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية. وذكرت «بي بي سي» أن عمر أحمد استلهم فكرة القيام بمذبحة عقب الهجوم الإرهابي الذي وقع على جسر ويستمنستر في لندن عام 2017، وقد قام فعلاً بخطوات «محدودة» من أجل هذه الغاية. كما أنه سعى إلى دفع أطفال نحو تبني أفكار راديكالية في مسجد صغير بشرق لندن كان يقدم فيه دروساً دينية في شكل جزئي. وتعتقد الشرطة أن المتهم المدان كان على اتصال بأكثر من 100 طفل بعضهم تلقى لاحقاً دعماً من أجل التخلي عن أفكار التطرف. وأوقفت السلطات الأمنية عمر قبل أسبوعين من الهجوم الإرهابي الذي تعرض له جسر لندن وسوق بورو المجاور العام الماضي. وبالإضافة إلى عمر أحمد، دانت محكمة أولد بايلي كلاً من أبي ذر مأمون بتهمة مساعدته في التحضير لعملية إرهابية وتمويلها، وأيضاً محمد عابد، صديق عمر، بتهمة عدم تنبيه الشرطة إلى ما كان يسعى إليه. ونال متهم رابع حكماً بالبراءة من تهم الإرهاب.

مقتل موظفين إنسانيين بهجوم لـ«بوكو حرام» في نيجيريا
كانو (نيجيريا) - «الشرق الأوسط»: قتل أربعة عاملين إنسانيين في هجوم لجماعة «بوكو حرام» في بلدة ران النائية بشمال شرقي نيجيريا، بحسب ما أعلنت متحدثة باسم الأمم المتحدة لوكالة الصحافة الفرنسية أمس الجمعة.
وقالت سامنثا نيوبورت إن الهجوم وقع في وقت متقدم الخميس وإن «أربعة عاملين إنسانيين قتلوا فيما أصيب آخر بجروح بينما اعتبر سادس في عداد المفقودين ونخشى أن يكون خُطف». وبين الضحايا موظفان من منظمة الهجرة الدولية يتوليان إدارة مخيم للنازحين وطبيب يعمل مستشاراً لليونيسيف. ولم ترد تفاصيل على الفور، بحسب الوكالة الفرنسية، حول القتيل الرابع «لكن تبين أن العاملين الآخرين المصاب والمفقود هما امرأتان».
ووقع الهجوم خارج مخيم ران للنازحين القريب من قاعدة للجيش كانت هي المستهدفة. وتابعت نيوبورت بأن «الهدف كان الجيش وقد علق (العاملون الإنسانيون)». وأكد عنصر من مقاتلين مدنيين يحاربون إلى جانب الجيش ضد «بوكو حرام» وضابط عسكري هذه الحصيلة المدنية لوكالة الصحافة الفرنسية كما أكدوا مقتل ثمانية جنود في الهجوم، علما بأنه لم يصدر أي تأكيد رسمي لهذه الحصيلة.

إطلاق نار في جامعة ميشيغن الأميركية
شيكاغو- «الشرق الأوسط» أفاد شهود بإطلاق نار، أمس الجمعة، في حرم جامعة سنترال ميشيغن في شمال الولايات المتحدة. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن الجامعة دعت في تغريدة الموجودين فيها إلى «الاحتماء».
ووقع إطلاق النار في مبنى «كامبل هول» في هذه الجامعة الواقعة في مدينة ماونت بليزنت، فيما قال مسؤولون في المدينة إن المشتبه به رجل أسود، ويعتبر «مسلحاً وخطيراً».
ويرتاد نحو 18 ألف طالب الحرم الرئيسي لهذه الجامعة.
وتتكرر حوادث إطلاق النار في الولايات المتحدة، حيث هناك أسلحة متداولة بين أيدي السكان. ولفتت وكالة الصحافة الفرنسية إلى جدل جديد حول قانون حيازة الأسلحة النارية في الولايات المتحدة في أعقاب المجزرة التي أودت بحياة 17 شخصاً في 14 فبراير (شباط) الماضي في مدرسة بفلوريدا.



2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
TT

2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)

لا يوجد فراغ مسموح به في الطبيعة. فالطبيعة لا تغيّر طبيعتها، لأنها تكره الفراغ. في الفراغ لا حياة، لا صراع ولا تاريخ. فالتاريخ يتنقّل بين الفوضى والنظام. يُفرض النظام بالإكراه، فتوضع القوانين لتُفرض بالقوّة والإكراه أيضاً. هكذا كتب ألبير كامو، الفيلسوف الفرنسي في كتابه «الإنسان المتمرّد»، (The Rebel): «في النظام، كما في الفوضى، هناك شيء من العبوديّة». تستهدف الثورة النظام القائم، فتخلق الفوضى. لكنها مُلزمة بإعادة تكوين نظام جديد. وبين الفوضى والنظام، يدفع الإنسان العاديّ الأثمان.

يقول السياسيّ الراحل هنري كيسنجر ما معناه: إن الفراغ يجلب الحرب والهجوم. فهل سيكون عام 2025 عام ملء الفراغات، أو خلق بعضها؟

دخان يتصاعد من شمال قطاع غزة خلال قصف الجيش الإسرائيلي (أرشيفية - أ.ف.ب)

بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تغيّرت موازين القوى في المنطقة. سقطت «حماس». سقط «حزب الله». سقط النظام في سوريا... وبذلك انهارت وحدة الساحات، أو ما يُسمّى محور المقاومة. وبسبب ذلك، سقطت منظومات كانت قائمة. وتظهّرت الفراغات القاتلة. ها هي إسرائيل تدمّر قطاع غزّة، لتخلق فراغاً لا توجد فيه حركة «حماس»، ولتؤسّس لحالة معيّنة قد يُطلَق عليها «الاحتلال التغييريّ»، (Transformative). بكلام آخر، فُرض الاحتلال أمراً واقعاً خارج القانون الدوليّ، لكنه طويل، ومُكلف للمُحتلّ، الأمر الذي قد يخلق ثقافة جديدة، ومختلفة عما كانت قبلها، حتى ولو تطلّب الأمر جيلاً من الزمن.

دخلت إسرائيل لبنان خلال الحرب الأخيرة، فخلقت منطقة عازلة. وها هي اليوم تُحصّنها استباقاً للسيناريو السيّئ. خلقت إسرائيل هذا الفراغ على الحدود اللبنانيّة، كما في داخل قطاع غزّة بالقوّة العسكريّة المُفرطة. لكن البقاء في لبنان واحتلال المنطقة العازلة، هو أمر مختلف تماماً عن احتلال قطاع غزّة.

بعد سقوط النظام في سوريا، سارعت إسرائيل إلى احتلال مزيد من الأراضي السوريّة وتوسيع المنطقة العازلة. لكنه احتلال من دون استعمال للقوّة، حتى ولو دمّر الطيران الإسرائيليّ قدرات الجيش السوريّ المستقبليّ. إنه احتلال مؤقّت-طويل. لكن المفارقة هي إعلان إسرائيل أن الجولان لن يعود إلى سوريا، وهو احتلال كأمر واقع (De Facto). ولتحرير الجولان، لا بد من حرب أو تفاوض، وهذان أمران متعذّرَان حالياً لأسباب كثيرة. وعليه قد يمكن حالياً إعلان وفاة مقولة كسينجر: «لا حرب في الشرق الأوسط من دون مصر، ولا سلام من دون سوريا».

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي وقال إنها لجولة رئيس الأركان هرتسي هاليفي الميدانية في جنوب لبنان (أرشيفية)

حال العالم

في أوكرانيا يستعين الرئيس بوتين في حربه بالتكنولوجيا الغربيّة لتصميم صواريخه، آخرها الصاروخ الفرط صوتيّ «أوريشنيك». كما يستعين بالمُسيّرات الإيرانيّة، والعسكر الكوري الشمالي لتحرير الأرض الروسية في كورسك. يريد بوتين الاحتلال التغييري للشرق الأوكرانيّ.

في منطقة نفوذ الصين، يسعى التنين إلى استرداد جزيرة تايوان على أنها جزء تاريخيّ من الصين الكبرى. فهي تحضّر البحريّة الصينيّة، كون الحرب، وفي حال حصولها، سيكون أغلبها في البحر. ورداً على ذلك، بدأ تشكُّل كثير من التحالفات ردّاً على السلوك الصينيّ.

وفي مكان آخر من العالم، يُحضّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مأسسة الصراع مع التنين الصينيّ. فهو يريد استعادة السيطرة على قناة بنما، نظراً إلى أهمية هذه القناة على الأمن القومي الأميركيّ. فهي الشريان الحيويّ الذي يربط الشرق الأميركي بالغرب. وهي التي أوصى بها المفكّر الاستراتيجيّ الأميركي البحريّ ألفريد ماهان. وهي التي أشرفت على بنائها الولايات المتحدة الأميركيّة، وذلك بعد انفصال بنما عن كولومبيا وبمساعدة البحريّة الأميركيّة آنذاك، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت. وبذلك، تكون القناة قد مرّت بثلاث مراحل هي: 1906 البناء مع الرئيس روزفلت، و1977 مع الرئيس جيمي كارتر الذي أعادها إلى بنما، واليوم مع الرئيس ترمب الذي يريد استردادها.

صور الرئيس الأسبق حافظ الأسد ممزقة للمرة الأولى في تاريخ سوريا (الشرق الأوسط)

يرى البعض أن تصريحات الرئيس ترمب مجرّد كلام عاديّ بسبب شخصيّته الفريدة. لكن الأكيد أن تصريحاته تنمّ عن عمق جيوسياسيّ بعيد المدى. فما معنى طرحه موضوع شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك؟ ما أهميّة هذه الجزيرة؟

إن ثقافة دبلوماسيّة الدولار (Dollar Diplomacy) في التاريخ الأميركي ليست جديدة. فهي قد اشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 بـ15 مليون دولار. كما اشترت من روسيا ولاية ألاسكا الحاليّة بـ7.2 مليون دولار.

شكّلت لويزيانا الربط بين الشرق والغرب الأميركيّ، كما سيطرت على أهمّ مرفأ أميركيّ يطلّ على خليج المكسيك. وبالحدّ الأدنى أخرجت دولة أوروبيّة من الأرض الأميركيّة. أما شراء ألاسكا، فقد أعطى أميركا إطلالة على مضيق بيرينغ الذي يطلّ بدوره على الأرض الروسيّة.

التحّولات الجيوسياسيّة الحاليّ

مع صعود الصين، تبدّلت موازين القوى العالميّة عمَّا كانت عليه خلال الحرب الباردة. فللصين قدرات كونيّة وفي كل الأبعاد، خصوصاً الاقتصاديّة والعسكريّة، وهذه أبعاد افتقر إليها الاتحاد السوفياتيّ. تسعى الصين إلى التموضع في القارة الأميركيّة. يُضاف إلى هذا التحوّل، الكارثة البيئيّة والاحتباس الحراري، الأمر الذي قد يفتح طرقاً بحريّة جديدة، حول الشمال الأميركيّ. خصوصاً أن ذوبان المحيط المتجّمد الشمالي سوف يُغيّر جغرافيّة الصراع الجيوسياسيّ بالكامل. ونتيجة لذلك، ستصبح الولايات المتحدة الأميركيّة تطلّ على ثلاثة محيطات بعد أن كانت تطلّ على محيطين.

وحدة مدفعية أوكرانية في منطقة زابوريجيا تطلق النار باتجاه القوات الروسية على خط المواجهة (أرشيفية - رويترز)

تتميّز غرينلاند بمساحتها الكبيرة، نحو مليوني كيلومتر مربع، مع عديد لا يتجاوز 56 ألف نسمة، وثروات مهمّة قد تجعل أميركا تستغني عن استيراد كثير من الثروات الطبيعيّة من الصين. خلال الحرب الباردة حاول الرئيس هاري ترومان شراء الجزيرة، وهي لا تزال تضمّ قاعدة عسكريّة جويّة أميركيّة.

في الختام، إذا استطاع الرئيس ترمب استعادة السيطرة على قناة بنما، وسيطر بشكل ما على غرينلاند، سيتكوّن مثلثّ جيوسياسيّ دفاعيّ حول الولايات المتحدة الأميركيّة يرتكز على: غرينلاند، وألاسكا، وقناة بنما. كل ذلك، بانتظار الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وكيف سيتعامل مع العالم خصوصاً الصين. فهل سيكون انعزاليّاً أم انخراطيّاً أم مزيجاً من المقاربتين؟